فيروس جدري القرود

اقرأ في هذا المقال


إن فيروس جدري القرود نوع من أنواع الفيروسات الجدرية، وهو فيروس يُصيب الحيوانات مثل القرود، ويمكن أن ينتقل إلى الإنسان، ويُسبب مرض جدري القرود.

ما هو فيروس جدري القرود

  • فيروس جدري القرود (Monkeypox Virus): هو أحد أنواع الفيروسات التي تُسبب مرض الجدري ويسمى مرض جدري القرود، ويعتبر هذا الفيروس من الفيروسات المغلفة التي تمتلك الغلاف، ويكون ذو شكل بيضاوي، ومكون من الحمض النووي منقوص الأكسجين.

تركيب فيروس جدري القرود

يتكون فيروس جدري القرود من:

  • تكون الغلاف والكابسيد لفيروس جدري القرود من طبقة معقدة من البروتينات والدهون.
  • تتكون المادة الوراثية لفيروس جدري القرود من جينوم مكون من الحمض النووي منقوص الأكسجين، ذو شكل خطي وثنائي السلسلة.

خصائص فيروس جدري القرود

يمتلك فيروس جدري القرود العديد من الخصائص، وهذه الخصائص:

  • يندرج فيروس جدري القرود تحت عائلة الفيروسات الجدرية (Poxviruses)، وجنس فيروسات الأورثو الجدرية (Orthopoxvirus)، والاسم العلمي له هو Monkeypox Virus.
  • يكون الجينوم لفيروس جدري القرود خطي وثنائي السلسلة من الحمض النووي منقوص الأكسجين، مع وجود نهايات مغلقة تساهمياً؛ أي لا يوجد نهايات حرة 3 أو 5، ويبلغ حجم الجينوم 200 كيلو بايت، ويقوم بتشفير حوالي 200 بروتين.
  • يحتوي الجينوم على 10 كيلو بايت متكرر طرفي معكوس (ITR) في كل نهاية، وتتراكم الجينات بشكل وثيق في المناطق الجينية التي تزيد عن 100 نقطة أساس نادرة.
  • تقوم المنطقة المحفوظة المركزية في الجينوم بتشفير جينات المشاركة في النسخ والتكرار وتجميع الفيريونات.
  • تختلف الجينات المشفرة في المناطق الطرفية لفيروس جدري القرود والفيروسات الجدرية الأخرى؛ باختلاف ترميز البروتينات المشاركة في نطاق العائل، والتسبب في المرض.
  • يتكاثر فيروس جدري القرود في سيتوبلازم الخلية المصابة.
  • يتواجد فيروس جدري القرود في القرود، ويوجد الفيروس في الفئران من نوع Cricetomys gambianus ونوع (Graphiurus spp، والسناجب الأفريقية مثل Heliosciurus و Funisciurus، ويعتقد أن القوارض هي الخزان الرئيسي لهذا الفيروس وليس القرود.
  • يوجد سلالتين من فيروس جدري القرود احدهما توجد في الكونغو، والأخرى توجد في غرب إفريقيا، وتُعتبر سلالة فيروس جدري القرود في الكونغو الأصعب.
  • تم العثور على فيروس جدري القرود في لأول مرة في طفل عمره 9 سنوات في جمهورية الكونغو الديمقراطية عام 1970، ثم عاد للظهور مرة أخرى في عام 1981 و1987 و1996 في جمهورية الكونغو، ثم انتشر لغرب ووسط إفريقيا وبقي محصوراً فيها، ولكن في عام 2003 حدث تفشي له في الولايات المتحدة بسبب استيراد قوارض مريضة من غانا أصاب الكلاب أدت إلى نقل الفيروس للبشر، ثم انتقل فيروس جدري القرود إلى المملكة المتحدة عام 2018، ثم انتقل إلى سنغافورة وغيرها، وفي عام 2019 و2021 عاد الفيروس للظهور من جديد في المملكة المتحدة، وفي مايو 2022 عاد المرض من جديد في المملكة المتحدة.

دورة حياة فيروس جدري القرود

تكون دورة حياة فيروس جدري القرود على النحو الآتي:

1- مرحلة الارتباط والدخول لفيروس جدري القرود

يؤدي ارتباط البروتينات الفيروسية مع مستقبلات الخلية المستهدفة عن الجليكوزامينوجليكان (GAGs) إلى التداخل الخلوي للفيروس في تلك الخلية، والاندماج مع غشاء البلازما لتحرير الحمض النووي في السيتوبلازم.

2- مرحلة النسخ والتكرار لفيروس جدري القرود

تمر عملية النسخ والتكرار لهذا الفيروس بثلاث مراحل وهي: المرحلة المبكرة حيث يتم نسخ الجينات المبكرة في السيتوبلازم بواسطة بوليميرايز الحمض النووي الريبي الفيروسي، ويبدأ التعبير المبكر، ويصبح الجينوم الفيروسي الآن حراً في السيتوبلازم، والمرحلة المتوسطة حيث يتم التعبير عن الجينات الوسيطة، مما يؤدي إلى تكرار الحمض النووي الجيني، والمرحلة المتأخرة حيث يتم التعبير عن الجينات المتأخرة، مما ينتج عن ذلك جميع البروتينات بنائية.

3- مرحلة التجميع والخروج لفيروس جدري القرود

يبدأ تجميع النسخ الفيروسية في المصانع الفيروسية السيتوبلازمية، مما ينتج عنه جسيم كروي غير ناضج، وينضج جسيم الفيروس إلى فيريون ناضج داخل الخلايا على شكل قرميد، ثم يتم إطلاق الفيريون IMV عن تحلل الخلية.

أهم ما يجيب معرفته عن فيروس جدري القرود

  • إن مرض جدري القرود هو عبارة عن عدوى فيروسية تظهر بعد أسبوع أو أسبوعين من التعرض للحمى وأعراض أخرى غير محددة، ثم ينتج عنها طفح جلدي مع ظهور بثور، ويمكن أن تستمر لأسبوعين قبل أن تزول عادة.
  • تشمل الأعراض المبكرة لفيروس جدري القرود الصداع وآلام العضلات والحمى والتعب، وقد تظهر في البداية مثل الأنفلونزا، ويمكن أن يشبه أعراضه مع أعراض فيروس جدري الماء وفيروس الحصبة وفيروس الجدري، ولكنه يتميز بوجود غدد منتفخة، والتي تظهر بشكل مميز خلف الأذن وأسفل الفك في الرقبة أو في الفخذ، ويكون ذلك قبل ظهور الطفح الجلدي، ثم تظهر الآفات الجلدية بشكل مميز على الوجه قبل أن تظهر في مكان آخر مثل راحتي اليدين وباطن القدمين.
  • تبدأ الآفات الجلدية بالظهور كبقع صغيرة مسطحة، قبل أن تتحول إلى نتوءات صغيرة تملأ بعد ذلك بسائل صافي في البداية ثم سائل أصفر، ثم ينفجر ويتقشر بعد ذلك.، وقد يكون هناك عدد قليل من الآفات أو عدة آلاف، وأحياناً تندمج لتنتج آفات كبيرة.
  • يكون فيروس جدري القرود أكثر حدة في الأطفال، وقد يُسبب مضاعفات ثانوية مثل الالتهاب الرئوي والتهاب الدماغ وفقدان البصر، وقد يُسبب تشوهات خلقية إذا حدثت العدوى أثناء الحمل.
  • ينتقل فيروس جدري القرود من حيوان مصاب مثل القرود والقوارض وغيرها للإنسان من خلال الاتصال الوثيق بين الحيوان والإنسان؛ وعن طريق عض أو خدش الحيوان للإنسان؛ فيمكن أن يدخل الفيروس جسم الإنسان من خلال الجلد المجروح أو الجهاز التنفسي أو الأغشية المخاطية للعين أو الأنف أو الفم.
  • ينتقل فيروس جدري القرود من إنسان إلى آخر من خلال الاتصال الوثيق مع شخص مصاب، أو الاتصال المباشر بسوائل الجسم  أو مادة الآفة، والاتصال غير المباشر بمادة الآفة مثل الفراش الملوث، كما يمكن أن ينتقل عن طريق الاتصال الجنسي، ويكون أفراد الأسرة وطاقم المستشفى معرضين بشكل خاص لخطر الإصابة بالعدوى به.
  • تختلف العلامات والأعراض لدى الحيوانات باختلاف نوع الحيوان، فمثلاً ظهرت أعراض خفيفة على الجرذان المصابة بفيروس جدر القرود  في غامبيا، بينما أصيبت كلاب البراري المصابة في الولايات المتحدة بالحمى والسعال والتهاب العيون وسوء التغذية والطفح الجلدي، وتصاب القرود بمشاكل في التنفس، وتورم في الوجه، وتقرحات في الفم وتورم في الغدد، وتظهر الأعراض في الأرانب والقوارض الحمى والسعال وسيلان الأنف والتهاب العيون وتورم الغدد، ثم تتطور لديها نتوءات صغيرة تمتلئ بسائل أصفر، وقد تحتوي على بقع من تساقط الشعر والتهاب رئوي.
  • ينتشر فيروس جدري بين الحيوانات عن طريق البراز الفموي وعن طريق الأنف، وذلك من خلال الجروح وأكل اللحوم المصابة، وتزداد احتمالية الموت في صغار القرود.
  • يتم علاج فيروس جدري القرود عن طريق استخدام خافضات الحرارة وتوازن السوائل والأكسجين، واستخدام أدوية فيروسات الجدري والأدوية المضادة للفيروسات مثل التيكوفيرمات وبرينكيدوفوفير، واستخدام المضادات الحيوية مثل الأسيكلوفير.
  • يتم تشخيص فيروس جدري القرود عن طريق أخذ عينات الدم والآفات الجلدية، وذلك باستخدام فحص PCR، وتُعتبر العينات الجلدية أدق من عينات الدم في التشخيص.
  • قد تترك الآفات الجلدية بسبب فيروس جدري القرود علامات شاحبة قبل أن تصبح ندوباً أغمق بعد عملية الشفاء.
  • لا يُعتبر فيروس جدري القرود خطراً، وتتراوح نسبة الوفيات من من 0٪ إلى 11٪، ويعتمد ذلك على نوع سلالة فيروس جدري القرود والموقع في العالم ومناعة المصاب والعمر؛ إذ تبلغ نسبة الوفيات  3.6٪ في غرب أفريقيا، و 10.6٪ في وسط أفريقيا، وتحدث معظم الوفيات المبلغ عنها بين الأطفال الصغار والأشخاص المصابين بضعف أو نقص في المناعة.

شارك المقالة: