لا أحد منّا مقتنع برزقه، وبات الغني والفقير يطمعان بتحصيل المزيد، ولكن لا شيء كامل على الإطلاق، فمع تقدّمنا بالسن نبدأ بالإيمان بأننا نملك الكثير وأننا نعيش حياة أفضل من غيرنا، كون الرزق ليس بالمال فقط، فقد يكون الرزق بالصحّة والأولاد، أمّا بالنسبة للعقول فالأمر مختلف تماماً كون كل إنسان يقيّم الأمور بحسب عقله، فيتخذ من نفسه مقياساً للحكم على اﻵخرين.
العقول تختلف من شخص ﻵخر حسب طريقة التفكير:
إن تقسيمة العقول تختلف من شخص ﻵخر من ناحية التفكير وليس الحجم، فكلّ واحد منّا على يقين بأنه يملك عقلاً لا مثيل له ولا يتصوّر وجود رأي مخالف أو حتّى احتمال أن يكون على خطأ، فمعظمنا يعتقد بأنه أذكى الناس وأكثرهم دراية وأنه الوحيد القادر على حلّ مشاكل الكون لو أتيحت له الفرصة.
في الحقيقة أنّ عقولنا مختلفة في المعرفة العامة، وإنّ الناس القريبة من العقل والفطنة هو من يفهم نواقض نفسه وعدم خلوّه من عيوب التفكير السليم، وأنّ العقول متساوية إذا أردنا لها أن تكون مبدعة وإلا فإنّ الفشل حليفها، فلا يظن أحدنا أنّ عقله صغيراً أو غير ناضج أو أنه غير محظوظ، فطريقة تفكيرنا هي التي تحدد مقدار عقولنا.
