يعبّر التوافق المهني عن حالة من الرضا المهني التي يشعر بها الموظف بعدما جاهد وناظل لخلق نوع من التناسق والترابط مع البيئة المهنية الخاصة به، فالتوافق المهني هو عملية مستمرة و تتميز بالفعالية والأهمية بالنسبة لتعدد حاجات الموظف المهنية وتغيّرها المستمر وكذلك تغير المحيط المهني الذي يتواجد فيه الموظف.
نظريات التوافق المهني:
يختلف التوافق المهني من موظف لآخر فالبعض يعتبر التوافق المهني هو تسديد للحاجات الخاصة بالموظف، والبعض يعتبر التوافق المهني هو تناسق العمل لقدرات الموظف المهنية، ومنها جاءت النظريات لتفسر عملية التوافق المهني، وتتمثل هذه النظريات من خلال ما يلي:
1- النظرية المادية: يُعد صاحب هذه النظرية هو تايلور الذي حدد جميع العوامل العلمية والمهنية التي تساعد الإدارة المهنية على تحسين الإنتاجية المهنية في وقت وجهد أقل، وحسب هذه النظرية فإنَّ الموظف يعمل ويسعى إلى تحقيق أكبر قدر ممكن من الإنتاج المادي، حيث يعمل على زيادة الإنتاج المهني بهدف تحسين راتبه، وبالتالي جمع أكبر قدر من الأموال، ولكي تزيد المؤسسة المهنية من إنتاجها حسب تايلور لا بد من القيام بالتفرقة بين الموظفين ذوي الطموح الكبير، والذين يسعون إلى ربح أكبر قدر من المكافآت المالية وبين ذوي الطموح القليل.
حسب هذه النظرية وحسب تايلور فإنَّ الموظف يحقق التوافق المهني من خلال الإنجاز الأفضل لأكبر عدد من المهام المهنية؛ من أجل الحصول على أعلى راتب مالي في العمل المهني.
2- النظرية الإنسانية: تحدثت هذه النظرية عن الأفراد الذين يسعون من خلال عملهم إلى تحقيق مجموعة من المفاهيم المهنية تتمثـل في الإستقرار المهني والأمن المهني، وتحقيق الانتماء المهني والإبداع في مجال مهنته، وقدمت هذه النظرية للإدارات المهنية مجموعة من الطرق والوسائل التي تساعدهم في تحفيز الموظفين ومساعدتهم على تحقيق رغباتهم، مما يضمن لهم تنمية التوافق المهني.
3- النظرية السلوكية: تحدثت هذه النظرية عن تحقيق الموظف لحاجاته الأساسية أولاً والتي يسعى للحصول على العمل من أجلها، بحيث تفترض هذه النظرية أنَّ احتياجات الموظف من الممكن أن تؤثر على تصرفاته وإنجازاته وأدائه المهني في العمل، وتفترض هذه النظرية أن الحاجات تعتبر ذات أولويات والموظف يسعى لتحقيقها حسب الأهمية، مما يؤدي إلى التوافق المهني للموظف.