نظرية العلاج الاستراتيجي الأسري

اقرأ في هذا المقال


يوجد العديد من المداخل الاستراتيجية في علاج العائلات ومنها استراتيجية الأخصائي “جاي هالي”، اهتم هالي باضطرابات وظائف العلاقات وطبيعة الاتصالات في البناء الأسري الذي يوجد فيه المرض، يهتم هالي بالأساليب المستخدمة أكثر من اهتمامه بالنظرية، وبشكل أخص الفنيات التي أظهرت فاعليتها.

مفهوم العلاج الاستراتيجي الأسري

العلاج الاستراتيجي الأسري هو نوع من العلاج النفسي يركز على الأنماط التفاعلية والسلوكية داخل الأسرة. يعتمد هذا النوع من العلاج على فهم كيفية تأثير كل فرد على الآخر وكيفية تداخل المشاعر والسلوكيات بين أفراد الأسرة. يهدف إلى تحسين العلاقات الأسرية وتعزيز التواصل الفعّال، مما يسهم في تعزيز الصحة النفسية لجميع الأفراد.

يهتم النموذج الاستراتيجي على ما يسمى “الثالوث”، ويقصد به أنَّه ينبغي على المعالج الاستراتيجي من خلال قيامه بحل مشكلة بين فردين أن يأخذ باعتباره أنَّه قد يشارك فرد ثالث بالمشكلة ربما يكون الطفل، على المعالج الاستراتيجي هنا الاهتمام بما قد يلعبه الطرف الثالث من دور في التخلص من المشكلة، وعليه أن يركز المعالج أيضاً على مدى تأثر الطرف الثالث بالتغيرات الناتجة.

يهتم المعالج الاستراتيجي بمعرفة مدى فاعلية الأثر الذي يتركه على طبيعة العلاقة بين الفردين المصاحبان للمشكلة.

يقوم المعالج الاستراتيجي بالعديد من المهام ومنها طريقة العلاج، يحدد الفرد الذي سيقوم بحضور الجلسات، يحدد أيضاً الشخص الذي سيبدأ بالكلام عن المشكلة الموجودة، وتحديد التفاعلات التي ستتم أثناء الجلسات العلاجية.

لا يدخل المعالج الاستراتيجي داخل نطاق العائلة ولا يتعرض للتحديات المباشرة التي تحدث أثناء دفاعات العائلة، ويركز المعالج الاستراتيجي في هذه الأثناء بملاحظة تفاعلات العائلة وتقلباتها أكثر من تركيزه بما يحدث في الجلسة.

المبادئ الأساسية للعلاج الاستراتيجي الأسري

أ. النظام الأسري: تعتبر الأسرة نظامًا معقدًا يتكون من تفاعلات بين أفراده. يُنظر إلى الأسرة ككل، وليس مجرد مجموعة من الأفراد. يُعتبر كل فرد جزءًا من هذا النظام، وأي تغيير يحدث في أحد الأفراد يؤثر على البقية.

ب. الأنماط السلوكية: تركز النظرية على الأنماط السلوكية المتكررة بين أفراد الأسرة. تُحلل هذه الأنماط لفهم كيفية تأثيرها على العلاقات والرفاهية النفسية. يسعى المعالج إلى تحديد هذه الأنماط واستراتيجيات تغييرها.

ج. الحلول الموجهة: بدلاً من التركيز على المشكلات فقط، تهدف النظرية إلى استكشاف الحلول. يشجع المعالج الأسرة على التفكير في الطرق التي يمكن بها تحسين العلاقات وتجاوز الصعوبات.

أساليب العلاج الاستراتيجي الأسري

أ. الجلسات العلاجية: تتم جلسات العلاج عادةً بمشاركة جميع أفراد الأسرة. يعمل المعالج على خلق بيئة آمنة تتيح لهم التعبير عن مشاعرهم وأفكارهم بحرية.

ب. تحليل التفاعلات: يستخدم المعالج تقنيات تحليلية لفهم الأنماط التفاعلية بين الأفراد، ويحدد نقاط القوة والضعف في تلك الأنماط. يمكن أن يتضمن ذلك مناقشة المواقف اليومية وكيفية التعامل معها.

ج. استخدام التمارين والنشاطات: يتم استخدام تمارين خاصة لمساعدة الأسرة على تحسين التواصل وتطوير استراتيجيات لحل النزاعات. يمكن أن تتضمن هذه التمارين أساليب للتعبير عن المشاعر أو تقنيات لإدارة الصراعات.

أهداف العلاج الاستراتيجي الأسري

أ. تحسين التواصل: يهدف العلاج إلى تعزيز التواصل بين أفراد الأسرة. من خلال تحسين طريقة تبادل الأفكار والمشاعر، يمكن تقليل الفهم الخاطئ والنزاعات.

ب. تعزيز الروابط الأسرية: يسعى العلاج إلى تعزيز العلاقات بين أفراد الأسرة، مما يؤدي إلى دعم أفضل وتماسك أكبر داخل النظام الأسري.

ج. حل المشكلات: يهدف العلاج إلى تعليم الأسرة كيفية التعامل مع المشكلات بطرق بناءة. يساعدهم على تطوير استراتيجيات فعّالة لحل النزاعات وتحقيق التفاهم.

د. تحسين الصحة النفسية: من خلال تعزيز العلاقات وتحسين التواصل، يساهم العلاج الاستراتيجي الأسري في تحسين الصحة النفسية للأفراد، مما يؤدي إلى شعور أكبر بالسعادة والرفاهية.

تعتبر نظرية العلاج الاستراتيجي الأسري إطارًا مهمًا لفهم ديناميات الأسرة وكيفية تحسين العلاقات بين أعضائها. من خلال التركيز على الأنماط السلوكية، وتحليل التفاعلات، واستخدام استراتيجيات الحلول، يمكن للعلاج أن يُحدث تغييرًا إيجابيًا في الحياة الأسرية. تساعد هذه النظرية الأفراد على تعزيز التواصل، وتحقيق الفهم المتبادل، وتعزيز الروابط الأسرية، مما يسهم في تحسين الصحة النفسية بشكل عام. تعتبر هذه النظرية أداة قوية للممارسين الذين يسعون لمساعدة الأسر على تجاوز التحديات وتحقيق التوازن والسعادة.


شارك المقالة: