اقرأ في هذا المقال
- تعريف نموذج المجموعة الأدنى في علم النفس الاجتماعي
- الغرض من نموذج المجموعة الأدنى في علم النفس الاجتماعي
- المحسوبية في نموذج المجموعة الأدنى في علم النفس الاجتماعي
- التفسيرات النظرية لنموذج المجموعة الأدنى في علم النفس الاجتماعي
- تداعيات أوسع لنموذج المجموعة الأدنى في علم النفس الاجتماعي
تعريف نموذج المجموعة الأدنى في علم النفس الاجتماعي:
نموذج المجموعة الأدنى هو إجراء يستخدمه علماء النفس الاجتماعي والباحثين لإنشاء مجموعات اجتماعية جديدة في المختبر، حيث يعتبر الهدف منها هو تصنيف الأفراد إلى مجموعات بناءً على الحد الأدنى من المعايير التي تكون تافهة نسبيًا أو تعسفية، على سبيل المثال يتضمن الإجراء الكلاسيكي مطالبة المشاركين بتقييم اللوحات التي رسمها فنانان بأساليب تجريدية متشابهة.
يتم إخبار المشاركين بعد ذلك أنهم أعضاء في مجموعة تفضل أحد الرسامين على الآخر، هذه هي مجموعتهم الجديدة والأشخاص الذين يفضلون الرسام الآخر يمثلون مجموعة خارجية جديدة، في الواقع يتم تعيين المشاركين بشكل عشوائي لإحدى المجموعتين، بالإضافة إلى ذلك يظل أعضاء كل مجموعة مجهولين وليس لأعضاء المجموعة أي تفاعل أو اتصال مع بعضهم البعض وهكذا.
الغرض من نموذج المجموعة الأدنى في علم النفس الاجتماعي:
تم استخدام نموذج المجموعة الأدنى لأول مرة في الستينيات من القرن الماضي لفحص ما إذا كان التحيز الاجتماعي والسلوك الإنساني التمييزي ناتجًا عن مجرد تصنيف الأشخاص إلى مجموعات داخلية وخارجية، ففي السابق درس الباحثين التحيز والتمييز الذي يشمل مجموعات موجودة مسبقًا لها تاريخ طويل.
كان من المعتقد إلى حد كبير أن هذه المجموعات تدرك وجود صراع حقيقي مع بعضها البعض وأن هذا الصراع يؤدي إلى معتقدات وسلوكيات تفضل الجماعة على الجماعة الخارجية، منها تساءل عالم النفس الأوروبي هنري تاجفيل عما إذا كانت تجربة الصراع ضرورية بالفعل لإنتاج تحيزات لصالح الجماعة.
ربما يكون التحيز والتمييز أكثر جوهرية وأساسية لحالة الإنسان، حيث أظهر تاجفيل وزملاؤه أن المشاركين المعينين لمجموعات تستخدم نموذج المجموعة الأدنى يتصرفون بطرق تفضل مجموعتهم الجديدة وتضر المجموعة الخارجية، وبالتالي لا يبدو أن الصراع بين المجموعات ضروري لإنتاج محسوبية داخل المجموعة على الرغم من أن الصراع لا يزال مهمًا جدًا للعلاقات بين المجموعات.
المحسوبية في نموذج المجموعة الأدنى في علم النفس الاجتماعي:
استخدم الباحثين نموذج المجموعة الأدنى في علم النفس الاجتماعي مئات المرات، حيث أن مجرد تصنيف الأشخاص إلى مجموعات جديدة يؤثر على مجموعة متنوعة من التصورات والتقييمات والسلوكيات التي تكشف عن الدرجة التي يفضل بها الناس المجموعات الجديدة على المجموعات الخارجية الجديدة.
على سبيل المثال يقوم أعضاء المجموعة بتقييم المجموعات الجديدة بشكل أكثر إيجابية على الشخصية وتقييمات السمات الأخرى مثل شخص محبوب أو شخص تعاوني وهكذا، ويقومون بتقييم المنتجات والقرارات التي تتخذها المجموعات الجديدة بشكل أكثر إيجابية حتى عندما لا يساهمون شخصيًا في هذه المنتجات أو القرارات.
يخصص أعضاء المجموعة أيضًا المزيد من الموارد بما في ذلك الأموال لأعضاء المجموعات الجديدة، وهناك بعض الجدل حول الدرجة التي يستجيب بها أعضاء المجموعة بطريقة إيجابية تجاه المجموعة الداخلية أي بما هو معناه محاباة المجموعة مقابل الطريقة السلبية تجاه المجموعة الخارجية أي عدم التقيد بالمجموعة الخارجية.
الميل للتعبير عن المحسوبية داخل المجموعة قوي للغاية ويستمر حتى عند إجراء تغييرات على نموذج المجموعة الأدنى، على سبيل المثال قام الباحثين بتغيير الأساس الذي يعتقد المشاركين على أساسه أنهم ينقسمون إلى مجموعات، وفي الإجراء الأصلي في نموذج المجموعة الأدنى في علم النفس الاجتماعي تم دفع المشاركين للاعتقاد بأنهم يشاركون في تفضيل فنان معين مع زملائهم أعضاء المجموعة.
ربما يؤدي هذا التشابه الملحوظ إلى تفضيل المجموعة، ومع ذلك حتى عندما يكون التعيين الجماعي عشوائيًا تمامًا، يستمر الناس في تفضيل المجموعة على المجموعة الخارجية بطرق عديدة، حيث درس الباحثين أيضًا كيف تؤثر اختلافات الحالة بين المجموعة الجديدة والمجموعة الخارجية على محاباة المجموعة.
التفسيرات النظرية لنموذج المجموعة الأدنى في علم النفس الاجتماعي:
اقترح علماء النفس الاجتماعي العديد من الأسباب التي تجعل أعضاء المجموعة يظهرون محاباة المجموعة في نموذج المجموعة الأدنى، حيث قدم هنري تاجفيل وزملاؤه شرحًا يركز على التصنيف الاجتماعي والهوية الجماعية.
التصنيف الاجتماعي:
يشير التصنيف الاجتماعي إلى الطريقة التي يتم بها تصنيف الأشخاص في مجموعات اجتماعية مثلما يدرك الناس تلقائيًا أن الأشياء غير الاجتماعية تنتمي إلى فئات مختلفة، فإنهم يميلون أيضًا إلى تصنيف الأشخاص في مجموعات مختلفة، حيث يعتبر التصنيف الاجتماعي مفيد لأنه يوفر النظام والمعنى للبيئة الاجتماعية.
على سبيل المثال من المفيد أن يكون الشخص قادرًا على التمييز بين ضباط الشرطة والصيادلة، وفي المواقف المختلفة تصبح القواعد المختلفة لتصنيف الأشخاص ذات صلة، في حين أنه قد يعتمد على الجنسية أو الانتماء الديني عندما يناقش الناس الإرهاب الدولي، بالإضافة إلى تصنيف الآخرين إلى مجموعات، عادةً ما يؤدي التصنيف الاجتماعي أيضًا إلى تصنيف الذات في مجموعة معينة.
الهوية الجماعية:
تشير الهوية الجماعية إلى جوانب الصورة الذاتية المستمدة من عضوية هذه المجموعة، حيث أنه عندما يتم استخدام عضوية مجموعة معينة كأساس للتصنيف الاجتماعي، فإن الهوية الجماعية المقابلة تعتمد على عضوية المجموعة تلك، وهكذا إذا كان الرجل يفكر في نفسه على أنه أمريكي مثلاً فإن هويته الأمريكية في المقدمة.
الأهم من ذلك وفقًا لهنري تاجفيل يمكن أن تكون الهوية الاجتماعية أكثر أو أقل إيجابية في سياقات مختلفة، وهذا له آثار على احترام الذات، حيث أن امتلاك احترام إيجابي للذات أي تقدير عالي للذات هو دافع بشري أساسي، لذلك غالبًا ما ينخرط الناس في الجمباز والتنقل العقلي للحفاظ على احترامهم لذاتهم أو تعزيزه.
وفقًا لهنري تاجفيل فإن الارتباط بين الهوية الجماعية واحترام الذات يخلق ضغوطًا لتقدير المجموعات الداخلية بشكل جيد بالنسبة للمجموعات الخارجية وهذا ما يسمى التمايز الإيجابي، ففي نموذج المجموعة الأدنى الأساس الوحيد ذي الصلة للتصنيف الاجتماعي هو المجموعة الجديدة والمجموعة الخارجية التي تعلمها المشاركون للتو.
بالتالي ترتبط الهويات الجماعية للمشاركين واحترامهم لذاتهم بهذه المجموعات الجديدة؛ نظرًا لأن تقديرهم لذاتهم على المحك، فإنهم يعبرون عن تفضيلهم للمجموعة الجديدة بأي طريقة يوفرها سياق البحث النفسي للتمييز الإيجابي بين المجموعة الجديدة والمجموعة الخارجية الجديدة.
لذلك يقيم المشاركين مجموعة محددة بشكل أكثر إيجابية ويقيمون منتجات وقرارات المجموعة على أنها متفوقة، ويعطون المزيد من الموارد للمجموعة كلها كطرق للحفاظ على هوية جماعية إيجابية وحماية أو تعزيز إحساسهم باحترام الذات.
تداعيات أوسع لنموذج المجموعة الأدنى في علم النفس الاجتماعي:
فيما يتعلق بالآثار المجتمعية فإن الاتجاه القوي للتعبير عن محاباة المجموعة له جانبان، من ناحية أخرى يبدو أن الاتجاه الأساسي هو اتجاه يفضل فيه الناس الانتماء للمجموعة بدلاً من الانتقاص من المجموعة الخارجية، ومن المحتمل أن يكون هذا التوجه الإيجابي تجاه الانضمام إلى المجموعة مفيدًا عند التفاعل مع زملائه من أعضاء المجموعة، من ناحية أخرى فإن المحسوبية داخل المجموعات تمهد الطريق للعلاقات السلبية بين المجموعات.