يعد في عالم التجسس هو عميل يعمل داخل دولة أجنبية لمدة طويلة من الوقت، حيث تعرف قاعدة العمليات داخل بلد أجنبي والتي قد يتصل بها جاسوس مقيم باسم محطة باللغة الإنجليزية، لذلك ما تسميه الولايات المتحدة رئيس المحطة أي رئيس الجاسوس.
يعد التجسس عملية الحصول على المعلومات التي لا تتوافر عادة للجمهور، وهي من الأنواع والمسارات الملتوية في الحروب الحديثة والقديمة إضافة إلى كونها كمين و “خطر داهم” على طرفي الحرب، أما الجاساوس هو الشخص الذي يعمل في الخفاء أو تحت شعار كاذب من أجل الحصول على معلومات عن العمليات العسكرية لدولة محاربة بهدف إيصالها للعدو، حيث يعملون في أوقات الحرب والسلم والحصول على المعلومات لتعزيزها أمام الدولة التي يتجسسون لصالحها.
أنواع الجواسيس المتمركزين:
في الاتحاد السوفييتي السابق والتسميات الروسية كان هناك نوعان من الجواسيس المقيمين: جاسوس مقيم قانوني وجاسوس غير قانوني، ففي اللغة الأمريكية يكون التمييز نفسه بين “الغطاء الرسمي” و “الغطاء غير الرسمي”.
يقوم الجاسوس المتمركز بالعمل بشكل قانوني في دولة أجنبية تحت رداء رسمي مثل: سفارة بلاده ويعد عضو رسمي في الطاقم القنصلي مثل: الملحق التجاري أو الثقافي أو العسكري، حيث يتسم بحصانة دبلوماسية من الملاحقة القضائية ولا يمكن للدولة المضيفة اعتقاله إذا اشتبه في قيامه بالتجسس، أيضاً يمكن للدولة المضيفة طرد مثل هذا الشخص ومطالبتهم بالعودة إلى وطنهم كشخص غير مرغوب فيه.
إن الجاسوس المتمركز غير القانوني يعمل تحت رداء غير رسمي ولا يمكنهم المطالبة بالحصانة من الملاحقة القضائية عند القبض عليهم، قد يعملون تحت اسم مزيف ولديهم وثائق يزعم أنها تثبت أنهم من مواطني الدولة أو من بلد مختلف عن البلد الذي يتجسسون لصالحه.
من الأمثلة على هؤلاء المخالفين للقانون رودولف أبيل الذي عمل في الولايات المتحدة وزعم جوردون لونسديل المولود في روسيا أنه كندي ويعمل في بريطانيا، حيث يشمل “اللاشرعيون” السوفييت والروس المشهورون ريتشارد سورج، ولتر كريفيتسكي، فاسيلي زاروبين، ألكسندر أولانوفسكي وآنا تشابمان التي كانت تعرف أيضاً باسم الوكيل النائم.
مقارنة بين الجواسيس المتمركزين بصورة غير شرعية وقانونية:
تتشابه مزايا وعيوب الجواسيس المتمركزين بصورة قانونية مع مزايا وعيوب الجواسيس المتمركزين بصورة غير قانونية، حيث يتسم الجاسوس المتمركز بصورة قانونية بصفة الحالة الدبلوماسية ولكن عيب كونه أجنبياً معروفاً للدولة المضيفة وواحداً من عدد قليل من الموظفين الدبلوماسيين الرسميين، لذلك قد يكون من السهل على وكالات الاستخبارات المضادة تمييزها أو الشك فيها.
من جهة أخرى يتسم الجاسوس المتمركز غير الشرعي بصفة عدم معرفته كأجنبي للدولة المضيفة وواحد من بين ملايين المواطنين العاديين في الدول، حيث الخطأ هو عدم وجود حصانة دبلوماسية يمكن الرجوع إليها في حالة الاعتقال.
الجاسوس المتمركز القانوني لديه فرص للقاء موظفين رفيعي المستوى من الدولة المضيفة كجزء من الأعمال الرسمية والجاسوس المتمركز غير القانوني لا يفعل ذلك، بالإضافة إلى على العكس من ذلك يتسم الجواسيس المتمركزين بصورة غير قانونية بسهولة الوصول إلى مجموعة واسعة من المصادر المحتملة التي يمكن تأجيلها من خلال الاضطرار إلى الاقتراب والتعامل مع مسؤول أجنبي صريح، وغالباً ما يخفون اتصالاتهم بالدولة التي يعملون فيها رسمياً.
بالإضافة إلى ذلك يمكن للجاسوس المتمركز غير القانوني البقاء في الدولة المضيفة إذا انهارت العلاقات الدبلوماسية، حيث يجبر الجواسيس المتمركزين بصورة قانونية على المغادرة مع البعثة الدبلوماسية ومن الأسهل دفع جاسوس متمركز قانوني، حيث يمكن دمج الراتب علانية في كشوف الرواتب الدبلوماسية وقد يكون اتخاذ الترتيبات اللازمة لدفع أجور جواسيس متمركزين بصورة غير قانونية أمراً صعباً، وقد ينطوي أحياناً على خدع تكون إدارتها أكثر تكلفة وتعقيداً من دفع رواتب مسؤول دبلوماسي، لذلك قد تقوم وكالات التجسس بترتيب دفع أموال لمنظمة أو شركة في الدولة المضيفة للسماح للجاسوس المتمركز غير القانوني بالتظاهر بأنه أحد أفراد طاقمها وأن تدفع له تلك المنظمة / الشركة اسمياً.
يتصف الجاسوس المتمركز القانوني بإمكانية وصول كاملة وخارجية إلى مرافق السفارة من أجل تأمين الاتصالات والاجتماعات والخدمات الأخرى، حيث يعد الجاسوس المتمركز غير القانوني لديه القليل من الوصول إلى مثل هذه المرافق أو منعدمة، بالتالي فإن ترتيبات الاتصالات أكثر صعوبة وتستغرق وقتاً طويلاً.
عادة ما يكون للجاسوس المتمركز غير القانوني سيرة ذاتية مزورة وقد يكون جاسوس مقيم قانوني في خطر من خلال امتلاك سيرة ذاتية رسمية توثق حياته المهنية الدبلوماسية، حيث توفر أدلة مفيدة لخدمات التجسس المضاد حول أنشطتها الاستخباراتية وعلاقاتها.