هل يمكن الفصل بين الاتصال اللفظي ولغة الجسد؟

اقرأ في هذا المقال


هل يمكن الفصل بين الاتصال اللفظي ولغة الجسد؟

لا يمكن فصل نوعيّ الاتصال اللفظي المنطوق وغير المنطوق عبر لغة الجسد عن بعضهما البعض، فهما يشتركان معاً في إيصال الرسالة وتوضيحها، وفي بعض الأحيان توصل لغة الجسد الرسالة المطلوبة بطريقة أفضل وأسهل من الكلام، ويكون المعنى مؤتلفاً من الرافدين: المعنى المقالي، والمعنى المقامي أي لغة الجسد التي تعدّ رافداً رئيسياً معنوياً أميناً ذو وظائف متباينة حسب أهمية الموقف الذي تتبلور حوله.

الاتصال اللفظي ولغة الجسد وحدة غير قابلة للانفصال:

قد تغني الإشارات والحركات التمثيلية والتعبيرات الجسدية عن الكلام المنطوق، ويرى كثير من الباحثين أنّ الاتصال اللفظي والاتصال غير اللفظي عبر لغة الجسد يجب أن ينظر إليهما كوحدة غير قابلة للانفصال، فالاتصال اللفظي وغير اللفظي هي أنظمة اتصال أساسية، لا يمكن الفصل بينهما، وأنّ انبثاق الاتصال يمكن تحقيقه من خلال علاقتهما المتداخلة.

أثبتت الدراسات إلى أنّ عملية الاتصال غير اللفظي التي يتمّ التعبير عنها من خلال لغة الجسد، تقع تحت سيطرة الشقّ الأيمن من الدماغ حيث أنّ أي خلل في الشقّ الأيمن من الدماغ يؤثر على قدرة الشخص في التعبير الكلامي، بينما يسيطر الشقّ الأيسر من الدماغ على عمليات الاتصال اللفظي، وأنّ أي خلل في الجانب الدماغي الأيسر يؤدي إلى خلل في التعبير العاطفي وتمييز المشاعر والعواطف.

ما طبيعة العلاقة بين الاتصال اللفظي ولغة الجسد؟

يمكن توضيح طبيعة العلاقة القائمة بين الاتصالين اللفظي ولغة الجسد من خلال الأمور التالية:

  • الإعادة والتكرار: ويقوم على تكرار معنى القول المنطوق، كأن نقول لشخص ما “اذهب من هنا”  ومن ثم نشير إليه بيدنا أو بأصابعنا.
  • التناقض: إذ يمكن للسلوك الصامت أن يناقض السلوك الناطق ومثاله: أن يطلب المدير من موظفه أن يحظر له أوراقاً معيّنة أمام عميل ما، ثم يعطيه إشارة من عينه أو حاجبيه ألا يحضرها كلغة جسد تنفي الكلام المنطوق وتناقضه.
  • البديل: إذ يمكن للاتصال الصامت عبر لغة الجسد أن يكمل المعنى المراد من الكلام المنطوق، مثل الابتسامة بعد طلب شيء من شخص ما.
  • التأكيد: وذلك من خلال القيام بالتركيز على جمل بعينها أثناء الحديث لتأكيد أهميتها، وقد يصاحب ذلك بعض تعبيرات الوجه كلغة جسد تدلّ على التأكيد.
  • التنظيم: يمكن للاتصال عبر لغة الجسد أن يقوم على ترتيب التواصل بين المشاركين ومثاله: حركة الأعين أو الرأس، أو تبديل الأمكنة، أو إعطاء إشارة لأحد الحضور لإكمال الحديث أو التوقّف عنه، وهذه تعدّ وظائف تنظيمية تقوم بها لغة الجسد.

شارك المقالة: