لقد حارب البشر الفيروسات منذ زمن طويل، وقد سمحت اللقاحات والأدوية المضادة لها بمنع انتشار أنواعاً كثيرة منها، وتمكن البشر من القضاء على بعض الفيروسات، وتخليص العالم من حالات جديدة مثل فيروس الجدري، وعلى الرغم من تطور العلم وقدرة البشر على الفوز في عشرات المعارك ضد الفيروسات، إلا أن هناك أنواعاً ما زالت تشكل خطراً حقيقياً على حياة الإنسان.
أخطر الفيروسات على وجه الأرض
لا تزال بعض الفيروسات تزال تشكل تهديداً خطيراً لصحة الإنسان، ومن أكثر هذه الفيروسات فتكاً وخطورةً على وجه الأرض هي:
1. فيروس ماربورغ
- يعد فيروس ماربورغ نوعاً من أنواع الفيروسات الخيطية، ويُسبب حمى نزفية خطيرة، وتبلغ نسبة الوفيات به ما بين 23-90%.
- ينتقل فيروس ماربورغ للإنسان عن طريق خفافيش الفاكهة، أو عن طريق سوائل طريق سوائل الجسم لإنسان مصاب به، مثل الدم والبول واللعاب والسوائل الجنسية.
- تتواجد سلالتين من فيروس ماربورغ هما فيروس ماربورغ-ماربوغ وهو الأخطر، وفيروس رافن.
2. فيروسات إيبولا
- تعد فيروسات إيبولا من أنواع الفيروسات الخيطية، وتُسبب حميعها حمى نزفية خطيرة، ويبلغ عدد هذه الفيروسات ستة أنواع فرعية، وأخطرها فيروس إيبولا زائير الموجود في الكونغو ويتم اختصاره EBOV؛ حيث تبلغ نسبة الوفيات أعلى من الأنواع الأخرى.
- تبلغ نسبة الوفيات بفيروسات إيبولا ما بين 25-90%، وذلك اعتماد على نوع فيروس إيبولا.
- تنتقل فيروسات إيبولا للإنسان عن طريق خفافيش الفاكهة، أو عن طريق سوائل طريق سوائل الجسم لإنسان مصاب به، مثل الدم والبول واللعاب والسوائل الجنسية، أو من خلال ملامسة الأدوات التي تلوثت بسوائل الجسم المصابة.
3. فيروس السُعار
- إن فيروس السعار هو نوع من أنواع الفيروسات الربدية، والذي يُسبب داء الكلب، وهو مرض يُسبب التهاب حاد في الدماغ وينتقل عن طريق عض أو خدش حيوان مصاب للإنسان مثل الكلاب.
- على الرغم من أن وجود لقاحات لداء الكلب، والتي تم تقديمها في عام 1920، إلا أن هذا المرض ما يزال مشكلة خطيرة في الهند وأجزاء من إفريقيا، ويبلغ معدل الوفاة به إذا لم يتم علاجه بسرعة وتلقي اللقاح بنسبة 100%.
4. فيروس الإيدز
- إن فيروس الإيدز هو نوع من أنواع الفيروسات الراجعة، وهو الفيروس المسبب لنقص المناعة البشرية والمعروف باسم مرض الإيدز.
- يعد فيروس الإيدز الأكثر فتكاً في العالم الحديث، حيث توفي ما يقدر بنحو 32 مليون شخص بسببه منذ اكتشاف المرض لأول مرة في أوائل الثمانينيات.
5. فيروس الجدري
- إن فيروس الجدري هو نوع من أنواع الفيروسات الجدرية، وكان يُسبب بما يسمى بالجدري الأسود، والذي يختلف اختلافاً تماماً عن الجدري المائي.
- لقد حصد فيروس الجدري أرواح العديد من البشر، ومن نجى منه أكمل حياته يعاني من ندوب عميقة، وغالباً عمى.
- لقد حارب البشر فيروس الجدري منذ الآلاف السنين، ويعد هذا الفيروس من أخطر الفيروسات التي مرت على البشرية، حيث قتل ما يقارب 300 مليون شخص في في القرن العشرين، وحصد أرواح 90% من السكان الأصليين لأمريكا.
- أعلنت جمعية الصحة العالمية أن العالم خالٍ من فيروس الجدري عام 1980، ولكن تم الاحتفاظ بهذا الفيروس في مركز أبحاث الدولة لعلم الفيروسات والتكنولوجيا الحيوية في روسيا، ومركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها في الولايات المتحدة، فيمكن استخدام هذا الفيروس كسلاح بيولوجي.
6. فيروسات هانتا
- إن فيروسات هانتا هي احدى عائلات الفيروسات، والتي تضم العديد من الأنواع والأجناس، وهي فيروسات تتسب في حدوث أمراضاً مزمنة في العديد من أجهزة جسم الإنسان ومنها الجهاز التنفسي.
- من أشهر فيروسات هانتا التي تُصيب الرئة: فيروس متلازمة هانتا الرئوي (HPS)، والذي يؤدي إلى حدوث سعال مفاجئ وضيق التنفس وارتفاع معدل ضربات القلب وتراكم السوائل في الرئتين، وحدوث ضعف في الأعضاء الليمفاوية، وقد تحدث الوفاة من الصدمة القلبية الوعائية.
- ينتقل فيروس متلازمة هانتا الرئوي عن طريق التعرض لفضلات فأر الغزال، وقد أصاب هذا الفيروس أكثر من 600 شخص في الولايات المتحدة، وتوفي 36 ٪ منهم.
7. فيروسات الإنفلونزا
- تعد فيروسات الإنفلونزا احدى عائلات الفيروسات والتي تضم العديد من الأنواع والأجناس، والتي تتميز بحالة تسمى التحول المستضدي، وهي عبارة عن حدوث تغيير في أجزاء الجينوم المعبأة في سلالات فيروسات جديدة، والتي تعطي هذه الفيروسات سلوكاً جديداً، مثل القدرة على إصابة أنواع خلايا جديدة، أو التغلب على المناعة الوقائية للخلايا العائلة لجينومها القديم.
- لقد كانت فيروسات الانفلونزا من بين الفيروسات الأكثر فتكاً، ففي عام 1918 أصابت الانفلونزا الإسبانية ما يصل إلى 40% من سكان العالم، وأسفرت عن مقتل 50 مليون شخص.
- يموت حالياً ما يصل إلى 650 ألف شخص حول العالم بسبب فيروسات الإنفلونزا، وعندما تظهر سلالة جديدة من هذه الفيروسات، فإن ذلك يؤدي إلى انتشار أسرع للمرض، مسببةً جائحة ومعدلات وفيات أعلى.
8. فيروس الدنك
- ويسمى أيضاً بفيروس حمى الضنك، وهو نوع من أنواع الفيروسات المصفرة، والذي يُسبب حمى الضنك، والتي تشمل أعراضها الحمى الشديدة والصداع والقيء، وألم العضلات والمفاصل والعظام، وظهور الطفح الجلدي.
- ينتقل فيروس الدنك عن طريق لدغ الحشرات تحديداً بعوض الزاعجة، والتي تتواجد في البلدان الاستوائية في جنوب شرق آسيا وجنوب آسيا وأمريكا الجنوبية، والتي يعيش فيها 40% من سكان العالم.
- يُصيب فيروس حمى الضنك من 100 إلى 400 مليون شخص سنوياً، وعلى الرغم من أن هذا الفيروس لديه معدل وفيات أقل من بعض الفيروسات الأخرى، ولكن يمكن للفيروس أن يسبب مرضاً شبيهاً بالإيبولا ويسمى حمى الضنك النزفية، والذي يبلغ معدل الوفيات فيه 20٪ إذا تركت دون علاج.
- تم الموافقة على لقاح لفيروس حمى الضنك في عام 2019 من قبل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية، والذي يتم إعطاؤه للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 9 و 16 عاماً، والذين يعيشون في المناطق التي ينتشر فيها هذا الفيروس، كما يتوفر في بعض البلدان لقاح معتمد لأولئك الذين تتراوح أعمارهم بين 9 و 45 عاماً، ولكن يجب أن يكون المتلقون قد أصيبوا بحالة مؤكدة من حمى الضنك في الماضي، وإلا قد يتعرضون لخطر الإصابة بحمى الضنك الشديدة إذا تم إعطاؤهم اللقاح.
9. فيروسات الروتا
- إن فيروسات الروتا هي احدى أجناس الفيروسات التنفسية المعوية اليتيمة، أو ما تُعرف بفيروسات الريو، وتسمى فيروسات الروتا بالفيروسات العجلية.
- تعد فيروسات الروتا البشرية السبب الأكثر شيوعاً للإصابة بمرض الإسهال بين الرضع والأطفال الصغار، وهو فيروس شديد العدوى، والذي ينتقل عن طريق الفم، وعن طريق ملامسة الأيدي والأسطح والأشياء الملوثة ببراز مصاب، وقد ينتقل عن طريق التنفس.
- قدرت منظمة الصحة العالمية أن 453000 طفل تقل أعمارهم عن 5 سنوات، قد ماتوا في جميع أنحاء العالم بسبب عدوى فيروسات الروتا في عام 2008.
- يتوفر لفيروسات الروتا البشرية لقاحان لحماية الأطفال منها، وقد أبلغت البلدان التي أدخلت اللقاح عن انخفاضات حادة في حالات العلاج في المستشفيات والوفيات الناجمة عن هذه الفيروسات.
10. الفيروسات التاجية
- إن الفيروسات التاجية هي احدى عائلات الفيروسات، والتي تضم العديد من الأنواع والأجناس، ومن أخطر الفيروسات التي تضمها هذه العائلة وتُصيب الإنسان هي فيروس السارس، وفيروس ميرس، وفيروس كوفيد 19، وتُسبب هذه الفيروسات أعراضاً خطيرة في الجهاز التنفسي، وتنتقل هذه الفيروسات الثلاثة عن طريق الهواء والرذاذ التنفسي.
- تم التعرف على فيروس المتلازمة التنفسية الوخيمة، أو ما يسمى بفيروس السارس (SARS-CoV) في الصين عام 2003، والذي يُعتقد أنه انتقل من الخفافيش ثم للقطط ثم للإنسان، ثم انتشر هذا الفيروس إلى 26 دولة حول العالم، وأصاب أكثر من 8000 شخص وقتل أكثر من 770 على مدار عدة أشهر، حيث يسبب الحمى والقشعريرة وآلام الجسم، والالتهاب الرئوي حيث تلتهب فيها الرئتان وتمتلئ بالصديد، ويبلغ معدل وفيات هذا الفيروس حوالي 9.6 ٪.
- تم التعرف على فيروس متلازمة الشرق الأوسط التنفسية، أو ما يسمى بفيروس ميرس (MERS) في المملكة العربية السعودية في عام 2012، ثم في كوريا الجنوبية في عام 2015، يصيب هذا الفيروس الإبل ثم ينتقل إلى الإنسان، ويؤدي إلى الحمى والسعال وضيق التنفس لدى المصابين، ويتطور إلى التهاب رئوي حاد، ويقدر معدل الوفيات بهذا الفيروس حوالي 35٪.
- وتم التعرف على فيروس المتلازمة التنفسية الوخيمة 2 (SARS-CoV-2)، والمعروف بفيروس كوفيد 19 في ديسمبر 2019 في مدينة ووهان الصينية، ويُعتقد أنه انتقل من الخفافيش عبر حيوان وسيط ثم انتقل للإنسان، ويُسبب الحمى والسعال وفقدان التذوق أو الشم وضيق التنفس، وصعوبات التنفس وألم الصدر وفقدان الحركة، ويؤثر بشكل أكبر على كبار السن وضعاف المناعة، ويقدر معدل الوفيات 2.5%.
