تقرحات القرنية في القطط

اقرأ في هذا المقال


تقرحات القرنية أمر شائع الحدوث في القطط، ومع ذلك إذا استمر الأمر دون رادع فقد يؤدي ذلك إلى الكثير من الانزعاج وفقدان البصر التام، ولولا القرنية لكان العالم مظلمًا للقطة؛ حيث أنه من أهم وظائفها دعم الرؤية من خلال السماح للضوء بالمرور من خلاله إلى العين حتى تستمتع القطة بجمال البصر كما يفعل الإنسان، كما أنه يحمي الأجزاء الداخلية للعين من العناصر الضارة مثل البكتيريا وأي أجسام غريبة أخرى بما في ذلك المواد الكيميائية بحكم كونها الطبقة الخارجية للعين، وتحدث تقرحات القرنية عندما ينكسر الجزء الخارجي من القرنية.

تقرحات القرنية في القطط

القرنية هي الغشاء الصافي اللامع الذي يشكل سطح مقلة العين، وتوجد ثلاث طبقات في القرنية جميعها خلايا جلدية عالية التخصص؛ الطبقة الخارجية هي الظهارة وهي طبقة رقيقة جدًا من الخلايا عادةً ما تكون بسمك (5-6) صفوف، ويوجد تحت الظهارة السدى وهي الطبقة الداعمة الرئيسية للقرنية والطبقة الأعمق هي غشاء ديسميه، ونظرًا لأن كل هذه الطبقات صافية فلا يمكن رؤيتها بدون بقع خاصة تلون خلايا معينة وتبرزها عند فحص الأنسجة تحت المجهر، ويُطلق على الاختراق أو التآكل من خلال طبقات قليلة من الظهارة الخارجية للقرنية تآكل القرنية أو تآكل القرنية.

أعراض تقرحات القرنية في القطط

قرح القرنية مؤلمة جدا؛ لذلك ليس من الصعب ملاحظة ذلك عندما تعاني منها القطط، وعندما تظهر على القطة العلامات التالية فقد حان الوقت لرؤية طبيب بيطري:

  • التحديق والحساسية للضوء الساطع.
  • احمرار العين بسبب الالتهاب.
  • القرنية الملبدة بالغيوم.
  • الفرك والخدش في العين المصابة.
  • علامات عامة على وجود مشاكل في رؤية القطة.

أنواع تقرحات القرنية

القرنية مكونة من أربع طبقات، وفي حين أن الظهارة هي الجزء الخارجي وتحمي الطبقات الداخلية من تغلغل الماء والعناصر الضارة فإن الطبقة الثانية هي الغشاء القاعدي الذي يفصل الظهارة عن الطبقة الثالثة”السدى”، والطبقة الأعمق هي البطانة، كما يتم تصنيف قرح القرنية في مجموعات مختلفة حسب الجزء المصاب من القرنية، وتشمل أنواع القرحات ما يلي:

  • القرحات السطحية تؤثر فقط على الظهارة.
  • تمر القرحات العميقة عبر الظهارة إلى السدى.
  • تتعمق القيلة الدسمة في البطانة والتي تُعرف أيضًا باسم غشاء الديسيميت؛ مما يؤدي أحيانًا إلى انثقاب العين.

أسباب تقرحات القرنية في القطط

يمكن أن يكون ظهور تقرحات القرنية في القطة نتيجة لأي من الأسباب التي لا حصر لها، وفي حين أن مستوى الضرر الذي يلحق بالعين قد يكون ضارًا مثل أي ضرر آخر إلا أنه قد يكون نتيجة لشيء تافه مثل رمش نامي، ومع ذلك في معظم الحالات  تشمل الأسباب الأكثر خطورة ما يلي:

  • العدوى بالبكتيريا والفيروسات.
  • التعرض لمواد كيميائية ضارة.
  • الإصابات التي لحقت بالقط أثناء القتال أو اللعب.
  • العين الجافة.
  • شلل أعصاب الوجه.
  • إذا كانت القطة صغيرة، فهي هدف سهل لفيروس الهربس السنوري، وقد يؤثر الفيروس على القطة طوال حياتها من خلال تكراره، ومع ذلك فإنه لا يحدث في كل حالة.

كيفية تشخيص تقرحات القرنية في القطط

إذا كانت القطة تعاني من مشكلة بسبب تقرحات القرنية فإن أفضل خطوة يجب اتخاذها هي فحصها، وعادةً يقوم الطبيب البيطري بمراقبة العين المصابة بمساعدة صبغة الفلورسين، ويتم تأكيد وجود الحالة من خلال لون مخضر على الجزء المصاب من العين، ويحدث التلوين بسبب ارتباط الفلورسين بالأنسجة المتقرحة، كما أنّ غشاء الديسيميت لا يمتص الصبغة، وإذا تم استخدام صبغة الفلورسين ستكشف الحالة عن وجودها من خلال حدود خضراء ودائرة مظلمة.

ولتحديد ما إذا كانت المشكلة ناتجة عن شلل العصب الوجهي يتم تحليل وظيفة أعصاب الوجه، ويعد اختبار شيرمر ضروريًا في حالة جفاف العين، كما يتضمن إدخال شرائط ورقية في العين لتحديد ما إذا كانت كمية الدموع الناتجة كافية لإبقاء العين رطبة.

كيفية علاج تقرحات القرنية في القطط

تعتبر خطورة الحالة من أهم الاعتبارات أثناء علاج قرحة القرنية، ومن أهم الأهداف تخفيف الآلام والوقاية من انتشار العدوى الفطرية أو البكتيرية والسيطرة على الالتهاب، ومع ذلك تتطلب أنواع مختلفة من الحالة مستويات مختلفة من الاهتمام والعلاج، كما تعتمد إعادة العين إلى طبيعتها السابقة على شدة القرحة والعلاج المقدم، وتشمل العلاجات ما يلي:

  • العلاج بالمضادات الحيوية: عادةً ما يتم إعطاء المضادات الحيوية في حالات تقرحات القرنية السطحية، كما أنها تساعد في تقليل معاناة القطة من الألم ووقف أي تقلصات للعضلات الهدبية بالإضافة إلى حماية العين المصابة من الالتهابات، ومع ذلك يجب تذكر استخدام المضادات الحيوية بما في ذلك الأتروبين؛ فقد يقلل من إنتاج الدموع وبالتالي يؤثر سلبًا على عملية الشفاء، وفي حين أن القرحة السطحية تتطلب عادةً فترة لا تزيد عن أسبوع للشفاء فإن القطط التي تعاني من فيروس الهربس يجب أن توضع على الأدوية بشكل دائم بسبب تكرار الحالة.
  • العلاج الجراحي: في حالة إصابة القطة بقرح أعمق بعد الطبقة اللحمية، فقد يكون من الضروري اتخاذ إجراءات أكثر تعقيدًا بما في ذلك خياطة القرنية وزرع القرنية والطعوم والعدسات اللاصقة، وبصرف النظر عن توفير الدعم الهيكلي فإن العلاج الجراحي مهم في إصلاح القرنية واستعادة وظائفها الطبيعية، كما أنّ السدائل الملتحمة على سبيل المثال مفيدة في إمداد القرنية بالدم على الفور وتساعد في توفير المتطلبات الهامة للشفاء.
  • يجب الأخذ في الاعتبار أن تكون هناك طريقة لتزويد القرنية بالدم حتى تكون فعالة تمامًا، وبالإضافة إلى ذلك يجب وضع مرهم مضاد حيوي على العين لمدة 10 أيام على الأقل بعد الجراحة (ثلاث إلى أربع مرات كل يوم)، وبعد أسبوعين يجب أن تكون السديلة ملتصقة بالقرنية.

الشفاء من تقرحات القرنية في القطط

حتى مع وجود تقرحات سطحية تحتاج القطة إلى اهتمام متكرر ومتسق من الطبيب البيطري، وبعضها عنيد جدًا بحيث يتعذر شفاؤه خلال فترة قصيرة كما هو متوقع، وفي هذه الحالة يجب إزالة الأنسجة الميتة للسماح بنمو أنسجة جديدة، ونظرًا لوجود القشط يجب وضع القطة تحت التخدير، ما يجب تذكر أن وضع المراهم يجب أن يكون متكررًا، وفي حالة تقرحات القرنية الناتجة عن جفاف العين يمكن إمداد القطة بالدموع الاصطناعية، وبالإضافة إلى ذلك يجب إخضاعها للمراقبة الدقيقة للتأكد من أنها لا تخلب العين المعالجة أو تعرضها للأذى، وإذا لم تلتئم العين بعد أسبوعين فقد حان الوقت للنظر في طرق العلاج البديلة.


شارك المقالة: