اقرأ في هذا المقال
كلوستريديوم بيليفورم (Clostridium Piliforme) هي بكتيريا صغيرة يمكن أن تصيب معظم الثدييات، وهي قادرة على الحركة ولها زوائد تشبه السوط، ولكي تعيش يجب أن تتواجد في الأنسجة الخلوية، كما تطلق هذه البكتيريا جراثيم لتنتشر إلى أشكال حياة جديدة، ويمكن أن تعيش هذه الجراثيم لأكثر من عام في البيئة المناسبة، ويمكن أن تتحمل حرارة تصل إلى 60 درجة مئوية (140 درجة فهرنهايت) لمدة تصل إلى 30 دقيقة، وفي حين أن هذه البكتيريا نادرًا ما توجد في القطط إلا أنها يمكن أن تسبب متلازمة معوية كبدية (تؤثر على دوران إفرازات الكبد) تسمى “مرض تايزر”.
مرض تايزر في القطط
مرض تايزر في القطط هو عدوى بكتيرية خطيرة تلتقطها القطط في الغالب من خلال التعرض للبراز المصاب أو عن طريق تناول الطعام والماء الملوثين، وينتشر هذا المرض من الأمعاء إلى الكبد ثم إلى القلب، ويمكن أن تصبح هذه الحالة مهددة للحياة بأسرع ما يمكن في غضون (12 إلى 24) ساعة، وبشكل عام القطط الأصغر سنًا أكثر عرضة للإصابة بالمرض، وإذا لوحظ علامات تدل على أن القطة قد تعاني من عدوى بكتيرية فيجب استشارة الطبيب البيطري للحصول على التشخيص المناسب ومسار العلاج؛ حيث يمكن أن يؤدي مرض تايزر في القطط إلى مجموعة واسعة من الأعراض؛ مثل فقدان الشهية وانخفاض درجة حرارة الجسم والحمىوالإسهال وانتفاخ البطن وقد يتصرف القط بشكل كسول جدا.
يحدث مرض تايزر في أغلب الأحيان في القطط الصغيرة التي تتمتع بصحة جيدة والتي تتغذى على نظام غذائي غني بالبروتين؛ حيث أنّ القطط التي لديها جهاز مناعة مكبوت أو التي تمر بفترة من التوتر تكون أكثر عرضة للإصابة، كما أنّ هذا المرض له بداية حادة وبدون رعاية داعمة قد تموت القطة المصابة في غضون 48 ساعة، وفي بعض الحالات تنتج البكتيريا أيضًا سمًا ضارًا بالجسم، وستكون العدوى أكثر شدة إذا كان السم موجودًا، كما تنتقل البكتيريا أولاً إلى القناة المعوية ومن هناك ستنتشر العدوى إلى الكبد ثم إلى قلب القط، كما تسبب هذه الحالة ظهور آفات في الكبد والأمعاء؛ مما يؤدي إلى قتل الأنسجة حول التآكل.
عند ملاحظة أن القطة قد أصيبت بمرض تايزر بسبب ظهور الأعراض، يجب عرضها على طبيب بيطري لإجراء فحص بدني كامل، مع مجموعة كاملة من الاختبارات المعملية للتأكد من المرض، ويمكن أن تكون مراقبة مستوى إنزيمات الكبد أمرًا بالغ الأهمية عندما يتعلق الأمر بتشكيل التشخيص، ولكن للأسف لا يوجد علاج معروف لهذا المرض في القطط، ولكن عند تشخيصه سوف يوصي الطبيب البيطري بخطوات للمساعدة في تخفيف الألم والتي قد تشمل مسكنات الألم وتدابير الترطيب، أما إذا كانت القطة تكافح المرض في المنزل فمن المهم أن تظل معزولة عن أي حيوانات أخرى غير مصابة.
أعراض مرض تايزر في القطط
سوف تتطور الأعراض بسرعة في القطة المصابة، ويجب التماس العلاج في المستشفى والرعاية الداعمة فور ظهور الأعراض، وتشمل هذه الأعراض التي يجب مراقبتها ما يلي:
- فراء خفيف أو ضعيف.
- الكآبة.
- الإسهال.
- الجفاف.
- فقدان الشهية.
- انخفاض درجة حرارة الجسم.
- الحمى.
- اليرقان.
- آلام في البطن وانتفاخ.
- تضخم الكبد.
- تلطيخ البراز في منطقة الشرج.
- التشنجات أو النوبات.
- الغيبوبة.
أسباب مرض تايزر في القطط
بشكل عام يجب أن تتعرض القطة لأبواغ المطثية الشعيرية من خلال فمها حتى تصاب بالعدوى، وغالبًا ما يكون اختبار القطط المصابة بمرض تايزر إيجابيًا للالتهاب الصفاق المعدي للقطط أو فيروس اللوكيميا السنوري أو فيروس نقص المناعة لدى القطط، وتشمل جميع الأسباب المعروفة ما يلي:
- التعرض للبراز المصاب.
- تناول أو شرب الطعام أو الماء حيث توجد الجراثيم.
- مشاركة الفراش مع حيوان مصاب.
كيفية علاج مرض تايزر في القطط
بمجرد الدخول إلى العيادة البيطرية أو مستشفى للحيوانات سيُطلب من المالك ما يلي من أجل تشخيص الحالة وتوفير العلاج:
- تقديم التاريخ الطبي للقطة، كما سيتم سؤال المالك عن البيئة التي تتعرض لها القطة وما إذا كان يسمح لها بالخروج.
- بعد ذلك، سيقوم الطبيب البيطري بإجراء فحص جسدي كامل للقط وملامسة البطن ليشعر بتضخم الكبد أو الرقة أو الانتفاخ العام، كما سيتم إجراء فحص الدم، بما في ذلك فحص الدم الشامل والملف البيوكيميائي ولوحة الإلكتروليت وتحليل البول لتحديد وظائف الكبد والصحة العامة.
- إذا تم اكتشاف مستويات عالية من إنزيمات الكبد فمن المتوقع أن تكون حالة الكبد سيئة، وكلما ارتفعت المستويات ازدادت العدوى سوءًا، ويمكن إجراء اختبار تفاعل البلمرة المتسلسل (PCR) على عينة من البراز لمعرفة ما إذا كانت البكتيريا قد أثرت على الحمض النووي للقطط.
- يجب أيضًا اختبار القط بحثًا عن التهاب الصفاق المعدي للقطط (FIP) أو فيروس اللوكيميا السنوري (FeLV) أو فيروس نقص المناعة لدى القطط (FIV) لمعرفة ما أعاق جهاز المناعة، ويمكن استخدام بقع (Warthin-Starry أو Levaditi) الفضية على عينات الأنسجة المصابة لتأكيد وجود البكتيريا المسببة للمرض، وغالبًا ما يتم إجراء هذه الاختبارات بعد الوفاة أثناء تشريح الجثة.
- لم يتم العثور على علاج فعال تمامًا لمرض تايزر، ولكن قد تساعد بعض المضادات الحيوية في محاربة البكتيريا، بينما يبدو أن البعض الآخر يؤدي إلى تفاقم العدوى؛ حيث تم العثور على عدد قليل من أنواع معينة من المضادات الحيوية للمساعدة في محاربة عدوى بكتريا (Clostridium Piliforme) في بعض القطط، ويمكن وصف التتراسيكلين أو الإريثروميسين أو البنسلين أو الستربتومايسين إذا لوحظ استجابة إيجابية في القط.
- يمكن أيضاً أن يساعد الحفاظ على راحة القطة الجسم على محاربة الالتهابات البكتيرية، ويمكن إعطاء سائل في الوريد لترطيب القط، كما يمكن أيضًا استخدام مسكنات الألم والتحكم في درجة الحرارة لإحضار القط إلى أفضل حالة ممكنة أثناء محاربة المرض.
بشكل عام، مرض تايزر له معدل بقاء منخفض جدًا، وإذا نجت القطة من هذه العدوى فقد تُصاب بفقدان الشهية الشديد وتعاني من هزال العضلات، ومن المهم أن يقوم الطبيب البيطري بفحص جميع الحيوانات الجديدة بدقة قبل السماح لها بالدخول إلى المنزل والتفاعل مع الحيوانات الأليفة الأخرى، وإذا بدأت أي من الحيوانات في المنزل تظهر عليها أعراض مرض تايزر فيجب عزلها على الفور، كما يجب أيضًا تطهير أي أطباق طعام أو مياه لمستها قطة مصابة، وتنظيف جميع صناديق القمامة بانتظام وإزالة كل البراز والبول من الصناديق بشكل يومي؛ حيث أنّ الوقاية من مرض تايزر هي أفضل دفاع وحماية للقطة من هذا المرض؛ حيث لم يتم تطوير لقاح حتى الآن لمنع العدوى وهي قاتلة للغاية.