الساعة الجزيئية في الفيروسات

اقرأ في هذا المقال


ما هي فرضية الساعة الجزيئية؟

يعتبر تحليل الطفرات في جينوم الفيروس وسيلة نافعة لتتبع تاريخه. تنص فرضية الساعة الجزيئية التي توصل إليها العلماء في ستينيات القرن العشرين على أنّ معدل التحور للجيل الواحد ثابت لأي جين بعينه.
بعبارة أخرى إذا طبقنا هذا على الفيروسات فإنه إذا عزلت عينتان لفيروس من نفس النوع، لكن آتيتين من مصدرين مختلفين في نفس التوقيت فسوف تتطوران على مدى نفس الفترة الزمنية التي تطور فيها سلفهما المشترك.

ولأن كليهما تعرض لتراكم الطفرات بمعدل ثابت، فإن درجة الاختلاف بين تسلسلي جيناتهما تقدم لنا مقياساً للفترة الزمنية التي مرت منذ توقيت عزلهما من سلفهما المشترك.
وقد تم التحقق من أسلوب قياس الزمن التطوري هذا لدى أشكال أرقى من الحياة عن طريق مقارنة توقيتات الأصل المقدرة بواسطة الساعة الجزيئية بتلك المقدرة عن طريق سجلات الحفريات، غير أن الفيروسات للأسف لا تترك وراءها سجلات مثل هذه.

ومع ذلك يستعين العلماء بالساعة الجزيئية في حساب زمن أصل فيروسات معينة، ويرسمون أشجاراً تطورية أو نشوئية عرقية توضح درجة قرابتها للفيروسات الأخرى.
ولمّا كانت الفيروسات تملك معدلاً عاليًا لتكوين الطفرات الوراثية، فإن هناك تغيراً تطورياً واضحاً، يُمكن تقديره بأنه بالتقريب (1%) سنويٍّا لفيروس نقص المناعة البشري على مدى مقياس زمني قصير.

ولما كان معدل التغير لأي جين بعينه ثابتًا إلى حد لا بأس به، فإنه كلما طال زمن تطور الجين، زادت طفراته التي سيكتسبها. لهذا فإنّ تاريخ فيروسين يتصل أحدهما بالآخر بصلة قرابة من الممكن تتبعه زمنياً عودةً إلى سلفهما المشترك باستخدام ما يُسمى (بالساعة الجزيئية).

وقد استخدمت هذه التقنية في إماطة اللثام عن تاريخ فيروس الحصبة. كما استخدمت كذلك في الكشف عن أن فيروس الجدري البشري هو أقرب الأقرباء إلى الفيروسات الجدرية المختلفة التي تصيب الجمال واليرابيع، ما يشير إلى أن الثلاثة جميعها نشأت من سلف مشترك منذ ما يقرب من (5000-10000)، عام مضت.


شارك المقالة: