تطبيقات علم الأحياء الدقيقة:
دراسة الأمراض المُعدية يتناولها علم الأحياء الدقيقة الطبية (Medical Microbiology)، ولربما يكون هذا الفرع من أول الفروع من علم الميكروبات التي لفتت نظر الإنسان إلى مسببات الأمراض في الإنسان والحيوان. فأمراض كالسُّل والإنفلونزا والطاعون والكوليرا والملاريا وما هي إلا أمثلة قليلة على أمراض معدية تسببها ميكروبات وكثيرة منها لم تعرف آلية العدوى فيها إلا منذ فترة غير بعيدة بحيث مكّنت العلماء مِنَ الوقاية منها أو علاجها.
يتناول دراسة خواص الميكروبات المسببة للأمراض وأعراضها وتشخيصها وعلاجها أو وسائل التحصين والوقاية منها. يُعتبر فرع الأحياء الدقيقة الطبية من أكثر الفروع تقدماً وديناميكية نتيجة للاكتشافات المتسارعة فيها.
وفي عالم الغذاء تدخل الميكروبات من بابه الواسع، حيث يتناول علم ميكروبيولوجيا الغذاء أساليب تصنيع وحفظ الأغذية كوسيلة لتخزينها وحمايتها من التلف أو من الجراثيم المسببة للتسمم الغذائي. وقد أُدخلت مفاهيم جديدة للصناعة كالتعليب والبسترة لتحقيق هذه الأهداف. وتقوم صناعات غذائية واسعة على استخدام الميكروبات فيها مثل صناعة الألبان والكحول وتصنيع المحصولات الزراعية.
وفي مجال حماية البيئة والصحة العامة وأهمية المياه في هذه المجالات يأتي دور ميكروبيولوجيا المياه في المحافظة على الماء نظيفاً وصحياً وخالياً من الملوثات. ولعل المحافظة على المياه للاستعمالات اليومية نظيفة هو أهم عامل في إبعاد شبح المرض. فأساليب تنقية مياه الشرب والمياه العادمة والمياه الداخلة في الزراعة تعتمد كلَّها أساساً على خلوها من الميكروبات الضارة وقد تم تطوير أساليب وطرائق جديدة في هذا المجال.
وتحتوي التربة على أعداد هائلة من البكتيريا والفطريات، حيث تتناسب أعداد الميكروبات في التربة تناسباً طردياً مع خصوبتها، حيث تقوم هذه الكائنات بتحليل المواد العضوية والمُخلفات الزراعية وغيرها، حيث يُمكن إعادة استعمالها مرة أخرى في التربة. وتقوم كذلك بعض أنواع الميكروبات الموجودة في التربة بزيادة خصوبتها عن طريق تثبيت النيتروجين الجوي وتحويله إلى أسمدة كيماوية تزيد من إنتاجية التربة. وهذه التطبيقات وغيرها كثير تقع ضمن مجالات التي يبحث فيها علم ميكروبيولوجيا والتربة والزراعة.
ولعل من أهم التطبيقات الحديثة للميكروبات هو استعمالاتها في الصناعة، حيث تقوم الميكروبات بدور هام في تصنيع بعض المنتجات كالخمائر والمضادات الحيوية والأحماض العضوية والأمينية وأعلاف الحيوانات وإضافاتها، ودباغة الجلود وغيرها الكثير. فعلم الأحياء الدقيقة الصناعية (ميكروبيولوجيا الصناعة) يتناول أفضل الطرق لاستعمالات الميكروبات في الصناعة وكذلك إنتاج أفضل السلالات الميكروبية لتحقيق هذه الأغراض. وما التقدم الحديث في مجالات الهندسة الوراثية إلا شاهداً على ذلك.