اقرأ في هذا المقال
- نسبة الاتفاق بين الملاحظين في تعديل سلوك ذوي الاحتياجات الخاصة
- تدريب الملاحظين في تعديل سلوك ذوي الاحتياجات الخاصة
- أهمية الاستمرار في تدريب الملاحظين في تعديل السلوك
نسبة الاتفاق بين الملاحظين في تعديل سلوك ذوي الاحتياجات الخاصة:
لأن قياس السلوك خلال حدوثه يتم عن طريق قيام أفراد مدربين بملاحظته في فترات زمنية محددة، ولأن الملاحظ يقوم بها إنسان فإن احتمال وجود الخطأ وارد، فسلوكه بوصفه ملاحظاً يتأثر بالعديد من العوامل لذلك يجب التأكد من أن البيانات التي يتم تجميعها توصف بالثبات والطريقة الشائعة للتأكد من الثبات في تعديل السلوك.
وهي الطلب من الأفراد الآخرين القيام بملاحظة السلوك نفسه في مدة الملاحظة نفسها عن طريق المقارنه بين البيانات للمراقب الأول بالبيانات التي جمعها والمراقب الثاني نجد درجة الاتفاق بين الأفراد الذين قاموا بالمراقبة على حدوث أو عدم حدوث السلوك.
ولا بد من الإشارة إلى أنه ليس ضرورياً قياس دلالة الثبات في كل جلسة علاجية ولكن المبدأ العام هو التحقق من ثبات المعلومات التي يتم جمعها على الأقل مرة أو مرتين في كل مرحلة من مراحل الدراسة وبشكل عام، إذا كانت درجة الاتفاق بين الملاحظين (80%) أو أكثر دلالة على ثبات المقبول، وأما إذا كانت درجة الاتفاق أقل من (80%) فذلك قد يعني أن تعریف السلوك لم يكن دقيق أو أن طرق القياس المستخدمة لم تكن واضحة للملاحظين وأن هناك حاجة لإعادة النظر فيها.
نقطة أخرى لا بد من إيضاحها هنا أن نسبة الإنفاق العالية بين الملاحظين لا تعني بالضرورة صدق البيانات للمجموعة، فمن المحتمل جداً أن يتفق الملاحظون دون أن تعكس البيانات التي يقدمونها حقيقة ما حدث فعلاً أثناء فترة الملاحظة، ولكن المعالج السلوكي يقدر دقة المعلومات من خلال حساب نسبة الاتفاق بين الملاحظين ذلك أنه ليس بالإمكان معرفة ما حدث فعلاً.
تدريب الملاحظين في تعديل سلوك ذوي الاحتياجات الخاصة:
إن العنصر الحاسم في نظام الملاحظة السلوكية والذي يحدد إمكانية أو عدم إمكانية الحصول على معلومات صادقة عن السلوك من خلال الملاحظة المباشرة هو الشخص الذي يقوم بالملاحظته، فالدراسات العديدة تشير إلى أن أداء الملاحظ يتأثر بعوامل مختلفة مما يؤدي إلى التأثير في صدق البيانات التي يجمعها.
ولهذا فإن لتدريب الملاحظ أهمية بالغة في البحوث السلوكية، فالتدريب يساعدنا في ضبط تلك العوامل أو الحد من تأثيرها ويبتدىء تدريب الملاحظين بتحديد نظام الملاحظة الذي سيتم استخدامه، فبدون استخدام نظام ملاحظة محدد لا نستطيع أن نتوقع أن المعلومات التي سيجمعها الملاحظ تصف بالدقة والموضوعية، ولهذا فهناك حاجة ماسة إلى وضع دليل ملاحظة يشتمل على تعريف السلوكات المستهدفة إجرائياً.
وفي بعض الأحيان يشتمل الدليل أيضاً على توجيهات عامة للملاحظين كضرورة تجنب التخمين عن الفرضية في البحث أو التنبؤ بالسلوك وكيفية التعامل مع الأشخاص الذين هم قيد الدراسة والملاحظين الآخرين، وبعد وضع دليل الملاحظة يعمل الباحث على إيضاح أصول الملاحظة والبحث بشكل عام وهذه هي أولى الخطوات العملية في التدريب، وفي العادة يذكر الباحثين الملاحظين بضرورة التركيز على السلوكات المستهدفة وتجاهل ما عداها، وكيفية الدخول إلى مكان الملاحظة وكيفية التعامل مع الملاحظين الآخرين، وما إلى ذلك بهدف تقليل ردة الفعل لدى الأشخاص قيد الدراسة.
أهمية الاستمرار في تدريب الملاحظين في تعديل السلوك:
وبعد ذلك يعطي دليل الملاحظة للملاحظين، ويتم إيضاح التعليمات بشكل تام، وتتم الإجابة على أي استفسارات لديهم حول الدليل، ويطلب من الملاحظين حفظ التعريفات والرموز الواردة في نظام الملاحظة، وقبل البدء بالملاحظة الرسمية يطلب من الملاحظين التدرب على استخدام نظام الملاحظة في أوضاع شبيهة بالوضع الحقيقي، وذلك من خلال استخدام الأفلام مثلاً أو الأشرطة أو ملاحظة أشخاص آخرين.
وبشكل عام ينصح بالاستمرار في تدريب الملاحظين قبل البدء بالملاحظة الرسمية، إلى أن تصل نسبة الإتفاق بينهم درجة عالية (80%) كحد أدنی الخطوة التالية تزويد الملاحظين بالتغذية الراجعة لإيضاح أي أخطاء ارتبكوها أثناء التدريب ومناقشة ذلك معهم، والهدف من ذلك هو تشجيعهم على التقيد بالتعريفات التي تم وضعها وبطرق الملاحظة المقبولة، وإذا تبين أن إلتباساً قد حدث حول التعريفات فذلك قد يعني ضرورة تعريف السلوك بشكل أفضل.
وحتى لو أصبحت نسبة الاتفاق بين الملاحظين عالية أثناء التدريب فذلك لا يعني بالضرورة أن الأخطاء لن تحدث أثناء الملاحظة الرسمية، ولهذا يجب التحقق من المعلومات التي يجمعها الملاحظون، ولعل أفضل الطرق لعمل ذلك الطلب من شخص آخر أن يلاحظ السلوكات نفسها في الوقت نفسه.