التردد شيء طبيعي عند أي فرد، بالتحديد حين يكون متجه على حدث أو قرار جديد لم يمر به الشخص في السابق.
متى يكون التردد مشكلة؟
1- يصبح التردد مشكلة عندما يتغير من أخذ الوقت ضمن الحد الطبيعي عند الاختيار واتخاذ قرار معين، لحين أن يتم توفير معلومات عن الموضوع، أو أخذ المشورة من أصحاب الخبرة؛ لمستوى منع صاحبها من القيام باتخاذ قرار واختياره له مدة معينة، أو قد اتضحت تفاصيله بعد عدة مشاورات.
2- عندما تصبح هذه الحالة مرافقة للشخص في كل تفصيل يومي وروتيني.
3- عندما يرافقه خوف وتوتر، ويرافقهما العديد من توفير المعلومات، التي تم التحقق منها في السابق، أو تكرار السؤال عنها نفسها، ولكن بمزيد من أدق التفاصيل.
4- تصبح هذه الحالة مشكلة كذلك عندما يخاف الشخص من موضوع المغامرة التي هي جزء له قيمة في الحياة وبدونه تخسر الحياة لذتها، وحين يظل الشخص فترة طويلة نسبياً ليتخذ قرار أصبح واضح من قبل؛ فسوف يفقد فرص حقيقية.
طرق التخلص من مشكلة التردد:
1- يبدأ الشخص خطوته الأولى بالاعتراف لنفسه، بأنه خائف جداً أو لا يتقبل الخطأ أو الخسارة، أو لأي نقص.
2- يتطلب الآن بعد هذا الاعتراف الصريح، أن يحتوي الشخص ذاته على ما هي عليه، وموافقته هذه لا يقصد بها الموافقة على ما يتعبه نفسياً، ولا يقصد بها الاستسلام للمزيد من الصعوبات، وما عليه فعله هو أن يتقبل بإخلاص ما وجد وما اعترف به الآن لنفسه، دون إطلاق أحكام على نفسه، وهذا هو القبول السليم.
3- مهما كان الاعتراف الذي اعترف به الشخص لنفسه، فإن ما يكمن في هذا الاعتراف تدني النضج النفسي، الذي نجم عن أفكار غير واقعية صدّقها الشخص بشكل مُطلق، وآن الأوان الآن بعد قبوله لنفسه أن يصفيها؛ ليبدو واقعي. فالشخص الذي يخاف هو شخص سليم، وبحاجة للاطمئنان وفحص إمكانيته على المسؤولية؛ فإنه يرتاح بالبحث والمشورة، بالاستعانة بعدد معين من أهل ذوي الخبرة والثقة، والأفضل لو كان شخص واحد فقط، وأن يتمرن الشخص على ممارسة تجربته الشخصية في المعرفة، والفحص الذاتي مهما حصل.
4- التردد الذي حاول به الشخص أن يتجنب الألم والمعاناة، لم يبعده عن ذلك ولا إحساسه العميق بالنقص أو العجز؛ فماذا سوف يفقد حين يبدأ خطوات تجربته الشخصية أكثر من كل ذلك.
5- على الشخص أن يكون مدرك بأنه لم يخلق هكذا متردد، ولكن ما أدى إلى ذلك هو فكرة أنه غير قادر، أو لا يجب أن تفشل، أو لا يجب أن تغامر، أو لا يجب أن تبذل طاقة، أو غيرها ذلك من الأفكار التي تغلب الحقيقة البشرية، وقد حان الوقت أن يمنع الشخص هذه الأفكار، وأن يفتح المجال لذاته أن يكون إنسان يخطئ.
6- جميع الأسخاص عبارة عن سلسلة نتائج لقرارات، فليمنح الشخص نفسه بالتعرف على حقيقته التي لم يعطيها المجال ليتنفس منها نتيجة الخوف من الفشل، أو من انتقاد الآخرين.
7- على الشخص أن يبدأ بشيء بسيط لتكون تجربه وتدريب له، أو بأمور يحدد فيها الشخص ما يحتاجه، وتعين مواصفاته، وتعين وقت للتحقيقها، وأن لا يتهاون، أو ينحني لأي شيء خارج عن ما حدده، وإعطاء الفرصة لذاته بالتجربة والتعلم.
8- بشكل تدريجي على الشخص إعطاء الفرصة لنفسه أن يجرب ويمارس مساحة أكبر، وكلما يلقى نفسه خائف عليه أن يصادق خوفه، وعدم رفضه دون صراع، وأن يدرك أنه يمكن أن يكون صاحب حاضر من غير أن يعطله، وأنه كلما صاحبه مع عدم العطلة، كلما تقلص حجمه، ورغب باتخاذ القرارات وتحمل المسؤولية.
9- على الشخص أن لا يستسلم في شجاره السابق مع أفكاره غير الواضحة، والموافقة على وجودها، ولكنها لم تعد في المراتب الأولى كما كانت في السابق.
10- على الشخص مشاركة مشاعره، وتجاربه، وأفكاره مع شخص يأمن على نفسه معه من غير انتقاده وإصدار أحكام عليه أو تأنيبه.
11- إعطاء الشخص الفرصة لذاته بممارسة أنشطة تتضمن طابع المغامرة المحسوبة، لتساعده من ناحية أخرى.