تعتبر الأمم المتّحدة “حقوق المرأة ومساواتها بالرجلِ”، موضوعاً من أهمِ المواضيع الذي يجب على دُول العَالم الاهتمام به؛ نظراً لارتباطه الوثيق بما يعانيه العَالم اليوم من تقهقر شاملٍ، في كلّ نواحي الحياة الاقتصاديّة والاجتماعيّة والسياسيّة، فالفقرِ الذي يُعاني منه العَالم الثالث، فإن مرجعه إلى الأميّة والجهل عند المرأة الذين يصرفانها عن العملِ والإنتاج، أيضاً يشغلانها بالإنجابِ والاهتمام بأمورِ البيت والزوج والأولاد.
تاريخ عقد المؤتمر العالميّ للمرأة 1975:
لقد عقد المؤتمر العالميّ للمرأة في عامِ 1975، خلال فترةِ الحرب الباردة أثناء النزاعات الجغرافيّة السياسيّة، القائمة على مصالحِ الولايات المتّحدة والاتحاد السوفيتي في مناطقٍ مختلفة في جميعِ أنحاء العالم، حيث قسّمت العالم إلى معسكرين حسب مَجال التأثير.
وفي هذا الوقت لقد كانت الولايات المتّحدة قد انسحبت من حربِ الفيتنام. وثمانية وأربعون نزاعاً منفصلأ عمل على إثارة الزعزعة في آسيا في عدّة مناطق، مثل الانقلاب العسكري في أفغانستان، حرب الاستقلال البنغلاديشيّة، الانقلاب الكمبودي، النظام الجديد بإندونيسيا، الحرب الأهليّة اللاروسية، أيضاً التمرّد الشيوعي في ميانمار، الحرب الباكستانية و مذابح سيرلانكا.
المؤتمر العالمي للمرأة 1975:
لقد عقد المؤتمر العالميّ للمرأة في الفترة بين 19 يونيو إلى 2 يوليو من عام 1975 ،في مدينةِ المكسيك بدولة المكسيك. وهو أوّل مؤتمر عالمي تعقده الأمم المتّحدة؛ للتركيزِ فقط على قضايا المرأة، قد كان بمثابةِ نقطة تحوّل في توجيهاتِ السياسة العامّة. وبعد هذا المؤتمر، لقد تمّ اعتبار النساء جزءاً من عمليةِ تطوير وتنفيذ السياسات، بدلاً من اعتبارهم كمتلقيّات المساعدة.
ويعتبر المؤتمر العالمي للمرأة، هو أحد فعاليات التي عقدت من أجل السنة الدوليّة للمرأة، الذي أفضى إلى إنشاءِ كلّ من عقد الأمم المتّحدة للمرأة، أيضاً مؤتمرات المتابعة لتقييمِ التقدّم المحرز في القضاء على التمميز ضدّ المرأة وتحقيقِ المساواة. ولقد تمّ اعتماد وثيقتين من وقائعِ المُؤتمر، هما: خطّة العمل العالميّة التي قدمت أهدافٍ محددة؛ حتى تقوم الدّول بتنفيذها لتحسينِ أوضاع المرأة، أيضاً إعلان المكسيك بشأنِ مساواة المرأة ومساهمتها في التنميّة والسّلم، الذي ناقش كيف أثرت السياسات الخَارجيّة للدّول على النساء.
كما أنه أفضى إلى تأسيسِ معهد الأمم المتَّحدة الدوليّ، للبحثِ والتدريب من أجلِ النهوض بالمرأة؛ لرصّد أوجه التحسّن إزاء القضايا المَطروحة، حيث تمَّ إنشاء صندوق الأمم المتَّحدة الإنمائي للمرأة لتمويلِ البرامج التنمويّة. حيث كان هذا المؤتمر هو المُناسبة الأولى، التي قد تكلل فيها اجتماعِ المنبر الموازي بالنجاحِ، في تقديمِ مساهمات في الاجتماع الرسميّ، أيضاً أصبح حافزاً لتكوينِ جمعيات نسائيّة في جميع أنحاءِ العَالم.