سحلية السياج الشرقي وصغارها

اقرأ في هذا المقال


سحلية السياج الشرقي (Eastern Fence Lizard) هي سحلية شوكية شائعة توجد في جميع أنحاء شرق الولايات المتحدة والمكسيك، ومن السهل التمييز بين الأنواع المحلية الأخرى من خلال مظهرها، فالمقاييس الخشنة والشوكية والنمط الظهري المميز والعلامات الزرقاء الساطعة هي خصائص منبهة يمكن التعرف عليها بسهولة، وهذه الزواحف لها علاقة إيجابية بشكل عام مع البشر، حيث يأكلون مجموعة متنوعة من الحشرات والعناكب، ويمكن أن يساعد ذلك في السيطرة على تجمعات الآفات المزعجة.

المظهر

إنّها زواحف صغيرة إلى متوسطة الحجم ذات أشواك خشنة المظهر، وتنقلب الحراشف على الجانب الظهري، ولون الجسم بني إلى رمادي مع بعض الاختلافات بين الجنسين، ولديهم نمط يشبه الموجة السوداء على الجانب العلوي من الجسم، ويكون هذا النمط أكثر وضوحًا عند الإناث وقد يبدو أنّ الذكور أكثر صلابة، والذكور لديهم لون أزرق فاتح على الحلق والبطن، وقد يكون لدى الإناث أيضًا بعض اللون الأزرق، ولكنه خافت جدًا إذا كان مرئيًا على الإطلاق، وبطن السحلية أبيض بشكل أساسي مع بعض النقاط السوداء، وهذه السحالي صغيرة إلى حد ما وتنمو بشكل عام إلى ما بين أربع إلى سبع بوصات ويبلغ متوسط ​​وزنها 15 جرامًا ومتوسط ​​الوزن يساوي تقريبًا ستة بنسات.

الموطن

يعيش هذا النوع من السحالي مع صغاره في أمريكا الشمالية، كما توجد في الولايات المتحدة والمكسيك، ففي الولايات المتحدة توجد في الغالب في الجزء الشرقي من البلاد، وتم تسجيله في واشنطن العاصمة.

تعيش جميع الأنواع الفرعية من سحلية السياج الشرقي ضمن نفس النطاق، والمناخ في موطنها معتدل إلى شبه استوائي، ونظرًا لأنّه يحتاج إلى موطن أرضي فإنّه يتواجد بشكل شائع في غابات الصنوبر، ولكنه موجود أيضًا في الغابات الأخرى والأراضي العشبية والشجيرات والمناطق الصخرية، كما أنّها تسكن الموائل الاصطناعية مثل الحدائق والمراعي الريفية.

غالبًا ما تتم ملاحظة هذه السحالي على الأشجار في موطنها، ويستمتعون بالتشمس على الأسوار والهياكل الأخرى مثل جذوع الأشجار وأكوام الفرشاة والصخور وعلى الأرض، ويبلغ حجم أراضيها عادةً حوالي 154 إلى 200 قدم مربع (47 إلى 61 مترًا مربعًا)، وقد يكون للمنطقة نطاق أوسع عندما يكون هناك إمدادات غذائية وفيرة، ولا تهاجر سحالي السياج الشرقي، ومع ذلك فإنّهم يفعلون السبات في الشتاء، وقد لا يقضون كل الوقت محفورًا في الأرض، وسوف يخرجون من حين لآخر للاستمتاع بأشعة الشمس في الأيام الدافئة.

التكاثر والصغار

موسم تزاوج سحالي السياج الشرقي يحدث بين أبريل وأغسطس، ولجذب رفيق يقوم الذكور ببعض السلوكيات التي يتم استخدامها أيضًا عند الدفاع عن أراضيهم، وسوف يظهرون بطنهم الأزرق لجذب انتباه الإناث والقيام بتمارين الضغط والبوب ​​للرأس، ويتم تنفيذ تمارين الضغط والبوب ​​على فترات من أربع إلى خمس ثوانٍ في المرة الواحدة، ولديهم أيضًا غدد تفرز الفيرومونات لإغراء الإناث للتزاوج معها.

يتزاوج الذكر مع أكثر من أنثى خلال موسم التكاثر وهذا السلوك الجنسي يسمى تعدد الزوجات، وتلد الإناث ما بين ثلاث إلى 16 بيضة في الربيع، وتستمر فترة الحمل ما بين ثمانية إلى عشرة أسابيع، وعادة ما يكون لدى الإناث الشابات قابض واحد فقط كل عام بينما قد يكون لدى الفتيات الأكبر سنًا ما يصل إلى أربعة، ويفقس البيض في الصيف، ويسمى الطفل السحلية بالفقس.

يبلغ طول الطفل حوالي بوصة ونصف إلى بوصتين وربع بوصة عندما يترك البيضة، كما إنّها تشبه إلى حد كبير أنثى سحلية السياج الشرقي ولكنها أصغر حجمًا وباهتة، وكونه مبكرا يمكن للطفل أن يرى ويمشي على الفور، والصغار مستقلون ولا يتلقون رعاية أبوية لهم، وسوف تنمو الفقس إلى حجمها الكامل بحلول الوقت الذي تصل فيه إلى عام واحد من العمر، والعمر الفعلي لهذه الزواحف غير معروف، ويعتقد العلماء أنّ العمر الافتراضي يتراوح بين سنتين وخمس سنوات على الرغم من أنّه قد يكون عدة سنوات، ويقترحون أيضًا أن العمر قد يكون أطول في الأسر ولكن لم يتم إثبات ذلك بعد.

لا يوجد عدد دقيق للسكان لسحلية السياج الشرقي، فهناك حاجة إلى مزيد من البحث لتحديد إجمالي دقيق، ووفقًا لاتحاد العالمي للحفاظ على البيئة (International Union for Conservation of Nature – IUCN) يقدر عدد البالغين في العالم بأكثر من 1،000،000، والسكان مستقرون ومزدهرون، ويظلون في الفئة الأقل قلقًا.

النظام الغذائي

تأكل سحالي السياج الشرقي وصغارها الحشرات بشكل رئيسي، كما أنّها تأكل مفصليات الأرجل والعناكب وأنواع أخرى من اللافقاريات، وتشمل بعض الأنواع التي تأكلها هذه السحالي النمل والعناكب والخنافس والعث والجنادب والخنافس وأحيانًا القواقع، ويمكنهم أيضًا تناول وجبة خفيفة من كمية صغيرة من المواد النباتية مثل الإبرة وعشب الغش.

المفترسات والتهديدات

هذه السحالي وصغارها من الحيوانات آكلة اللحوم ولها نظام غذائي آكل للحشرات في المقام الأول، وعادة ما يتغذون مرتين في اليوم في الصباح وبداية المساء، كما إنّهم يعتبرون مفترسين يجلسون وينتظرون وسوف يتكاسلون ويراقبون الفريسة التي تقترب، وعندما تكون الفريسة قريبة بما فيه الكفاية سوف ينتهزونها ويستمتعون بوجبتهم، ومن المعروف أنّ الإناث يأكلن أكثر من كمية نظامهن الغذائي المعتاد خلال فصل الربيع لتعزيز طاقتهن في تحضير البيض.

بخلاف الحيوانات المفترسة الطبيعية لا يواجهون العديد من التهديدات، ولديهم حيوان مفترس مثير للاهتمام لا يتوقعه الكثيرون، فالنمل الأحمر الغازي له سم سام لهذه السحالي ولصغارها، ويمكن أن تكون لدغتهم قاتلة لسحلية السياج الشرقي، وهذه النمل ليست أصلية في المنطقة وتم استيرادها من أماكن أخرى، والتهديدات من البشر ليست قضية رئيسية بالنسبة لهذا النوع، ويعد فقدان الموائل وتدميرها عاملاً مهمًا على الرغم من أنّه ليس عاملاً مهمًا في هذا الوقت.

يمكن أن يكون الطقس القاسي مثل الفيضانات ضارًا بالبيض والصغار، وقد تصبح هذه السحالي أهدافًا للطفيليات مثل البق الأحمر والذباب والتي يمكن أن تكون ضارة جدًا بصحتهم، وهذا النوع مزدهر وهو الأقل أهمية في القائمة الحمراء للـ (IUCN)، ولا توجد جهود حالية حالية لهذا النوع لأنها لا تعتبر ضرورية، كما تعتبر الثعابين مثل أفواه القطن وثعابين الفئران والمتسابقين الزرقاء من الحيوانات المفترسة الشائعة لسحلية السياج الشرقي ولصغارها، كما أنّها تؤكل بانتظام من قبل الطيور والسحالي الكبيرة والقطط.

الخصائص السلوكية

تتميز سحالي السياج الشرقي بتلوين غامض يساعد على تمويهها في بيئتها، ويمكن أن تنسجم بسهولة مع لحاء الشجرة، ويعتمدون على سرعتهم وخفة حركتهم للهروب من الحيوانات المفترسة وعادة ما يصعدون شجرة ويختبئون في الجانب الآخر، وإذا تم الاستيلاء عليها من الذيل يمكن أن تنفصل الزائدة، مما يسمح للسحلية بالهروب، وسوف ينمو الذيل جزئيًا أو كليًا في الوقت المناسب.

تسمى مجموعة من السحالي صالة ولكن يمكن للمرء أن يراها في كثير من الأحيان في مجموعة بسبب طبيعتها الانفرادية، وتتكون المجموعات الصغيرة على الأرجح من زوج تزاوج خلال موسم التكاثر أو سحلية أم وصغارها، وهذه السحالي مستقرة بشكل عام وتقضي وقتًا طويلاً في الاستلقاء تحت أشعة الشمس.

المصدر: هيئة من المؤلِّفين (1999)، الموسوعة العربية العالمية (الطبعة الثانية)، الرياض، المملكة العربية السعودية: مؤسسة أعمال الموسوعة للنشر والتوزيع.ديانا أبي عبود عيسى (2003)، حياة الحيوانات (الطبعة الأولى)، بيروت: دار المجاني.أميرة عبداللطيف (1-3-2014)، "الأهمية الاقتصادية للحيوانات البرية ومنتجاتها في أفريقيا حالة خاصة السودان"، جامعة السودان، اطّلع عليه بتاريخ 18-10-2016.فادية كنهوش (2007)، أطلس الحيوانات (الطبعة الأولى)، حلب: دار ربيع.


شارك المقالة: