هل ينجح الحب بين المراهقين

اقرأ في هذا المقال


مُعضلة الحب بين المراهقين تُطرح في كلّ المجتمعات وفي كل الأوقات، هي كثيرة الحُدوث بالطّبع فالحُب شعور لا يمكن التّخلِّي عنه. إنّ الإنسان يستطيع تمييز مشاعر الحبّ الحقيقية بعد بلوغ الخامسة والعشرين، ما قبل ذلك لا يعدّ حباً بل يُعتبر إعجاباً أو الرّغبة في اختبار المشاعر الرومانسيّة وحياة المُسلسلات والأفلام، تحديداً عند الإناث.

الحب في سن المراهقة:

من الخصائص الهامَّة في مرحلة المراهقة سيطرة العاطفة على العقل وغلبة المشاعر فيها. تبيَّن أنَّ المنطقة المسؤولة عن العاطفة تنمو بشكل أسرع من المنطقة المسؤولة عن التفكير العقلاني؛ لذلك تجد المراهق يبدأ بالمُيل إلى الجنس الآخر، ممّا يجعله يظن أنّه قد وقع في الحب وما أن يصل إلى سنِّ الرُّشد حتى يُدرك أنَّ الحب في سنِّ المراهقة ليس حباً حقيقياً، إنّما حبٌ مؤقت ينتهي بانتهاء هذه المرحلة. إنّ وُقوع الإناث في هذه المرحلة في الحبِّ، أسهل وأكبر من وقُوع الذُّكور به؛ لأنَّ عاطفة الحُبِّ عند الإناث تنضُج قبل العاطفة عند الذُّكور، إضافةً إلى أنَّ درجة الصدق والإخلاص عندهنَّ أكبر، أيضاً دائرة اطلاعهنّ محدُودة، كلّ ذلك يجعل التغرير بهنَّ أسهل.

أنواع الحب:

  • الحب العاطفي: هو الحب الذي يشعر به الفرد اتجاه الأشخاص الآخرين في حياته مثل الأصدقاء، حيث يكون حُبٌّ واضح ونقي، لا يدفع صاحبُه إلى طلب أيّ مقابل من هؤلاء الأشخاص.
  • حب العائلة: هو ذلك الحب الذي يتولّد بين أفراد العائلة الواحدة، يعد من أنواع الحُبِّ النقي الذي لا يبنى على أي مكاسِب أو مصالح، بل يخلق غريزياً في قلب جميع أفراد الأُسرة.
  • الحب غير الملتزم: ما يُسمَّى أيضاً بالحُبِّ اللعوب، هو ذلك الحُب الذي يخلق بين العاشقين في بداية العلاقة الرُّومانسية، يضفي على كلّ لحظة يقضونها معاً متعةً فائقة، يتسبَّب هذا النوع من الحُبِّ بتوليد العديد من المشاعر الأُخرى مثل، القلق والغضب والاكتئاب والهوس، أيضاً يمنع المُتحابين من التفكير بالعواقب، يمنعهم من إدراك ما قد يحدُث في حال استمرّوا في علاقتهم.
  • الحب العملي: يصنّف هذا النوع من الحبِّ بأنَّه أحد أفضل أنواع الحب، فهو حب ناضِج وطويل الأمد، إذ يدخُل المُتحابين في حالة من الانسجام والسّعادة، يبحث الرّجل عن امرأة ذات صفات صالحة له، في حين تبحث المرأة عن رجل مُخلص يحبها دون قيود.
  • حب الذات: يجب على الإنسان أن يُحب ذاته؛ ليتمكن من حُبِّ الآخرين، لا يعد أمر سيء أو حالة مرضية، حيث يُخطئ الكثير من الناس في التّفريق بين حب الذات والنّرجسية التي تعني حب الذات المُفرط والمرضي.
  • الحب غير المشروط: هو الحب الذي لا يقوم على المصالح، بل إنّه نوع الإيثار الذي يقدِّمه شخص لآخر دون انتظار أي مُقابل. هو حب لا يتلاشى بل يبقى مُستمر في نفس الإنسان، فهو حبٌّ نادر لا يشعر به إلّا قليل من الناس، حيث يحمل في طيّاته تعاطف حقيقي، أيضاً حب يخلو من الضّغائن، يسامح دوماً ويستطيع فهم احتياجات الناس وأفكارهم.
  • الحب الجسدي: هو الحب الشهواني الذي يُلبِّي حاجات الناس الجسديّة فقط، يسبِّب هذا الحب حالة من الانجذاب، التي تفقد الناس عقولهم، فلا يعُودوا قادرين على التفكير بطريقة سليمة ولا ينظُرون لعواقب الأُمور.

أسباب فشل الحب بين المراهقين:

  • عدم اكتمال الصُّورة لدى المراهق أو المراهقة، فهو لم يرسُم طريق للمُستقبل، فحُبُّه مجرد إحساس فِطري بريء، يريد التعرُّف من خلاله على العالم من حوله، تنعكس علاقة المُراهق بأُمِّه والمُراهقة بأبيها.
  • يمرُّ المراهق بثلاث مراحل عمرية تكون من سنِّ 14 إلى 23 تقريباً، يتغيّر فيها ثلاث مرَّات، الأمر الذي يجعلُه يعيد النظر في اختياراته السَّابقة، أحياناً يظلُّ على رأيه الأول، فالأمر يرجع إلى نُضوج الشَّخص نفسه، فمن ينضج مبكراً قد لا تتغير وجهة نظره في محبوبته، قد يظل ثابت على حُبِّه حتَّى بعد مرور سنوات المُراهقة.
  • تدخُّل الأهل السلبي وعدم تدعيمهم الإيجابي لأبنائهم، مع أنّ الحب شيء طبيعي في هذه المراهقة، على الأهل وضع الحُدود وتوضيحها لأبنائهم، عدم تحذيرهم المُبالغ فيه وتخويفهم من الحبِّ، أمَّا الغريزة لدى المُراهقين فلا يُحركها إلَّا الإشارة والتلميح لها.

نصائح للمراهقين حتى لا يتحوَّل الحب إلى مرض:

  • إنّ الحبَّ الحقيقي قائم على الدّعم والمساندة، قبول الآخر شكلاً ومضمُوناً.
  • إنّ هذا الحب إن فشل ولم يكتب له النجاح، فهذا لا يعني نهاية العالم، فالكون غني وقد خلق الله من الزّهرة الواحدة مئات الأزهار.
  • إنّ حبّهم البريء لم يكن خطأ، لكنّهم لم يجدُوا الحبَّ الحقيقي بعد وسيعثرون عليه يوماً من الأيام، فهم لم يصلوا إلى مرحلة من النُّضوج التي تؤهلهم لمعرفة ما إذا كان هذا الحب حقيقياً، كما أنّهم لم يمرُّوا بتجارب تُكسبهم خبرة ومعرفة معادن الناس.
  • على الأهل إحاطة أبنائهم المُراهقين بمناخ من الحُبِّ والرِّعاية والدَّعم، فالحبُّ المرضي ينشأ من عدمِ تقدير الأَهالي لأبنائهم.

المصدر: حب المراهقة، كامل صبريالحب في مرحلة المراهقة، أنوار داود، نبيل نجيب أخطار المراهقة، د.أنيس هاشم


شارك المقالة: