اقرأ في هذا المقال
- ما هو سبب تسمية الفواصل والشقوق الصخرية؟
- ما هي أهمية الفواصل والشقوق الصخرية؟
- مبدأ تصنيف الفواصل والشقوق الصخرية
ما هو سبب تسمية الفواصل والشقوق الصخرية؟
الشقوق والفواصل هي عبارة عن انفتاحات تنتشر في الصخور والكتل الصخرية، وتكون أطوالها أكبر بكثير من البعدين الآخرين؛ (أي أن النسبة بين الطول والعرض تزيد عن المتوقع).
ولقد شكلت دراسة هذه التشققات مادة هامة منذ بداية الستينات واستخدمت في مجالات عديدة، ولا سيما في فهم الخواص البتروفيزيائية للصخور وعلاقتها بالضغط والحرارة المطبقة عليها، وذلك بالإضافة إلى تطبيقات أخرى في مجالات متعددة في الجيولوجيا الاقتصادية وفي علم الريولوجيا وحتى في مجال دراسة الزلازل والهزات الارضية.
نميز في تسمية الفواصل والشقوق بين حالتين حسب المقياس، فعلى المقياس الفلزي نميز بين تشققات أطراف الحبيبات (وهي تشترك مع الحدود الفاصلة بين أطراف الحبيبات بشكل ينسجم معها أو يخالفها)، وبين تشققات داخل الحبيبة وهي عبارة عن تشققات لا تصيب إلا فلز واحد ولا تتجاوز أطرافه بالتتابع قاطعة أطرافها.
أما على المستوى الصخري فإن هذه الفواصل تتخذ تسميات مختلفة ومتنوعة، إن عبارة فواصل هي ذات مدلول عام أكثر من عبارة دياكلاز (diaclase)، التي تعني بشكل محدد فواصل غالباً تكون عمودية على التطبق أو تكون متعامدة بين بعضها البعض، أما الفواصل فتتوضع بشكل معين بالنسبة للتطبق؛ أي أنها من الممكن أن تكون موازيه له.
عندما تكون الكسور (الكسور هي عبارة عن فواصل) بدون تحززات مفتوحة فتستخدم عبارة تشققات أو فتحات (صدوع)، وعندما تمتلئ الصدوع بفلزات حديثة التشكل حينها نكون بصدد ظهور عروق، وعلى الرغم من ذلك يتم استخدام عبارة عريقة أو شريان لنفس الحالة، وغالباً ما تكون هذه العروق أو العريقات أو الشرايين مملوءة بكالسيت أو كوارتز، ومن الممكن بشكل استثنائي أن تمتلئ الشقوق بمواد بركانية فتسمى عندئذ دايكات (جدات) وهذه تميز من خلال دقة شبكة الفواصل.
ما هي أهمية الفواصل والشقوق الصخرية؟
تلعب الشقوق دوراً هاماً في الجيولوجيا، وهذا الدور قد يكون سلبياً أو إيجابياً، ففي الحالة الأولى (دوراً سلبياً) تشكل هذه الشقوق نقاط ضعف عند إشادة بعض الإنشاءات الكبيرة كالأبنية والجسور والسدود، بينما بالمقابل تشكل الشقوق عاملاً مهماً في الكثير من المسائل الاقتصادية، ولا سيما في مجال التنقيب عن المكامن المفيدة السائلة والصلبة واستثمارها.
فهذه الشقوق كما ذكرنا تسهل استثمار المقالع الصخرية؛ لأنها تقطع هذه الكتل إلى عناصر صغيرة، كما أنها تلعب دور المسامات في الصخور الكتلية وتكسبها نفوذية عالية تسمح لها بتخزين السوائل كالنفط والمياه الجوفية، وفي بعض الحالات تتوضع فيها مواد ومعادن (عروق) يتم استثمارها، ولا سيما عروق النحاس وعروق الكورميت والذهب، وأخيراً فإن دراسة التوجه المفضل لهذه الشقوق يسمح بتوجيه أعمال التنقيب؛ وذلك لأن هذا الاتجاه يتميز بمعامل تشقق وكثافة عالي جداً.
مبدأ تصنيف الفواصل والشقوق الصخرية:
يستخدم في تصنيف الشقوق نفس المعايير المستخدمة في تصنيف الفوالق، وهكذا نميز بين تصنيف هندسي ومنشئي، ومن الواجب ذكر أن الجيولوجيين يقومون بالتمييز بين هذه الفوالق بشكل هندسي وخاصة بين شقوق طولانية وشقوق عرضانية وشقوق قطرية (منحرفة)، وذلك بالنسبة للبنيات الجيولوجية وشقوق الاتجاه بالإضافة إلى شقوق الميل والشقوق المنحرفة وشقوق التطبق بالنسبة لعلاقتها مع التطبق الصخري.
أما من حيث المنشأ فإن الجيولوجيين يميزون بين شقوق تباعد وشقوق انضغاط، ومن المهم معرفة أن عائلة الشقوق الصخرية الأكثر وضوحاً تكون عادة عمودية على اتجاه التطاول ومن أشهر الأمثلة عليها الشقوق الناتجة عن تقاطع الغضار مخبرياً، ويشارك هذه العائلة (عائلة الشقوق الصخرية) عائلتان متقاطعتان متوازية للفوالق العادية.
بالإضافة إلى ذلك فإن منشأ الشقوق يتضمن شقوق متقاطعة، وتكون موازية للفالق المقلوب وأعلى من الشقوق التي تكون عمودية على محور الفالق، قد تتشكل شقوق التباعد والانضغاط في نفس الوقت الذي يحدث فيه الالتواء تحت تأثير نفس حل الجهود، وفي هذه الحالة من الممكن أن يتحول الشق إلى فالق صخري مؤدياً في ذلك إلى ظهور التحززات.
إضافة إلى ما سبق يوجد شقوق صخرية تتشكل بعيداً عن التباعد والانضغاط، بحيث أنها تكون مرافقة للانزلاقات أو أنها تتشكل عندما يتم رفع الضغط عنها كأن يرتفع الصخر من أعماق كبيرة إلى السطح وهذه تكون متوضعة.
كما أن علاقة شقوق التباعد والانضغاط مع الفوالق العادية والمقلوبة والانزلاقات إما أن تكون شقوق مشاركة لفالق عادي أو شقوق مرافقة لفالق مقلوب أو شقوق صخرية مرافقة لانزلاق، وإما أن تكون شبكة شقوق مرافقة للفوالق.
وبهذه الطريقة اعتمد الجيولوجيين تصنيف الشقوق؛ ليسهل تمييزها عن الفوالق الصخرية، حيث يتم دراستها ميدانياً ومن ثم حفظ معلوماتها وتسجيلها لسهل على الجيولوجي تصنيفها إما منشأياً أو هندسياً.