كل عملية مهنية مهمة تجذب نظر العلماء للقيام بوضع نظريات تقوم على تفسيرها وتحليلها، بحيث تقوم النظريات أيضاً على تحليل وتفسير الأداء المهني ووضع معايير ومؤشرات للأفراد في كيفية إنجازهم للمهمات المهنية، وكيفية تقبلَّهم للانتقاد من الآخرين وكيفية أخذ هذه الانتقادات بشكل إيجابي والعمل على تحسين مواقع الضعف في قدرات ومهارات الفرد المهنية.
نظريات الأداء المهني
نظرية الإدارة العلمية
تتمثل هذه النظرية بالاعتماد على الإنتاج المهني للأفراد بشكل يومي، أي ماذا يُنتِج الفرد نهاية كل يوم، لا تعتمد هذه النظرية على الرواتب والحوافز والمكافآت المادية التي يحصل عليها الفرد في المهنة التي يعمل بها، تركز هذه النظرية على اختيار الأفراد للقيام بالعمل بعد حصولهم على التدريب المهني المناسب.
نظرية التقييم الإداري
تقوم هذه النظرية على تقديم الأنشطة المهنية بحيث يكون هدفها زيادة الإنتاج وخفض التكلُّفة المادية على المؤسسة المهنية، يكون ترتيب الأداء المهني حسب هذه النظرية تنازلي من الأعلى إلى الأسفل.
النظرية البيروقراطية
تهتم هذه النظرية بطبيعة العلاقة بين الفرد والمسؤول عنه، ولا تهتم كثيراً بنسبة إنتاج الفرد، فعلى الفرد القيام بجميع المهام التي تُطلَب منه مهما كانت صعوبتها.
نظرية العلاقات الإنسانية
تقوم هذه النظرية على الديمقراطية، بحيث تهتم بالأفراد الذين يعملون وبمشاعرهم، وتطلب منهم المشاركة بجميع المشاريع التي من شأنِها تحقيق مكانة الفرد في المجتمع.
نظرية العدالة
تهتم هذه النظرية بتقديم الحوافز والمكافآت للأفراد حسب العمل الذي يقوم به، أي أنَّها تقوم على العدل والمساواة بين الجميع.
نظرية العوامل المزدوجة
طوَّرها عالم النفس فريدريك هيرزبرغ في عام 1959، وتُعرف أيضًا بنظرية التحفيز والرضا. تنص هذه النظرية على أن هناك نوعين من العوامل تؤثر على الأداء المهني:
عوامل التحفيز: وهي العوامل التي تعزز من رضا الأفراد وتزيد من تحفيزهم للعمل، مثل الإنجازات، التقدير، والمسؤوليات.
عوامل القلق (Hygiene Factors): وهي العوامل التي، إذا لم تكن موجودة، قد تؤدي إلى عدم الرضا، مثل الرواتب، ظروف العمل، والعلاقات مع الزملاء. إذا كانت هذه العوامل متوفرة بشكل جيد، فإنها لا تساهم في زيادة الرضا، لكنها تمنع الإحباط.
نظرية الهدف
ابتكرها عالم النفس إد وينتون في السبعينيات، وتفترض أن تحديد الأهداف يعد من أهم العوامل المؤثرة في الأداء المهني. تركز هذه النظرية على أن:
الأهداف المحددة: عندما يكون لدى الأفراد أهداف واضحة ومحددة، فإنهم يكونون أكثر تحفيزًا للعمل نحو تحقيقها.
التحدي: الأهداف يجب أن تكون صعبة ولكن قابلة للتحقيق، حيث تعزز من الأداء العالي.
التغذية الراجعة: من المهم تقديم تغذية راجعة مستمرة حول مدى تقدم الأفراد نحو تحقيق أهدافهم، مما يساعدهم على تحسين أدائهم.
نظرية التحفيز
تتناول هذه النظرية كيفية تحفيز الأفراد لتحقيق أداء عالٍ في العمل. تشمل أهم جوانبها:
الدافع الداخلي والخارجي: تعتبر العوامل الداخلية مثل الشغف والاهتمام الشخصي أكثر تأثيرًا على الأداء مقارنة بالعوامل الخارجية مثل المكافآت.
نظرية ماسلو
تُستخدم أيضًا في فهم الأداء المهني، حيث تنص على أن الأفراد يتجهون نحو تحقيق احتياجاتهم الأساسية (مثل الأمان والاحتياجات الاجتماعية) قبل أن يسعوا لتحقيق احتياجات أعلى (مثل تقدير الذات وتحقيق الذات).
نظرية الانخراط
تركز هذه النظرية على أهمية انخراط الأفراد في عملهم وتأثيره على الأداء. تنص على أن:
الانخراط: يتطلب تفاعل الأفراد مع مهامهم بفعالية، مما يؤدي إلى تحسين الأداء.
بيئة العمل: تعتبر بيئة العمل المحفزة والداعمة من العوامل الأساسية التي تعزز من انخراط الأفراد، مما يساهم في تحقيق نتائج إيجابية.
نظرية التواصل
تُعتبر التواصل الفعال من العناصر الرئيسية التي تؤثر في الأداء المهني. تشمل جوانبها:
التواصل الواضح: عندما يكون التواصل بين الموظفين ومديريهم واضحًا، فإن ذلك يؤدي إلى تحسين الأداء وتجنب سوء الفهم.
تبادل المعلومات: يُعتبر تبادل المعلومات بين الأفراد جزءًا أساسيًا من تحسين الأداء، حيث يساعد في تعزيز التعاون ورفع الكفاءة.
نظرية السلوكيات الإيجابية
تتعلق هذه النظرية بدراسة العوامل الإيجابية التي تعزز الأداء. تشمل النقاط الرئيسية:
التفاؤل: يُعتبر التفاؤل والعقلية الإيجابية من العوامل المهمة التي تؤثر في الأداء المهني، حيث يعزز من القدرة على التغلب على التحديات.
القيم الشخصية: يؤثر التوافق بين القيم الشخصية للموظف وأهداف المؤسسة على الدافع والأداء.
نظرية التعلم الاجتماعي
طوَّرها ألبرت باندورا، وتؤكد على أهمية التعلم من خلال الملاحظة. تتمثل أفكار هذه النظرية في:
النمذجة: يتعلم الأفراد من خلال ملاحظة سلوكيات الآخرين وتطبيقها في حياتهم العملية.
التعزيز: يُعتبر التعزيز الإيجابي لسلوكيات معينة من العوامل التي تُعزز التعلم والأداء.
تساهم نظريات الأداء المهني في توفير إطار مفهومي لفهم العوامل التي تؤثر في أداء الأفراد في بيئة العمل. من خلال اعتماد هذه النظريات، يمكن للمؤسسات تحسين استراتيجياتها في تقييم الأداء وتطوير المهارات، مما يسهم في رفع مستوى الإنتاجية وتعزيز رضا الموظفين. يعد فهم هذه النظريات أساسًا مهمًا لتحقيق النجاح في أي منظمة، حيث تساهم في تحسين الأداء وزيادة القدرة التنافسية.