العصف الذهني هو أسلوب إبداعي لمعالجة المشاكل المعقدة عن طريق توليد أفكار عفوية لإيجاد حل، يعتبر العصف الذهني جزءًا أساسيًا من بدء العملية التعليمية، حيث يعمل بشكل أفضل مع المجموعات بدلاً من الأفراد.
التخطيط لجلسة عصف ذهني ناجحة
يمكن أن يكون العصف الذهني طريقة رائعة لدفع الابتكار في العملية التعليمية، إذا كان المعلم يستعد له بشكل صحيح يمكن أن تكون الجلسة التي تفشل في إهدار الوقت محبطًا، غالبًا ما تتعرض جلسات العصف الذهني لسمعة سيئة لأنها يمكن أن تولد أفكارًا تقليدية وغالبًا ما يهيمن عليها أكبر المشاركين أو المتحدثين بصوت عالٍ، لكن لا يجب أن يكون الأمر على هذا النحو، وهناك مجموعة من الخطوات للتخطيط لجلسة عصف ذهني ناجحة، وتتمثل هذه الخطوات من خلال ما يلي:
تحديد المشكلة
البدء بإيجاد مشكلة يريد المعلم فيها تبادل الأفكار بشأنها، ويجب أن تكون هذه المشكلة واضحة وتجعل الطلاب المشاركين يفكرون في الحلول، ومن ثمّ القيام على وضع حدودًا الحلول الممكنة، على سبيل المثال ، ما إذا كانت قابلة للتحقيق في غضون مدة معينة، أو إذا كان المعلم يريد مجموعة من الأفكار العامة، وحيث ينبغي القيام على تقليل عدد الحدود، أو إضافة المزيد إذا كان يريد المعلم المزيد من الحلول المحددة.
تقديم الخلفية والتعاريف
بعد ذلك يسأل المعلم نفسه عما يعرفه الطلاب المشاركون بالفعل عن المشكلة وما الذي يحتاجون إلى معرفته أيضًا، والقيام بعمل قائمة بالمعلومات الإضافية المطلوبة للمشاركين وأرسلها إليهم أو اعرضها أثناء الجلسة، سوف يحتاج المعلم أيضًا إلى تقديم تعريف للمصطلحات الرئيسية حتى يعمل الجميع من نفس المفاهيم.
اختيار ميسّر مناسب
يجب أن يكون الميسر قادرًا على إبقاء المناقشة في المسار الصحيح ولديه خبرة في العصف الذهني وأن يكون محايدًا، يجب عليه التأكد من أن جميع الحاضرين يشاركون وأن لا أحد يهيمن على المناقشة.
دعوة الأشخاص المناسبين
يجب أن تتضمن الجلسة الطلاب أو الأشخاص المتأثرين بالمشكلة التي تتم مناقشتها، ويجب أن يشمل أيضًا الخبراء المتخصصين وغير الخبراء، من الناحية المثالية يجب أن تضم جلستك من ثلاثة إلى ثمانية مشاركين، حيث أن الخبراء لديهم عبء المعرفة، إنه من الصعب عليهم تجاوز ما يجيدونه، يتمتع غير الخبراء بميزة المبتدئين ويمكنهم طرح أسئلة غريبة أو ابتكار أفكار غير تقليدية، وللحصول على مجموعة متنوعة من الأفكار ينبغي على المعلم القيام على دعوة مجموعة من المشاركين المتنوعين في الثقافة والخلفية والفئة العمرية.
تحديد الجدول الزمني
ينبغي على المعلم أن يقوم على تخصيص وقتًا كافيًا لعرض القضية والحدود والسياق والتعريفات، وأن يخطط لمنحه مدة من الزمن، وتقسيم العصف الذهني إلى جزأين، أولاً الاختلاف، ومن ثم التقارب، ويشير الاختلاف إلى الفترة التي يستكشف فيها المشاركون الاحتمالات ويخرجون بأفكار جديدة، ويشير التقارب إلى الفترة الأخرى حيث يتم فرز الأفكار ومناقشتها لإخراج أفضلها ويستغرق عادةً وقتًا أقل.
نماذج أسئلة العصف الذهني في عملية التدريس
يستفيد الطلاب من مبدأ العصف الذهني من معارف وخبرات المشاركين، حيث إنه مصمم أكثر للمشاركين البالغين، ويقود المعلم العديد من جلسات العصف الذهني حول العديد من الأسئلة المفتوحة المتعلقة بالموضوع المراد دراسته، إذا كان ذلك مناسبًا يمكنه اقتراح أفكاره الخاصة أثناء عمليات العصف الذهني هذه، تدريجياً يقوم المعلم بترتيب الأفكار التي تم العثور عليها، وإذا لزم الأمر يصحح أي سوء تفاهم.
وتستخدم نماذج أسئلة العصف الذهني عندما يكون محتوى التعلم غير رسمي أو مفاهيمي بشكل أساسي، أو إذا كان المحتوى يتضمن تحليل مشكلة وحلها، أو عندما يكون لدى المشاركين مخزون كافٍ من الخبرات والأفكار بما في ذلك سوء الفهم والأحكام المسبقة، وعندما يكون لدى المضيف مصداقية كافية.
ينبغي على المعلم تحديد إطار العرض التقديمي وشرح للمشاركين منهج العصف الذهني، إذا لزم الأمر، أو شرح بإيجاز القواعد الأساسية للعصف الذهني، وتقديم موضوع العصف الذهني، وطرح سؤالاً مفتوح النهايات بما يكفي لاستنباط ردود من الطلاب المشاركين، ومن ثم القيام على كتابتها على السبورة أو على جهاز عرض الفيديو، والطلب من المشاركين قضاء بضع دقائق في صمت و كتابة ردودهم ومن ثم دعهم ليقولوا بصوت عالٍ.
يقوم المعلم على جمع الأفكار وكتابة الأفكار على اللوح القالب، وقد يكون من الضروري إعادة صياغة الأفكار المعبر عنها لتكثيفها، ومن ثم سؤال الشخص المعني إذا تم التعبير عن فكرته بشكل جيد، عندما يكون هناك هدوء في الردود، والتعليق على الأفكار المكتوبة بالفعل، أو تقديم أفكارًا مزعجة قليلاً، وتصحيح سوء الفهم.
في نهاية جلسة العصف الذهني ينبغي على المعلم التأكد من أنه قدم وجهات نظر تكميلية أو متعارضة من خلال جميع الأفكار المذكورة، والبدء في توضيح المفاهيم والأفكار الأساسية، وينبغي على المعلم تكرار العملية، واقتراح أسئلة أخرى على المشاركين لتبادل الأفكار مرة أخرى، واستخدام نفس الإجراء لاسترداد ردود المشاركين، والقيام على تلخيص النقاط المهم، وتحديد الهياكل التي تقف وراء كل هذه الأفكار، وأن يؤكد على أهمية الحفاظ على التوازن بين وجهات النظر المختلفة، ومن ثم توزيع نسخة من الملخص الذي أعده المعلم على الجميع، ومناقشة الاختلافات المهمة بين الأفكار الموجودة في قائمته والأفكار التي تم إنشاؤها مع الطلاب المشاركين.
يعد طرح الأسئلة الجيدة من أصعب المهارات التي يجب إتقانها، يعرف أي شخص أجرى مقابلة أو شارك في حلقة نقاش أو ندوة عبر الإنترنت، أن السؤال غير الملهم يمكن أن يقتل المحادثة حقًا، وعندما يتعلق الأمر بالعصف الذهني فإن الأسئلة الجيدة هي كل شيء، من خلال إتقان فن طرح الأسئلة فإن المعلم يمنح نفسه وزملائه في الفريق المزيد من الفرص لعصف ذهني رائع.
إن الأسئلة الأكثر إنتاجية هي الأسئلة المفتوحة والقصيرة والبسيطة، حيث إن التحول من الأسئلة الوصفية السهلة إلى الأسئلة التأملية الأكثر تعقيدًا يميل إلى تحقيق اختراقات أفضل، حيث تم تصميم جلسات العصف الذهني لتكون مفتوحة وعفوية.
أسئلة الاستبطان
كما يوحي الاسم تشجع الأسئلة الاستبطانية المشاركين على التفكير بعمق من خلال النظر إلى الداخل، بدلاً من التركيز على المعالجة البصرية يركز المشاركون على المعالجة العاطفية أو المعرفية.
الأسئلة بأثر رجعي
تطلب الأسئلة بأثر رجعي من المشاركين النظر إلى الوراء، مما يسمح للزملاء في الفريق بمشاركة أهمية أو آثار الموضوع المطروح، والأسئلة بأثر رجعي مهمة لتشجيع الجميع على التفكير فيما تعلموه من الجلسة، إنها طريقة ممتعة وفعالة لبدء ترجمة الأفكار إلى أفعال.