نظرية التعلم المعرفي في التدريس التربوي

اقرأ في هذا المقال


نظرية التعلم المعرفي في التدريس التربوي:

تدور نظرية التعلم المعرفي حول فهم كيفية عمل عقل الطالب في وقت العملية التعليمية، وتركز النظرية على كيفية معالجة المعلومات بواسطة الدماغ، وكيف يحدث التعلم من خلال تلك المعالجة الداخلية للمعلومات، ويعتمد على فكرة أن الأشخاص يعالجون المعلومات التي يتلقونها عقليًا، بدلاً من مجرد الاستجابة للمنبهات من بيئتهم.

نظرية التعلم المعرفي هي نظرية واسعة تستخدم لشرح العمليات العقلية وكيف تتأثر بالعوامل الداخلية والخارجية من أجل إنتاج التعلم في الفرد، وتُنسب النظرية إلى عالم النفس التربوي جان بياجيه، حيث كان يعتقد أنّ المعرفة شيء يتم بناؤه بنشاط من قبل المتعلمين بناءً على الهياكل المعرفية الموجودة لديهم.

عارض بياجيه النظرية السلوكية التي تركز بشكل صارم على السلوك الذي يمكن ملاحظته، ركّز اهتمامًا أكبر على ما يحدث داخل رأس المتعلم بدلاً من رد فعله.

ما هو الفرق بين النهج السلوكي والنهج المعرفي؟

يدرس نهج علماء السلوك فقط السلوك الخارجي الذي يمكن ملاحظته والذي يمكن قياسه بشكل موضوعي، وتستند هذه النظرية على الحافز واستجابة الشخص لهذا الحافز، ويعتقد علماء السلوك أن السلوك الداخلي لا يمكن دراسته لأنه لا يمكن ملاحظة العمليات العقلية الداخلية وقياسها بشكل موضوعي، وبمعنى آخر لا يمكن رؤية ما يحدث في ذهن الطالب لذلك لا يمكن قياسه.

ومع ذلك على عكس السلوكية، يعتقد النهج المعرفي أنّه يمكن دراسة العمليات العقلية الداخلية علميًا، ويركز على عملية التفكير وراء السلوك، ويعتقد علماء النفس المعرفي أنّه من أجل فهم السلوك  يحب أن يفهم ما يحدث في الدماغ لإحداث هذا السلوك، ولذلك فإنّ النهج المعرفي للتعلم يولي مزيدًا من الاهتمام لما يجري داخل رأس المتعلم ويركز على العمليات العقلية بدلاً من مجرد السلوك الذي يمكن ملاحظته، ويتم ملاحظة التغييرات في السلوك ولكن فقط كمؤشر لما يحدث في دماغ المتعلم.

عملية التعلم المعرفي في العملية التعليمية:

يتركز التعلم المعرفي على العمليات العقلية التي من خلالها يأخذ المتعلم المعلومات ويفسرها ويخزنها ويسترجعها، وتحدث هذه العمليات العقلية بين التحفيز والمدخلات والاستجابة والمخرجات، أخذ الطلاب الحافز ويعالجونها في أذهانهم ثم يتصرفوا بناءً على الحافز، تلك العمليات العقلية لها العديد من العناصر، وتتمثل هذه من خلال ما يلي:

  • الانتباه.
  • المراقبة.
  • المعرفة.
  • الترجمة.
  • التنظيم.
  • التصنيف.
  • تشكيل التعميمات.

من المعتقد أنّ الأفراد يتصرفون بناءً على المعتقدات والأفكار والمعرفة والمواقف والمشاعر، فضلاً عن فهم أنفسهم والبيئة عند تفسير التحفيز.

مكان التعلم المعرفي في الفصل الدراسي:

في حين أنّه قد يبدو أن علم النفس والتجارب منظمة للغاية ويصعب تنفيذها، فإنّ نظرية التعلم المعرفي والتعلم الحقيقي في الفصل يسيران جنبًا إلى جنب، والنتائج التي توصل إليها علماء النفس في التجارب يمكن أن يكون لها تأثيرات مباشرة على كيفية عمل المعلم من أجل مساعدة الطلاب على التعلم.

أنشطة التعلم المعرفي في العملية التعليمية:

يمكن للمدرسين تجربة بعض أنشطة التعلم المعرفي من أجل زيادة فرص التعلم لطلابهم، وهناك مجموعة متعددة ومختلفة من الأنشطة التي يمكن للمدرسين تجربتها، وتتمثل هذه الأنشطة من خلال ما يلي:

  • صنع لعبة حفظ الشعر أو بعض الحقائق.
  • كتابة ملاحظة في دفتر اليوميات يطلب من الطلاب التفكير فيما تعلموه في ذلك اليوم أو الأسبوع.

ما هي مزايا نظرية التعلم المعرفي في التدريس التربوي؟

تستخدم النظرية المعرفية على نطاق واسع في عمليات التعليم والتدريس، وإنّها تعمل على  إشراك الطلاب في عمليات التعلم وتعلمهم التفكير بشكل أكثر فعالية عند تعلم أشياء جديدة، وتعطي هذه النظرية قوة عديدة في عملية التدريس والتعلم، وتتمثل هذه من خلال ما يلي:

تعزز مهارات الفهم لدى الطالب:

يتم ذلك عن طريق الحصول على أفكار جديدة وتطوير فهم عميق للمواد التعليمية الجديدة في المدرسة، تعمل على تحسين كيفية متابعة الطلاب بشكل أسرع للموضوع الجديد المعطى.

ويساعد هذا الطلاب على اكتساب أفكار جديدة بشكل أسرع لأنّهم يعرفون بالفعل بعض التقنيات من خلال تجربة طرق التعلم التي كانت تعمل معهم سابقًا، وبهذه الطريقة يطبق الطلاب مفاهيم جديدة ويربطون بين ما يعرفونه مسبقًا وما يجب أن يعرفوه في الوقت الحاضر.

يعزز ثقة الطالب والمعلم:

إنّهم يميلون إلى الحصول على فهم عميق للموضوع الجديد وتعلم مهارات قوية جديدة منه، يمكن للطلاب والمعلمين التفكير بطريقة مجردة، وهذا يعني أنّه يمكنهم تكوين مجموعة من المفاهيم الفريدة مثل كيفية قيام المعلم بإجراء مناقشته في الفصل بطريقة أكثر متعة، وبهذه الطريقة يمكن للطلاب غرس الحب في التعلم ممّا يساعدهم على تنمية حب التعلم مدى الحياة.

وعندما يتعلق الأمر بالتعلم المعرفي يختلف كل فرد عن الآخر، ولهذا السبب هناك حاجة إلى مجموعة من أساليب التعلم لمساعدة الطلاب المختلفين على الوصول إلى إمكاناتهم الأكاديمية.

نظرية التعلم المعرفي هي إحدى نظريات التعلم والتعليم الشائعة، والتي تعتمد بشكل أساسي على العملية العقلية التي يتم من خلالها الحصول على المعرفة أو تخزينها أو استعادتها لحل المشكلات، ويضمن التعلم المعرفي عملية ديناميكية للتعلم حيث يقوم المتعلمون ببناء معارفهم الخاصة من خلال التفاعل مع العالم.

في نظرية التعلم المعرفي يجب أن تساهم أنشطة التعلم في التنمية الفكرية للمتعلم، وفي نظرية التعلم المعرفي يستطيع المعلم كمشارك كميسر والطالب بناء معرفته الخاصة.


شارك المقالة: