اقرأ في هذا المقال
- ديفيد ماكليلاند
- الحاجات الأساسية في نظرية ماكليلاند
- الحاجات الثلاثة الأساسية في نظرية ماكليلاند
- تطبيقات نظرية ماكليلاند في العمل
- نقد نظرية ماكليلاند
ديفيد ماكليلاند
قام ماكليلاند بتعريف الدافعيّة بالإنجاز بأنّها عبارة عن نظام من الشبكات، تتكون العلاقات الانفعالية والمعرفيّة الموجّهة التي ترتبط بالسعي من أجل الوصول إلى مستوى عالي من الامتياز والتفوق، بالرغم من أنّ النظرية ركّزت على حاجة الإنجاز، إلا أنّها ترى أنه يوجد ثلاث حاجات موجودة لدى كل الأفراد وبدرجات مختلفة، لها أثر كبير في تحريك سلوك العاملين في المنظمة.
كان ماكليلاند باحث نظري في مجال علم النفس. اشتهر بالعمل في نظرية الحاجة، قام بنشر العديد من أعماله في فترة الخمسينات وحتى التسعينات. طوَّر أنظمة تحقيق أهداف جديدة من أجل اختبار إدراك الموضوع والفروع التي يتضمّنها، تم نسبه في تطوير نظرية دافع الإنجاز.
ولد ماكليلاند في ولاية نيويورك وحصل على بكالوريوس الآداب من جامعة ويسليان ودرجة الماجستير من جامعة ميسوري في السنة التي تلتها.
حصل ماكليلاند على الدكتوراة من جامعة ييل، التحق بالكلية في جامعة هارفارد عام 1956، حيث عمل فيها لمدة 30 سنة كرئيس لقسم العلاقات الاجتماعية، انتقل بعد ذلك إلى جامعة بوسطن عام 1987، حصل على جائزة الجمعية الأمريكية للأطباء النفسيين لمساهماته العلمية البارزة.
الحاجات الأساسية في نظرية ماكليلاند
الحاجة إلى السلطة
إنّ الإفراد الذين يحتاجون للسلطة يميلون بشكل دائم لممارسة التأثير والرقابة القوية، في الغالب يسعى هؤلاء الأشخاص للحصول على مناصب قيادية، إنّ الأفراد الذين يحرِّكهم هذا الدافع يكونون فاعلين أو طليقين في الاتصال، يستمتعون بالتحرُّك للأعلى في المنظمة.
يمكن تعزيز هذا الدافع عن طريق إعطائهم فرصة بمراقبة ذواتهم، توفير الفرصة للتأثير على الآخرين عن طريق المشاركة في حل المشكلات واتخاذ القرارات؛ لأنّها تزوِّد الأفراد بالتأثير في عملهم وفي الآخرين.
الحاجة للانتماء
إنّ الأفراد الذين لديهم حاجة قوية للانتماء يتكوّن لديهم الشعور بالفرح والسرور عندما يشعرون أنّهم محبوبون من الأشخاص الآخرين، كذلك يشعرون بالحزن إذا رفضوا من الجماعة التي ينتمون إليها، يميل هؤلاء الأشخاص إلى تطوير علاقات اجتماعية مع الآخرين.
إنّ الأفراد الذين لديهم حب الانتماء يمكن أن نوفّر لهم الدافعية من خلال السماح لهم بالعمل مع الآخرين بحيث يستطيعون التعبير عن مشاعرهم، يستمتعون بالصداقات الجيدة، يتصفون عادةً بالهدوء، يعملون بشكل أفضل عندما يشعرون بالتقدير، تُسمح لهم ظروف العمل في التفاعل مع الآخرين.
الحاجة للإنجاز
معنى هذه الحاجة أنّ الأفراد الذين يكون لديهم حاجة للإنجاز، يكون لديهم رغبة عالية للنجاح، يخافون من الفشل، يستمتعون بالتحدي.
الحاجات الثلاثة الأساسية في نظرية ماكليلاند
نظرية ماكليلاند في الحاجات، المعروفة أيضًا باسم نظرية الدوافع المكتسبة، هي واحدة من النظريات الأساسية في فهم الدوافع الإنسانية في سياق العمل والتنظيم. طور هذه النظرية عالم النفس الأمريكي ديفيد ماكليلاند، وهي تركز على ثلاث حاجات رئيسية تؤثر في سلوك الأفراد: الحاجة إلى الإنجاز، والحاجة إلى الانتماء، والحاجة إلى السلطة:
1- الحاجة إلى الإنجاز (Need for Achievement):
- الأفراد الذين يتمتعون بحافز قوي للإنجاز يسعون إلى التفوق والتحسين المستمر. يفضلون المهام التي تتطلب تحديًا معتدلًا، حيث تكون النتائج مرهونة بمجهودهم الشخصي، ويسعون للحصول على تغذية راجعة فورية حول أدائهم.
- هؤلاء الأفراد يكون لديهم ميل للبحث عن حلول مبتكرة للمشكلات والعمل بشكل مستقل. كما أنهم يستمتعون بتحديد أهداف جديدة ويشعرون بالرضا عند تحقيقها.
2- الحاجة إلى الانتماء (Need for Affiliation):
- الأشخاص الذين يسيطر عليهم دافع الانتماء يقدرون العلاقات الاجتماعية والعمل في بيئات تتسم بالتعاون والودية. يسعون لبناء علاقات قوية مع الآخرين ويشعرون بالراحة عند العمل في مجموعات.
- هم عادةً يكونون داعمين ومتعاطفين مع زملائهم، ويقدرون التواصل الشخصي والعلاقات الجيدة مع الآخرين.
3- الحاجة إلى السلطة (Need for Power):
- الأفراد الذين يسيطر عليهم دافع السلطة يرغبون في السيطرة والتأثير على الآخرين. يمكن أن تكون السلطة هنا شخصية، حيث يسعى الفرد للسيطرة على الآخرين، أو مؤسسية، حيث يرغب في تنظيم جهود الآخرين لتحقيق أهداف المجموعة.
- هؤلاء الأفراد يسعون للحصول على المناصب القيادية ويتمتعون بالمسؤوليات التي تسمح لهم باتخاذ القرارات والسيطرة على الموارد.
تطبيقات نظرية ماكليلاند في العمل
تطوير القيادة: يمكن استخدام نظرية ماكليلاند لتحديد الأفراد الذين يظهرون دافعًا قويًا للقيادة والذين يمكنهم تولي المناصب الإدارية والقيادية في المنظمة.
تحفيز الموظفين: من خلال فهم الحاجات الدافعة للأفراد، يمكن للمديرين تصميم سياسات تحفيزية تتناسب مع هذه الحاجات، مثل منح المكافآت للإنجاز أو خلق بيئة عمل تعاونية لتعزيز الانتماء.
اختيار الوظائف: يمكن استخدام النظرية في عمليات التوظيف لتحديد مدى ملاءمة الأفراد لأدوار معينة بناءً على حاجاتهم الدافعة. على سبيل المثال، قد يكون الأفراد ذوو الحاجة العالية للإنجاز مناسبين للأدوار التي تتطلب الابتكار والتميز.
نقد نظرية ماكليلاند
التعقيد البشري: انتُقِدت النظرية لتبسيطها تعقيد الدوافع الإنسانية، حيث أن البشر لديهم دوافع متعددة ومتغيرة بمرور الوقت.
التركيز المحدود: تركز النظرية على ثلاثة دوافع فقط، مما قد يغفل جوانب أخرى من الدوافع البشرية مثل الحاجة إلى الأمن أو الحاجة إلى الاستقلال.
تعد نظرية ماكليلاند في الحاجات إطارًا مفيدًا لفهم الدوافع الإنسانية في بيئات العمل والتنظيم. من خلال التركيز على الحاجات الثلاثة الأساسية للإنجاز والانتماء والسلطة، يمكن للقادة والمديرين تصميم استراتيجيات تحفيزية تتماشى مع دوافع الأفراد، مما يعزز الإنتاجية والرضا الوظيفي. ورغم النقد الموجه للنظرية، فإنها تظل أداة قيمة في تحليل السلوك البشري وتطبيقاته العملية في مجال الأعمال والإدارة.