ما هي الأنظمة الحزبية؟

اقرأ في هذا المقال


إن طَبيعة النظام السياسي في أيّ مجتمع تعكس نفسها على النظام الحزبي الموجود فيه، كما أَن طَبيعة النظام الحزبي في المجتمع تترك أثراً واضحاً على طبيعة النظام السياسيّ فيه، قام على تغيير نموّ وتطوّر الأحزاب من هيكليّة الأنظمة السياسيّة، أيضاً أثَّر على طَبيعتها القَانونيّة والسياسيّة، فقَد جرت هناك العديد من المحاولات لدراسة وتحديد طَبيعة الأنظمة الحزبيّة.

مفهوم النظام الحزبي:

هو مفهوم في مقارنة العلوم السياسيّة، بشأن نظام الحكم حسب الحزب السياسيّ في بلدٍ ديمقراطي، الفكرة هي أن الأحزاب السياسيّة يوجد بينها أَوجه شبه أساسيّة، حيث أنهم يسيطرون على الحكومة. ويوجد لديها قَاعدة مستقرّة من الدّعم الشعبي الشامل. وخلق آليات داخليّة لمراقَبة التّمويل والمعلومات والترشيحات.

النظام الحزبي التنافسي:

إن هذا النوع من الأنظمة الحزبيّة موجود في البلدان التي يوجد فيها حزبين على الأقل، حيث يتنافسان فيما بينهما للسيطرةِ على السّلطة السياسيّة.

أولاً، النظام ثنائي الحزب:

هذا النظام موجود في الدّول التي يوجد فيها حزبين وحيدين، أو على الأقل حزبين رئيسيين. وهنا يمكن الإشارة إِلى نموذج الولايات المتّحدة الأمريكيّة، حيث يوجد فيها عدة أحزاب، لكن هناك يوجد حزبين رئيسيين وهما: الحزب الديمقراطي والحزب الجمهوري، كذلك الحال بالنسبة لبريطانيا التي يوجد فيها حزب العمّال وحزب المحافِظين.

ثانياً، نظام التعدديّة الحزبيّة:

حيث يوجد في الدّولة على الأقل ثلاثة أحزاب سياسيّة، تتنافس فيما بينها للسيطرةِ على السلطة السياسيّة، فقَد يحصل كلّ منها على عدد معيّن من المقاعد في السّلطة التشريعيّة، لكنّه من الصّعب لأي منها أن يقوم بمفرده بالحصول على الأغلبيّة اللازمة؛ لتشكيلِ السّلطة التنفيذيّة (الحكومة أَو الوزارة). ولهذا السبب عادة ما يكون هناك تحالفات واتفاقيات بين أكثر من حزب منها لتشكيل السّلطة التنفيذيّة. ومن الأمثلة على هذا النظام: ألمانيا، فرنسا، سويسرا، بلجيكا، هولندا، اسرائيل، النرويج، إيطاليا وغيرها من الدّول.

ثالثاً، نظام الحزب المهيّمن:

في هذا النظام توجد أحزاب سياسيّة كَثيرة. وهي أحزاب منافسة للحزب الغالب أو المهيمن أو المسيطر، لكنّ منافستها له هي منافسة نظريّة. ويعتبر هذا النموذَج من النماذج الأساسيّة للأحزابِ السياسيّة في النظم التّعددية الموجودة في البلدانِ الناميّة، حتى وإن ظهر في دول ديمقراطيّة بغض النظرعن درجة نموّها الاقتصاديّ مثل: اليابان والهند بعد الحرب العالميّة الثانيّة وفي سبعينات القَرن الماضي.
ولَعلّ الإِشكاليّة الرئيسية التي تقابل أيّ قَائم، بدراسة حزب من أحزاب الحكم في نظام الحزب المهيمن، هي كيفية دراسة حزب الدّولة المندمج نخبوياً ووظيفياً وإِيديولوجياً فيها، من دون الانزلاق لدراسة الدّولة أو دراسة الحكومة.

النظام الحزبيّ غير التنافسيّ:

إِن هذا النظام يوجد في الأنظمة السياسيّة، التي يسيطر على السّلطة السياسيّة فيها حزب واحد الأحزاب الشموليّة، في الغالب يمارس الحزب الحاكم سيطرته على جميع مرافق الدّولة المدنيّة والعسكريّة. وقَد يوجد أحزاب أخرى في هذا النظام، لكنّها تكون خارجة عن إطار الشّرعية، أيضاً تمارس دورها بصورة سريّة. ومن الأمثلة عليها: الحزب الشيوعيّ السوفييتي كان قَبل انهِياره، أيضاً الأحزاب الشيوعيّة الأخرى مثل: الصّين، كوبا وغيرها مِن الدّول.
كَما أن من الضّروري هنا الإِشارة، إِلى أنه في بعض الدّول لا يوجد فيها أحزاب سياسيّة. ولا يسمح بتشكيلها، فهي تكون في الغالب تقوم باتباع نظام حكم تقليديّ. ومن الأمثلة على هذه الدّول على سبيلِ المثال السّعودية.

خصائص النظام الحزبي في الولايات المتّحدة الأمريكيّة:

  • إنّه نظام يعتمد على احتكار الحكم من قبل حزبين رئيسيين، هما: الحزب الجمهوري والحزب الديمقراطي، كما إن وجود أحزاب أخرى لا يعني تهديدها لمستقبل الحزبين الكَبيرين، أيضاً التّأثيرعلى فاعليتهما لمدَّة تزيد عن الأربع سنوات.
  • ضعف الالتزام الحزبيّ لدى الكَثير من الأمريكيين، حيث تكون الولاءات المحليّة للنواب ليست قائمة دائماً على أسس حزبيّة، بل تقَوم إلى حدّ بعيد على أسسٍ شخصيّة، فضلاً عن وجود شريحة مهمة من الناخِبين الذين يعتبرون أنفسهم مستقلين.
  • عدم ثقة الناخبين بالأحزاب السياسيّة، حيث تعتبر من المكونات الأساسيّة المتأصِلة في الثقافة المدنيّة الأمريكيّة.
  • غياب الأيديولوجية الواضحة، فالأحزاب الأمريكيّة لا ترتكزعلى أيّ قَاعدة إيديولوجيّة أو اجتماعيّة، كما إنها تحتوي على عناصر وعقائد متنافرة تماماً، أيضاً إِنها تركز اهتمامها في الأساس على الفوز في الإِنتخابات، والاستيلاء على المراكز السياسيّة والإِداريّة.

شارك المقالة: