سلحفاة غوفر وصغارها

اقرأ في هذا المقال


سلحفاة غوفر (Gopher Tortoise) حيوان مثير للاهتمام حيث إنّه مسكن للأرض ويقضي معظم وقته تحت الأرض في الجحور، والأطراف الأمامية مصممة لحفر هذه الجحور والقيام بعمل ممتاز في أعمال الحفر، كما إنّه سلحفاة ولاية فلوريدا.

مظهر سلحفاة غوفر

سلحفاة غوفر مثل جميع أنواع السلاحف لها قشرة خارجية صلبة، والجزء العلوي من القشرة عبارة عن درع والقشرة السفلية عبارة عن درع، ودرعها الصلب عادة ما يكون بني فاتح إلى بني غامق اللون، والدرع له صبغة صفراء صامتة، والجلد بني رمادي وجلدي وله قشور.

تزن سلحفاة غوفر عمومًا ما بين ثمانية إلى 15 رطلاً، ومتوسط ​​الوزن يساوي تقريبًا نصف وزن كرة بولينج كاملة.، وتسعة إلى 11 بوصة هو متوسط ​​طول هذا الحيوان ولكن يصل بعضها إلى 15 بوصة، وغالبًا ما تكون الإناث أكبر من الذكور، وفي عام 2018 تم تسجيل الرقم القياسي لأكبر عينة في عيادة إعادة تأهيل الحياة البرية (CROW) في فلوريدا، وكان رجلاً بطول درع 17.3 بوصة، وكان أيضًا الأثقل من نوعه المسجل حيث كان وزنه 33 رطلاً، ووزنه المثير للإعجاب هو حوالي نصف وزن الدلماسي.

جميع أنواع السلاحف في جنس (Gopherus) متشابهة إلى حد ما في المظهر لسلحفاة غوفر، ولديهم جميعًا أطرافًا أمامية تشبه المجرفة مصنوعة للحفر وأرجل خلفية تشبه الفيل، وسلحفاة غوفر طاردة للحرارة، وهذا يعني أنّهم من ذوات الدم البارد ولا يمكنهم تنظيم درجة حرارة أجسامهم، وبدلاً من ذلك يعتمدون على التنظيم الحراري من بيئتهم المحيطة، وتستلقي فوق سطح الأرض تحت أشعة الشمس الدافئة لرفع درجة حرارتها وتحفر في الأرض لتبرد.

موطن سلحفاة غوفر

تعود موطن السلاحف جوفر إلى جنوب شرق الولايات المتحدة في قارة أمريكا الشمالية، كما إنّهم يعيشون في فلوريدا وساوث كارولينا وجورجيا ولويزيانا والمسيسيبي، ويعيشون في مناخ رطب وشبه استوائي، ويوجد حوالي 80٪ من موطن هذا الحيوان في بيئات الصنوبر الطويلة الأوراق بما في ذلك غابات الصنوبر المسطحة وتلال الصنوبر والبلوط، والأنواع الأخرى من الموائل التي يشغلونها هي الأراضي الصخرية والأراضي العشبية والغابات والتلال الرملية والمراعي، ويمكن العثور على هذه الزواحف أحيانًا وهي ترعى في الغطاء النباتي المنخفض على الأرض، وفي معظم الأحيان يكونون بعيدًا عن الأنظار في جحورهم، وفي الواقع يقضون حوالي 19 ساعة في اليوم تحت الأرض.

جحور سلحفاة غوفر

تستخدم سلحفاة الغوفر أطرافها الأمامية مثل المجارف لحفر جحور عميقة ومتقنة، وتعتبر جحورها مهمة جدًا للنظام البيئي حيث تستفيد منها العديد من الحيوانات الأخرى، وسيقومون في بعض الأحيان بإعادة بناء الجحور القديمة التي تضررت، كما إنّهم يفضلون صنع جحورهم في التربة الرملية ولكنهم يحفرون أيضًا في التربة الطينية، ويقومون بإنشاء نفق يؤدي إلى تحت الأرض وينفتح على غرفة، ويبلغ متوسط ​​أعماق هذه الجحور ستة أقدام ونصف وطولها 15 قدمًا، وعند مدخل الجحر تشكلت الأوساخ المحفورة في كومة تسمى ساحة، وتقضي سلاحف غوفر ما يصل إلى 80٪ من حياتها داخل الجحور، وهناك فهي محمية من الحيوانات المفترسة ودرجات الحرارة القصوى والحرائق.

أكثر من 350 نوعًا تستخدم الجحور التي تصنعها السلاحف الغوفر، كما إنّها ذات أهمية كبيرة للنظام البيئي، وهذا هو السبب في أنّها يشار إليها باسم الأنواع الأساسية، فضفادع غوفر وصراصير غوفر والبوم الجحور والأفاعي والأبوسوم والراكون ليست سوى بعض الحيوانات التي تستخدم هذه الجحور.

حمية سلحفاة غوفر

تشكل الأعشاب جزءًا كبيرًا من النظام الغذائي لسلحفاة الغوفر، كما أنّه يأكل الأوراق والطحالب والفواكه والزهور وأحيانًا الحشرات.

التهديدات وسلحفاة غوفر

السلاحف غوفر وصغارها هي في المقام الأول من الحيوانات العاشبة، ومن المعروف أنّها تستهلك الحشرات أحيانًا أيضًا، كما إنّهم يبحثون عن طعامهم في النهار، والماء ليس له أهمية كبيرة بالنسبة لهم ما لم يكن هناك موسم جفاف، ونادرًا ما يشربون الماء لأنّ النباتات في نظامهم الغذائي تحتوي على ما يكفي للحفاظ عليهم، وسلاحف غوفر مهددة من قبل الحيوانات المفترسة الطبيعية وكذلك الأخطار البيئية.

هناك معدل بقاء منخفض نسبيًا لبيضهم الضعيف بسبب الحيوانات المفترسة، والطقس القاسي والتفتت والأمراض هي مخاطر لهذه الحيوانات، فيصاب البعض بمرض شائع في الجهاز التنفسي العلوي تسببه البكتيريا، ويمكن أن يقعوا أيضًا ضحية للطفيليات مثل القراد والذباب، ويشكل البشر أيضًا تهديدًا لسلاحف الغوفر، ويطاردهم البشر بغزارة قبل أن يتم حمايتهم، كما تودي حوادث المرور بحياة عدد منهم في موطنهم الأصلي، وإنّ تدمير الموائل الناجم عن التنمية الحضرية هو بلا شك أحد أكبر الآثار السلبية على السكان.

تكاثر سلحفاة غوفر والصغار

يبدأ موسم التزاوج من مارس إلى أكتوبر، وخلال هذا الوقت سيستخدم الذكور المكالمات لجذب الإناث، وسيقاتل الذكر السلاحف الذكور الأخرى بالإضافة إلى رفيقه المختار، وتظهر هذه الزواحف تعدد الزوجات، مما يعني أنّ الذكور سوف يتزاوجون مع عدة إناث بدلاً من التزاوج مع شريك واحد مدى الحياة.

فترة الحمل حوالي 90 يومًا، ويتم التعشيش بين شهري أبريل ويوليو، وتضع الإناث في المتوسط ​​من خمس إلى ثماني بيضات على الرغم من أنّ العدد يمكن أن يتراوح من بيضة واحدة إلى 25 بيضة، ويصنعون أعشاشهم في منطقة واضحة حيث تشرق الشمس وغالبًا على ساحة الجحر أو بالقرب منها، وعادة ما يكون عمق الأعشاش حوالي ستة إلى 12 بوصة في الرمال أو الأوساخ.

نظرًا لأنّ لديهم تحديد جنس يعتمد على درجة الحرارة فإنّ البيض لا يتم تحديد جنسه عند وضعه، وقبل الفقس يتم تحديد جنس الحيوان من خلال درجة حرارة التراب أو الرمل الذي يعشش فيه، ودرجات الحرارة التي تزيد عن 85 درجة فهرنهايت ستنتج أنثى وأقل من ذلك ذكر، ومن الأنواع ذات الصلة سلحفاة تكساس (Gopherus berlandieri) حيث لها طقوس تزاوج وفترة حمل تشبه سلحفاة غوفر، ويدخل الذكر في مشاجرة جسدية مع الأنثى حيث يضربها ويعضها، والأنثى لديها أيضا فترة حمل مماثلة لتلك التي من سلحفاة غوفر ويستمر ما بين 88 و 118 يومًا.

تسمى السلاحف الصغيرة غوفر حديثي الولادة، وبعد فترة من أيام قليلة يتم امتصاص كيس الصفار ويعتبر الطفل بعد ذلك فقسًا، وبعد هذا الانتقال سيبدأ الفقس في البحث عن الطعام مثل السلاحف القديمة، والفقس لديها أصداف ناعمة وبالتالي فهي أكثر عرضة للحيوانات المفترسة، ولا توفر السلاحف غوفر أي رعاية أبوية للطفل.

يبلغ متوسط ​​عمر هذه الحيوانات حوالي 40 إلى 60 عامًا، ويقترح أنّه يمكنهم العيش لفترة أطول في الأسر، ويبلغ سن الرشد ما بين 10 و 21 عامًا للإناث ومن 9 إلى 12 عامًا للذكور، وأقدم سلحفاة غوفر مسجلة هي ذكر اسمه جوس، ويقيم في متحف التاريخ الطبيعي في نوفا سكوشا، وبلغ جوس 99 عامًا في أغسطس 2021، ويقدر العلماء أن هناك حوالي 700000 سلحفاة غوفر متبقية في البرية، وجزء كبير منهم يحتل فلوريدا، وعدد السكان آخذ في الانخفاض، وبين القرن التاسع عشر والتسعينيات انخفض عدد السكان بنسبة هائلة بلغت 80٪، وعلى الرغم من وجود ضغط لإعادة تصنيفهم على أنّهم معرضون للخطر، إلّا أنّهم لا يزالون مصنفين على أنّهم معرضون للخطر في هذا الوقت.

سلحفاة غوفر والافتراس

يتم افتراس سلاحف غوفر البالغة من قبل عدد من الحيوانات المفترسة الطبيعية، وبعض الأنواع التي تأكل هذه السلاحف تشمل الصقور والنسور والراكون والذئاب والقطط والخنازير البرية والقطط والكلاب الأليفة، ويتم أيضًا تناول البيض والولدان والفقس من قبل أنواع إضافية مثل الثعلب الرمادي الشائع والظربان والمدرعات والأبوسوم، ويتم افتراسها أيضًا من قبل عدد من أنواع الثعابين بما في ذلك الأفاعي الجرسية والأفاعي الملوك الشائعة وقطن فلوريدا والماس الشرقي وأكثر من ذلك.

سلحفاة غوفر وحالة الحفظ

سلاحف غوفر مدرجة على أنّها ضعيفة في القائمة الحمراء للاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة (IUCN – International Union for Conservation of Nature)، كما إنّهم معرضون لخطر التعرض للخطر في المستقبل القريب، وهي مدرجة أيضًا في اتفاقية التجارة الدولية في الأنواع المهددة بالانقراض من الحيوانات والنباتات البرية (CITES) الملحق الثاني، وتحتوي هذه الفئة على أنواع لا تواجه الانقراض حاليًا.

ومع ذلك فهي من الأنواع التي تحتاج إلى السيطرة على تجارتها لمنع زوالها، وحاليًا هم محميون بموجب قانون فلوريدا، كما أنّهم يتلقون الحماية من خلال لجنة فلوريدا للأسماك والحياة البرية وخدمة الأسماك والحياة البرية الأمريكية، ومن غير القانوني أن يكون لديك سلحفاة غوفر كحيوان أليف وكذلك التعامل معها أو إلحاق الضرر بها.

المصدر: هيئة من المؤلِّفين (1999)، الموسوعة العربية العالمية (الطبعة الثانية)، الرياض، المملكة العربية السعودية: مؤسسة أعمال الموسوعة للنشر والتوزيع.ديانا أبي عبود عيسى (2003)، حياة الحيوانات (الطبعة الأولى)، بيروت: دار المجاني.أميرة عبداللطيف (1-3-2014)، "الأهمية الاقتصادية للحيوانات البرية ومنتجاتها في أفريقيا حالة خاصة السودان"، جامعة السودان، اطّلع عليه بتاريخ 18-10-2016.فادية كنهوش (2007)، أطلس الحيوانات (الطبعة الأولى)، حلب: دار ربيع.


شارك المقالة: