ما هي أهم منطقة في استخلاص كبريتات الصوديوم؟
تم اكتشاف ترسبات ودلائل معدنية منذ خمسينات القرن الماضي تدل على وجود ملح كبريتات الصوديوم في منخفض بحيرة الشارع، تلك التي تقع في محافظة صلاح الدين، حيث تكون في شمال شرق مدينة سامراء، وتم تعريفها بأنها عبارة عن منخفض مغلق تشكل بسبب حدوث هبوط أرضي نتيجة وجود تشققات متباينة الاتجاهات في الصخور التحتية للبحيرة، إذ يبلغ طولها تقريباً 15 كيلو متر وعرض يقع من 4 إلى 5 كيلو متر.
كما أن باقي الجهات تكون محاطة بالتلال وارتفاعات قليلة، بالإضافة إلى أراضي جبسية متموجة تحدث لها إذابة في موسم الأمطار وتدخل ضمنها جداول تصريف موسمية عند سقوط الأمطار، كما أنها تقوم بتمثيل المصدر الأساسي للمياه في البحيرة بالإضافة إلى محاليل النضوحات والمياه الجوفية التي تخرج باتجاه السطح، حيث أنها تبرز على هيئة ينابيع مائية بسيطة تنمو حولها الأعشاب والحشائش وتتردد إليها الطيور خلال فصل الصيف؛ وذلك من أجل شرب الماء.
وفي خلال عام 1992 عملت الشركة العامة للمسح الجيولوجي والتعدين بتطبيق دراسات مفصلة في أطيان البحيرة، وقد تم تعيين طبيعة ترسبات ملح كبريتات الصوديوم وهو عبارة عن ملح مركب من كبريتات الصوديوم وكبريتات الكالسيوم.
حيث توجد احتياطات مناسبة من كبريتات الصوديوم في هذه الأطيان على هيئة بلورات ملح الكلوبرايت، كما أنه يوجد الكثير من التكوينات الجيولوجية البارزة على سطح الأرض حول بحيرة الشارع ومنها الترسبات الحديثة وهي عبارة عن ترسبات العصر الرباعي، كما تعد الترسبات الأحدث في المنطقة وتكون ممثلة لقعر البحيرة وتتشكل من ترسبات الميسم.
إن ترسبات السهل الفيضي بالإضافة إلى ترسبات طينية من السلت والحصى وترسبات المنحدرات تكون ضمن الصخور المتكسرة والمتشيظة مع مدملكات صخرية، حيث يوجد تكوين المقدادية وهي عبارة عن مدملكات متداخلة مع صخور رملية وطينية، حيث يزداد حجمها باتجاه الأعلى وتكون مشققة بسبب تعرية الصخور المجاورة.
أما تكوين إنجانة فهو عبارة عن ترسبات متناوبة ومتداخلة مشكلة صخور الحجر الطينيي الأحمر والسلت وصخور رملية ذات نفاذة مختلفة، حيث أن صخور هذا الخزان تنفصل عن الترسبات الحديثة من خلال طبقة غير نفاذه من الصلصال، كما يعد هذا التكوين من التكوينات الأساسية التي تحمل المياه الجوفية.
يوجد تكوين يدعى الفتحة وهو ترسبات متشكلة من رمال وجبسم متداخلة مع بعضها البعض، حيث أن الفتحة وتكوين إنجانة تكون كل منها منكشفة حول البحيرة خلال مرتفعات حمرين، كما أنها تمتد تحت تكوين المقدادية والترسبات الحديثة، كما أن البحيرة تتعرض إلى ظروف ترسيبية متتابعة، حيث يتم ملئها في المياه أثناء موسم الأمطار وتحدث إذابة للأملاح والمواد المعدنية الذائبة وأثناء موسم الصيف تتعرض هذه البحيرة للتبخير والجفاف.
وبهذه الحالة فإن السحنات الرسوبية من الممكن أن تتعرض إلى ظروف هيدرولوجية أو بايولوجية أو ظروف كيميائية وعمليات ترسيب، بحيث أنه إما أن يكون بشكل مباشر من المحاليل الملحية أو حدوث تغير لبعض المعادن مع مرور الوقت وتحولها إلى معادن أخرى، وذلك عند حدوث تغير في كيميائية المحاليل ودرجة التشبع مع درجة الحرارة التي تتسب في رسيب الجبسم أولاً.
ومع تواجد محاليل تكون غنية في أيون الصوديوم فإنها تساعد في تشكل الكلوبرايت، حيث أن سطح البحيرة يكون مغطى في قشرة ملحية خفيفة سمكها يكون تقريباً يساوي 7 سانتي متر قي مركز البحيرة وتترسب أثناء موسم الجفاف، كما أنها تحتوي على ثلاثة معادن مهمة وهي الثندرايت والهالايت بالإضافة إلى الكلوبرايت.
تقدم هذه الطبقة اللون الأبيض لسطح البحيرة خلال فصل الجفاف، حيث يحدث لها تشققات تتوضح بهيئة هرم غير منتظم لقشرة السطح، وتكون من بعدها طبقة أخرى تالية وهي عبارة عن طبقة طينية سوداء وذات سمك يقع بين 10 إلى 40 سانتي متر، حيث أنها تتشكل من الطين والغرين والرمال بالإضافة إلى مواد عضوية ومواد ملحية تحتوي على بكتيريا هوائية ولا هوائية، كما أنها تحتوي على عدة مكونات معدنية مهمة مثل الجبسم والناترن والترونا والكوبرايت.
كما يوجد طبقة كاملة لمعدن الكلوبرايت وهي عبارة عن طبقة مهمة واقتصادية وتكون واقعة بشكل مباشر تحت الطبقة الطينية السوداء وتملك سمك يتراوح بين 2 سانتي متر قرب الحافات للبحيرة إلى تقريباً 7.85 متر في مركز البحيرة، هذا وقد تتميز الطبقة في اللون الأزرق المخضر إلى الرمادي وهي تتشكل من الطين الحاوي على كمية من الكلوبرايت على هيئة حبيبات أو أجزاء مختلفة من الأحجام، حيث أن نسبته تقريباً تبلغ 25% من حجم الأطيان.