وسواس الدراسة القهري

اقرأ في هذا المقال


يُعَدّ وسواس الدراسة نوع من أنواع الوسواس القهري؛ إذ ينشأ عنه إحساس هائل بالفشل والذنب؛ والشخص المصاب يبدو حائر ومشوش بسبب الجزء المطلوب منه حفظه ومراجعته، كما أن مثل هذه الأفكار المزعجة بشكل مكرر تعيق تطور الشخص في حياته الدراسية؛ كما وتظهر على كافة جوانب حياته بشكل كبير.

وسواس الدراسة القهري

هو استجابة قهرية ومفرطة، تظهر عند مواجهة لمثير محدد وهو الدراسة أو عند موعد اامتحان؛ ومع ذلك يقوم الشخص المصاب بمواجهة الأعراض التي تمثل عبئ كبير بالنسبة له واقتناعه بتفاهتها؛ إلا أنه يخضع مجبر للاستجابة لها، مما يوقعه كفريسة للعديد من الاضطرابات النفسية؛ مثل: القلق والتوتر مع عدم الاقتناع عما تم حفظه ودراسته، فيتوقف عن نقطة محددة؛ حتى يعود مذاكرتها بشكل مكرر من غير القدرة على الانتقال إلى ما بعدها.

أسباب الإصابة بوسواس الدراسة

1- التعرض لبعض الضغوط النفسية المزمنة؛ وبالأخص عند الرغبة في تحقيق مستوى دراسي عالي، وضغط الوالدين للوصول لهذا المستوى من أهم المسببات الأساسية لهذا الاضطراب النفسي.

2- التعرض لبعض التحديات الاجتماعية، التي تكون بمثابة عائق أمام أحلام الشخص العلمي.

3- الإجهاد النفسي والبدني؛ نتيجة الجهد الكبير الذي يتم بذله في محاولات الدراسة، أو قلة الوقت.

أعراض وسواس الدراسة

تتفاوت هذه الأعراض من حالة إلى أخرى حسب حدة الإصابة بالاضطراب؛ وتتفاوت بالحِدّة من حين إلى آخر حسب الظروف البيئية المحيطة بالمصاب؛ والتي قد تتفاقم لتصل إلى بعض المضاعفات الخطيرة، ومن هذه الأعراض ما يلي:

1- تكرار  المعلومة لمرات مبالغ فيها، مع رفع الصوت بها في بعض الأوقات.

2- عدم الرضا والإحساس بالذنب، بالرغم من بذل مجهود كبير.

3- السعي للكمال والدقة الكبيرة عند الدراسة.

4- التصرف بحركات متكررة ومزعجة خلال الاستذكار؛ مثل، العبث المستمر بشيءٍ ما أو الطرق على الطاولة.

5- عدم إمكانية التركيز لمدة طويلة وتشتت الانتباه.

6- سرعة النسيان للمادة المدروسة بالرغم من الجهد الكبير المبذول عليها.

7- تراكم الأفكار والتساؤلات الساذجة على الدماغ بمجرد البدء في المذاكرة.

8- الأرق المرافق للقلق والتوتر الناجم عن هذه المشكلة.

9- الإصابة بفوبيا الدراسة والابتعاد عنها بشكل كامل.

علاج وسواس الدراسة

العلاج النفسي

يتلقى فيها المصاب جلسات المعالجة النفسية المنتظمة مع معالج نفسي مختص يتم خلالها تحليل الحالة المرضية للمصاب والمظاهر الأكثر تكرارًا وما تنجم عنه من أسباب ومثيرات؛ لوضع بعض الإرشادات وخطوات التغلب على هذا الاضطراب؛ إذ يساعد رسم صورة واضحة لما يتعرض له المصاب في التخلص منه بنسبة كبيرة؛ لذا فمن المهم اللجوء للعلاج في المراحل المبكرة للمرض؛ لتفادي أي مضاعفات أو مخاطر قد تنجم عن تفاقم المشكلة.

العلاج السلوكي

يخضع فيه الشخص إلى تجارب من التعرض للتحفيز بتكليفه بمذاكرة جزء محدد من إحدى المواد الدراسية، وعند بداية ظهور المظاهر الإجبارية للوسواس يُمنع مباشرة من التمادي والاسترسال فيها، ويتم الاستعانة هنا بمساعدة الوالدين وبعض الأدوية المهدئة؛ حتى تسهل السيطرة على هذه المظاهر والتخلص منها بشكل تدريجي؛ فيما يُسمى بأسلوب التعرض ومنع الاستجابة.

كيفية التعامل مع مريض وسواس الدراسة

من المهم حصول المصاب بهذا الاضطراب النفسي والسلوكي على الدعم الكامل من المقربين له ومحاولة تحفيزه على تخطي تلك الوساوس والتأقلم مع البيئة المحيطة؛ ليتفاعل مع ما يمر به من أحداث قد تثير هذه المشكلة لديه بأقل قدر من الاستجابة المبالغ فيها كعلامة من علامات مرضه؛ مع الابتعاد عن توجيه النقد أو اللوم إليه، وقد ينفع أيضًا:

1- ممارسة بعض من التمارين الرياضية والتي تعمل على تحسين الحالة النفسية والمزاجية.

2- تمارين الاسترخاء داعم قوي لصفاء الذهن وزيادة القدرة على التركيز والاستذكار؛ مثل اليوجا.

3- العمل على تنظيم الوقت وتقسيمه بما يتلاءم مع كل جزء من أجزاء المادة العلمية وعدم الاسترسال في نقطة محدده لوقت طويل.

4- معرفة الأوقات الأنسب للدراسة، والتي تساعد في الهيمنة على المظاهر الوسواسية المزعجة مثل الصباح الباكر.

وفي النهاية نستنتج أنه يمكن القول بأن هذه المشكلة تظهر الإصابة بها في فترة الطفولة وتمتد لسنوات بعيدة، ولكن اقتناع الشخص بمروره بمشكلة نفسية تتطلب إلى التعامل معها بأسلوب مناسب، ومحاولاته في السيطرة على الأفكار القهرية الناجمة عن وسواس الدراسة، هي أولى خطوات التخلص من هذا المرض، فهي أحد المشاعر المتعبة والصعبة على الجانب النفسي والعصبي.


شارك المقالة: