الغفران مصطلح يصعب علينا تطبيقه، لاعتقاد البعض أنه متسامح بالفطرة التي اكتسبها منذ صغره، واعتقاد آخر أنّ فضيلة الغفران أمر وراثي لا يمكننا اكتسابه بالتعلم، وهذا أمر غير منطقي، فالجزء الأول هو أمر ممكن الحدوث لكون الغفران من الممكن أن يكون موروثاً، والشقّ الآخر من هذا الأمر، هو أنّ الغفران يمكننا اكتسابه وتطويره مع الوقت، حتى يصبح عادة لدينا لا يمكننا التنازل عنها بأي ثمن كان، “الغفران مهارة مكتسبة مثلها مثل رمي كرة البيسبول” “د.فريد لاسكين”.
إلى ماذا يشير مبدأ الغفران؟
مهما يبدو لنا أنّ الأمر مستحيلاً في ظلّ ظروف معيّنة، فإنّ التسامح والغفران يمكننا تعلّمهما، فهو تحدّ مستمر من الصعب القيام به، ومن الصعب المداومة عليه، إلا أنه يستحق ما يبذل من مجهود، هذا ﻷن الغفران يولّد نتائج إيجابية، وقد يؤدي أو لا يؤدي إلى التصافي، لكنه يودي بشكل دائم إلى علاج النفس وراحة البال التي طالما حلم بها الجميع، وتلك أسباب عظيمة تدفعنا لتعلم الغفران، فالغفران عادة العظماء الذين يمكننا أن نتعلّم منهم ونكتسب منهم صفة الصفح والتسامح والغفران.
يشير مبدأ الغفران إلى ضرورة أن نذكّر أنفسنا كوننا بشراً لدينا مشاعر، فمن الطبيعي أن تؤذى هذه المشاعر من وقت ﻵخر، والجميع على هذه الحال، كما نحتاج كذلك إلى نذكّر أنفسنا بأننا قد آذينا الآخرين بين الحين والآخر، والجميع يفعل هذا أيضاً، فالأذى والخطأ موجودان لا يمكننا التنبؤ بهما أو تجاوزهما بشكل سهل واضح، فلا أحد منّا لم يخطئ ولم يتسبّب بأذى الآخرين بشكل مقصود أو غير مقصود.
ما سبب الألم الذي نعانيه في الحياة؟
إنّ الألم موجود وسببه بسيط هو أننا مخطئون وأحياناً ما نقترف الأفعال المؤذية تجاه الآخرين، وبما أن الألم جزء حقيقي من الحياة لا يمكننا تجاهله، فإنّ حياتنا تكون أشد فعالية حينما نتعلّم أن نسيطر عليها، سواء من الناحية المادية أو من الناحية المعنوية، وهذا أمر ضروري لديمومة الحياة بشكل طبيعي مباشر، ليس فقط ﻷجل النجاة مما نحن فيه، بل ولاكتساب الخبرات كذلك، كما أنها مهارة من خلالها نتبنى خياراً مهماً، “لا مفرّ من الألم، إلا أنّ تعاسة المرء بيده” تيم هانسيل.