الأوليات

اقرأ في هذا المقال


ما هي الأوليات؟

تشمل مملكة البروتستا الأوليات، وهي مجموعة من الكائنات الميكروسكوبية التي تشترك في صفة واحدة في أنها حيوانات لا خلوية تؤدي جميع وظائف الكائن الحي وهي ذات أنوية حقيقية. والأوليات أو الحيوانات الأولية هي عضيات وحيدة الخلية حقيقية النوى تظهر خواص تترافق عادة مع الحيوانات، أهمها الحركة والتمايز وتصنف عادة ضمن مملكة الطلائعيات.

وقد كانت لمدة حوالي مليون عام من الكائنات الحية على الأرض لا خلوية ولا تحتوي على أنوية حقيقية، وتعتبر الأوليات من خلائف هذه الحيوانات، وهي أحياء لا خلوية تقوم بجميع وظائف الحياة الحيوية التي تؤديها الحيوانات عديدة الخلايا. وتعتبر التسمية أنها حيوانات وحيدة الخلية تسمية غير دقيقة؛ فالحيوان الأولي يتكون من كتلة بروتوبلازمية غير مقسمة إلى خلايا وتحتوي على عضيات تقوم بجميع وظائف الحياة، وقد تكون عضياتها المختلفة أكثر تخصصاً من تلك الكائنات عديدة الخلايا.

فقد تكون هناك عضيات خاصة تؤدي وظيفة الهيكل، وتراكيب حسية وميكانيكيات للتواصل؛ لذلك أطلق عليها العالم هيمان الحيوانات اللاخلوية، إذ كثيراً ما تضاهي بعض عضيات الأوليات أعضاء البعديات، وللأوليات أشكال متعددة، وتراكيب معقدة وهي مهيئة للمعيشة في جميع أنواع البيئات حيثما توجد الحياة ورغما من الانتشار الواسع للأوليات، فأن الكثير من أنواعها يمكنها أن تعيش في مدى بيئي ضيق، إذ تختلف تكيفات الأنواع المختلفة فقد يكون هناك تتابع للأنواع مصاحب التغير في الظروف البيئية، مثل جفاف بركة أو تغيرات فصلية حرارية أو تغيرات بيولوجية مثل ضغط المفترسات.

أماكن تواجد الأوليات:

تتواجد الأوليات في الماء العذب والمالح والمائل للملوحة والتربة، والبعض يعيش متطفلاً ويسبب الكثير من الأمراض مثل الملاريا والتريبونوسوما وغيرها. أو قد تعيش مع غيرها من الحيوانات والنباتات معيشة تكافلية حيث يتم تبادل المنفعة، والأوليات تحتاج للرطوبة سواء كانت تعيش في البيئات المائية بأنواعها أو التربة أو في المواد العضوية المتحللة أو النباتات والحيوانات.

وتوجد الأوليات عادة فرادى جالسة أو حرة لها القدرة على السباحة، حيث تكُون جزاء مهما من العوالق وتوجد بعض الأوليات في مستعمرات أو تجمعات تشبه المستعمرات، وقد تُظهر بعض المستعمرات تعقيداً في تركيبها ووظيفتها كالفولفكس وأن بعض مستعمرات الأوليات تمر في طور عديد الخلايا خلال تاريخ حياتها.

دور الأوليات في اقتصاديات الطبيعة:

تلعب الأوليات دوراً هاما في اقتصاديات الطبيعة:

أعداد هائلة منها ساهمت في تكوين الرواسب الضخمة لقاع المحيطات والتربة، ويوجد على ما يزيد على 10 آلاف نوع تعيش معيشة تكافلية مع النباتات أو الحيوانات أو أنواع من الحيوانات الأولية الأخرى وقد تكون تبادل منفعة (حيث يستفيد كل الشركاء) أو معيشة تكافلية (حيث يستفيد أحد الشركاء دون أن يُؤثّر على الآخر) أو معيشة طفيلية (حيث يستفيد أحد الشركاء على حساب الشريك الآخر). وهناك الكثير من الأمراض الخطيرة التي تصيب الإنسان والحيوان والنبات تسببها الأوليات.

الصفات المميزة للأوليات:

الحجم:

الأوليات عادةً صغيرة الحجم حتى أن البعض منها كالملاريا يشغل 1/2 أو 5/ 1 حجم الكريات الدموية الحمراء في الإنسان، أو قد يكون الحيوان الأولي كبيراً ويمكن رؤيته بالعين المجردة إذ قد يصل طوله إلى عدة مليمترات ( 3 – 4.5 ) مم كالسبيروستوميم. أما الأنواع التي تكُون مستعمرات فقد تكون أكبر من ذلك، كما يصل طول الحيوان الجرثومي الجرجارنويد بوروسبورا جينكنتيكا حوالي 16 مليمترات، وقد يصل عرض المثقبات كبعض أنواع النيمولييت حتى 19 سنتيمترات في القطر. وقد يصل طول بعض أنواع الأميبيا الضحمة إلى 5 مليمتر.

الشكل:

يمكن أن تتحذ الأوليات جميع أنماط الأشكال فالأمبيا ليس لها شكل معين، وبعض الأنواع لها شكل مميز، وأحياناً يتوقف الشكل على طريقة معيشة الحيوان الأولي. فأنواع الأوليات الهائمة مثل الأوليات السمشية تكون كروية الشكل والأنواع السابحة مثل الكثير من السوطيات والهدبيات تكون مستطيلة ذات طرف أمامي وآخر بطني، أما الأنواع المثبتة على مرتكز ما فقط يكون ذلك مباشرة أو بواسطة ساق.

الحركة:

عضيات الحركة في الأوليات متباينة فقد تتحرك بالسريان البروتوبلازمي أو ما يُسمّى بالأقدام الكاذبة كما في الأميبا، أو قد تستخدم الأسواط في حركتها كما في السوطيات، أو بواسطة الأهداب، والجدير بالذكر أنه لا يوجد أيّ اختلافات مورفولوجية أو تركيبية بين السوط والهدب، وعادة ما يكون السوط أطول من الهدب ولذلك أطلق العلماء اسم ذات الأقدام المتموجة على السوطيات والهديبات. فالهديبات تدفع الماء بمحازات السطح الذي يلتصق بالهدب، بينما يدفع السوط الماء موازيا للمحور الرئيسي للسوط. وبعض الأوليات ليست لها عضيات معينة تتحرك بها، أو قد تتحرك بالانزلاق أو الزحف على المرتكز أو أن يحملها العائل من مكان لآخر. وأعضاء الحركة للأوليات من الأسس التي يعتمد عليها في تصنيف هذه الأحياء.

طريقة الحياة والتغذية:

لقد سجل على مايزيد على 10 آلاف نوع من الأوليات، حوالي نصفها من الحفريات. وحوالي 70 % من الأوليات الحية تكون حرة المعيشة أو تسبح حرة حيث تعيش في المياة العذبة والمالحة وقليلة الملوحة والمواد العضوية المتحللة وغيرها.

يوجد 3 أنواع رئيسية من التغذية:

  1. التغذية الذاتية: حيث يمكن للكائن الأولي من تصنيع محتوياته العضوية من مواد غير عضوية، إذ تستخدم البلاستيدات الخضراء في وجود الطاقة الضوئية في عملية البناء الضوئي.
  2. التغذية الحيوانية: حيث يتغذى الحيوان الأولي بابتلاع جزيئات الحيوان الصلبة أو غيرها من الأحياء مثل البكتيريا والخميرة والطحالب والأنواع الأخرى من الأوليات.
  3. التغذية الرمية: وفيها يتم الغذاء بانتشار المواد العضوية الذائبة خلال أجسامها بعملية الانتشار وقد يتغذى الحيوان الأولي بابتلاع بأكثر من طريقة، مثل اليوجلينا التي تتغذى تغذية نباتية في وجود الضوء أو تغذية رمية عند وجودها في الظلام وفي وسط غني بالمواد العضوية ويطلق على هذا النوع من التغذية “التغذية المختلطة”.

التغذية: بمجرد دخول الطعام داخل جسم الحيوان الأولي، يُحاط بفجوة غذائية حيث يتم فيها الهضم باتحادها مع الليسوسومات التي تحتوي على الأنزيمات الهاضمة، ولقد لوحظ تغير في درجة تركيز أيون الأيدرجين خلال عملية عملية الهضم، حيث تكون الفجوة الغذائية في أول الأمر صغيرة وحامضية التفاعل قلوياً حيث تتم عملية الهضم، وبعد امتصاص نواتج الهضم من خلال الفجوة الغذائية، بحيث تطرد الفضلات من خلال الغشاء الخلوي الذي تتصل به ومن ثم تطرد الفضلات للخارج وقد يكون ذلك من أيّ مكان على الغشاء الخلوي كما في الأميبات أو قد يكون في منطقة محددة هي فتحة الشرج كما في الحيوان الهدبي البراميسيوم.

وغالباً ما تحدث البلعمة في الأمبيات في أيّ نقطة بأحتواء إحدى حبيبات الطعام بواسطة الأقدام الكاذبة، ولكن يجب أن تبتلع الحبيبات الغذائية خلال فتحة القشرة أو الصدفة في الأميبيات ذات القشرة. وقد يكون لبعض السوطيات فم مؤقت يتكون في مكان مميز، وفي معظم الهدبيات وبعض السوطيات يكون مكان البلعمة فيها محدداً هو الفم الخلوي وللكثير من الهديبات تركيب مميز لطرد الطعام غير المهضوم هو فتحت الشرج الخلوية التي توجد في مكان محدد وتتم التغذية الرمية بالأرتشاف الخلوي أو بالانتقال المباشر غير خلوي، وذلك أما بالانتشار الميسر أو الانتقال النشط وعلى وجه الخصوص في الأوليات المتعايشة داخليا.

التنفس:

يتم التنفس في الأوليات بانتشار الغازات التنفسية خلال الغشاء الخلوي. ولكن بعض الأوليات التي تعيش في الماء غنية بالمواد العضوية المتحللة أو تلك التي تعيش متطفلة في القناة الهضمية للحيونات الأخرى أو توجد في وسط به كمية قليلة من الأكسجين تتنفس لا هوائيا وثمة بعض الأنواع التي تتنفس هوائياً في وجود الأكسجين، ولكن يمكنها أن تتنفس لا هوائياً في غيابه.


شارك المقالة: