كيفية زراعة عينة الدم في مختبر الميكروبيولوجي

اقرأ في هذا المقال


تكمن خطورة الكائنات الحية الدقيقة في قدرتها على تسبب العديد من الأمراض والتهابات لدى أجهزة الجسم المختلفة، حيث إن أغلب هذه الأمراض والتهابات التي تسببها الخلايا الميكروبية والجراثيم  قابلة لسهولة العدوى والانتشار، لذلك يقوم مختبر الأحياء الدقيقة على سرعة تشخيص العينات السريرية الممرضة للحد من انتشار العدوى.

ما هو فحص زراعة الدم؟

فحص زراعة الدم: هو عبارة عن اختبار يتم إجراءه في مختبر الأحياء الدقيقة السريري، حيث يتم التأكد من وجود بعض أنواع الجراثيم داخل مجرى الدم مثل البكتيريا أو الفطريات والخمائر والكائنات الحية الدقيقة الأخرى، ويدل وجود إحدى هذه العوامل الممرضة داخل مجرى الدم على وجود عدوى في الدم التي تسمى في تجرثم الدم أو تسمم الدم.

حيث يشكل هذا النوع من العدوى أخطر أنواع العدوى وذلك لقدرة مسبب المرض في الانتقال إلى جميع أجهزة الجسم وتسبب لها في العدوى والمرض إذا كان جهاز المناعة لدى الجسم غير قادر على مقاومة العدوى الجرثومية.

ومن الجدير إحدى أهم طرق انتقال العدوى الجرثومية إلى مجرى الدم إما عن طريق التهاب جرثومي في الجلد، أو عن طريق التهاب جرثومي  في الرئة أو الجهاز البولي أو الجهاز الهضمي، حيث يتضمن هذا الاختبار سحب الدم من المريض في بيئة طبية معقمة ووضع الدم في أنابيب خاصة لزراعة الدم، ونقل العينة في طريقة نقل خاصة بعيدة عن أي مصادر للتلوث إلى مختبر الأحياء الدقيقة السريري من أجل زراعتها والحصول على تشخيص المناسب.

الغرض من زراعة الدم:

يتم طلب فحص زراعة الدم عندما يشتبه الطبيب في احتمال إصابة المريض بعدوى في الدم، حيث إنه من المهم اختبار عدوى الدم لأنها قد تؤدي إلى مضاعفات خطيرة للمريض، ومن أهم أحد هذه المضاعفات لعدوى الدم هي تعفن الدم.

وفي حالة حدوث تعفن الدم تتداخل مسببات الأمراض التي تسبب العدوى في مجرى الدم مع دفاعات الجسم الطبيعية وتمنع جهاز المناعة لدى المريض من العمل بشكل صحيح مما ينتج عن مسببات الأمراض أيضًا سمومًا يمكن أن تلحق الضرر في أعضاء المريض، حيث نتائج اختبار زراعة الدم تساعد الطبيب على تحديد نوع الكائن الحي الدقيق المسبب لعدوى الدم وإيجاد أفضل طريقة لمكافحة العدوى.

أعراض عدوى الدم وتعفن الدم:

عند ظهور واجتماع بعض الأعراض على مريض يقوم الطبيب على طلب اختبار زراعة الدم للمريض، ومن أهم الأعراض التي تظهر على المريض عند تعرضه لعدوى تسمم أو تجرثم الدم:

  • قشعريرة.
  • حمى معتدلة أو عالية.
  • تنفس سريع.
  • زيادة معدل ضربات القلب أو الخفقان.
  • التعب المفرط.
  • آلام في العضلات.
  • صداع في الراس.
  • علامات إلى تلف الأعضاء.
  • نقص البول.
  • دوخة.
  • غثيان.
  • التهاب في جميع أنحاء الجسم.
  • تشكيل العديد من الجلطات الدموية الدقيقة في الأوعية الدموية.
  • انخفاض خطير في ضغط الدم.

كيفية الاستعداد من أجل اختبار زراعة الدم:

يجب التوقف عن تناول جميع الأدوية والمضادات الحيوية قبل سحب الدم بفترة وجيزة من أجل إجراء فحص زراعة الدم، لان المضادات الحيوية قد تؤثر على نتائج الزراعة وفي بعض الأحيان تعمل على تثبيط نمو وتكاثر الكائنات الحية الدقيقة في الميديا المستخدمة لزراعة الدم بالتالي عدم الدقة في نتائج الفحص.

 إجراءات سحب الدم من أجل اختبار زراعة الدم:

  • يمكن إجراء سحب الدم في المستشفى أو قسم طوارئ أو منشأة اختبار متخصصة لسحب الدم.
  • يتم تنظيف ذراع المريض لمنع أي كائنات حية دقيقة على جلد من تلويث الدم، حيث يتم في البداية يتم تعقيم يد الممرض أو الفني باستخدام كحول بتركيز 70%، بعد ذلك يقوم الفني في ارتداء القفازات وتحديد  موقع وغز الإبرة في يد المريض، يتم تعقيم ذراع المريض باستخدام الكحول بتركيز 70%.

ومن ثم يتم استخدام اليود لتعقيم ذراع المريض مرة أخرى حيث يتم الانتظار لمدة دقيقة حتى يجف اليود عن ذراع المريض، ثم يتم سحب الدم من ذراع المريض دون لمس ذراع المريض لتجنب حدوث تلوث، حيث يتم سحب الدم في نوعين من أنابيب زراعة الدم واحدة لفحص البكتيريا الهوائية والأخرى لفحص وجود بكتيريا اللاهوائية.

  • يقوم الفني على مسح ذراع المريض باستخدام الكحول بتركيز 70% لتجنب حدوث حساسية للمريض بسبب اليود الجاف، مع تغطية موقع الوغز الإبرة باستخدام لاصق الجروح منع لحدوث أي تلوث.
  • يقوم الفني على تسجيل وقت وتاريخ السحب وتسجيل معلومات المريض، ووضع أنابيب زراعة الدم في وسيلة نقل مغلقة ومعقمة لتجنب حدوث تلوث للدم من أي مصادر جرثومية أخرى.
  • يجب إيصال عينة زراعة الدم إلى مختبر الأحياء الدقيقة السريري خلال أربع ساعات من عملية السحب، من أجل الحصول على نتائج زراعة دقيقة وصحيحة.

كيف يتم إجراء فحص زراعة الدم داخل مختبر الميكروبيولوجي:

يتم استلام أنابيب زراعة الدم في قسم الاستقبال في مختبر الأحياء الدقيقة السريري، حيث يتم التأكد من دقة سحب العينة إلى المختبر وفق البروتوكول المعتمد، بالإضافة إلى التأكد من وجود نوعين من أنابيب السحب واحدة من أجل الكشف عن البكتيريا الهوائية والأخرى للبكتيريا اللاهوائية.

ترسل هذه الأنابيب إلى قسم زراعة الدم داخل مختبر الأحياء الدقيقة السريري، حيث يتم بمجرد استلامها داخل القسم بوضعها داخل جهاز زراعة الدم (BD Bactec FX) ويقوم الجهاز بمراقبة العينات بحثاً عن نمو أي من أنواع البكتيريا أو الفطريات حيث عند ظهور أي علامة إيجابية أو نمو مشتبه به.

وبعد ذلك يتم وضع العينة على وسائط غير انتقائية ويتم إجراء صبغة جرام حيوية من أجل تحديد والتأكد من نوع الميكروب المسبب في تسمم الدم، وبعد ذلك يتم تحديد العلاج المناسب عن طريق إجراء اختبار المضادات الحيوية الحساسة للعينة.

إجراءات بعد زراعة الدم:

يقوم الطبيب بإعطاء المريض مضادات حيوية وريدية واسعة الطيف، حيث تقوم هذه المضادات الحيوية في محاربة مجموعة واسعة من أنواع البكتيريا أو الفطريات المسببة في تلوث الدم، وذلك لتجنب حدوث مضاعفات تسمم الدم أو تأثير العدوى الجرثومية على أجهزة الجسم الأخرى.

دور ضبط الجودة في عينة زراعة الدم:

  • يقوم موظفين ضبط الجودة بتحديد برتوكول سحب عينة الدم ونقلها وفق أسس تمنع حدوث أي مصادر لتلوث الدم.
  • التأكد من مدى تعقيم أجهزة زراعة الدم، في الإضافة في تأكد من مدى دقة عمل الأجهزة وإجراء الصيانة لها بشكل متكرر.

شارك المقالة: