مصطلح توازن الرعب: تستخدم عبارة “توازن الرعب” عادة ولكن ليس بشكل ثابت؛ للإشارة إلى سباق التسلح النووي بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي خلال الحرب الباردة.
لمحة عن مصطلح توازن الرعب:
يصف السلام الهش الذي كان قائماً بين البلدين نتيجة خوف الحكومتين من احتمال نشوب حرب نووية تدمر العالم، حيث يستخدم هذا المصطلح عادة لأغراض بلاغية وربما صاغه ليستر بيرسون (رجل دولة وجندي ورئيس وزراء ودبلوماسي كندي) في يونيو سنة 1955 في الذكرى العاشرة لتوقيع ميثاق الأمم المتحدة: “توازن الرعب خلف ميزان القوى”.
ويستخدم بعض علماء السياسة مصطلح توازن الرعب من أجل التمييز بين الوضع العالمي الذي أعقب الحرب العالمية الثانية وما سبقها، ففي السابق فقد منعت الإمبراطوريات الحرب بين بعضها البعض من خلال الحفاظ على توازن نسبي لقدرتها (الاقتصادية والعسكرية والسياسية) على شنّ حرب ضد بعضها البعض، حيث غالباُ ما كانت عبارة “توازن القوى” تستخدم لوصف هذا النوع من السلام المؤقت.
ولقد خلقت القنبلة الذرية واقعاً سياسياً جديداً وكان لدى قوتين عظميين القدرة على تدمير بعضهما البعض وإلحاق أضرار جسيمة على الأقل بكل الحضارة الإنسانية، لذلك لم تعد عقبة الحرب بين الشيوعيين والرأسماليين هي الخوف من أن يكون الطرف الآخر أقوى، بل بالأحرى إدراك أن الترسانات النووية أصبحت الآن كبيرة بما يكفي ومميتة بدرجة كافية، بحيث لا يزال من المرجح أن يؤدي الفوز إلى تدمير أي دولة وربما كافة العالم أيضاً.
وبهذه الطريقة غير البديهية فإن وجود أقوى الأسلحة التي تم إنشاؤها على الإطلاق يدعم بالفعل نوعاً من السلام، بينما خاضت العديد من الحروب حول العالم خلال الحرب الباردة لم تقاتل القوى العظمى بعضها البعض بشكل مباشر، أيضاً لم يتم إسقاط القنابل الذرية في الحرب منذ القصف الذري لناغازاكي في سنة 1945.
ومن أبرز آثار ميزان الرعب النووي أن القوتين قامتا باحتواء حروب محدودة؛ حتى لا تسمح لها بجرّها إلى استعمال الأسلحة النووية، بالإضافة إلى ضبط عمليات إمداد أطرافها بالسلاح النووي والأسلحة بطريقة لا تجعل انتصار طرف في الحرب انتصاراً ساحقاً، وهزيمة الطرف الآخر هزيمة ساحقة وتعمل على منع اتساع نطاق الحرب.