التراكيب الجيولوجية في إطار العمليات الداخلية الكبيرة

اقرأ في هذا المقال


ما المقصود بالتراكيب الجيولوجية في إطار العمليات الداخلية الكبيرة؟

يقصد بالتراكيب الجيولوجية في إطار العمليات الداخلية تلك التراكيب التي تحدث في باطن الأرض، ففي خلال العقدين أو الثلاثة عقود الماضية تمكن الجيولوجيين من تفسير التشوهات التي تحدث في الصخور من خلال أنموذج يشرح التطور التكتوني للقشرة الأرضية ككل.

فلو تخيلنا أننا ننظر إلى الأرض من الفضاء الخارجي فإنها سوف تبدو للوهلة الأولى مقسمة إلى قسمين كبيرين هما القارات والمحيطات، ولو قمنا بالتخيل مرة أخرى بعد إزالة عمود المياه من البحار والمحيطات نلاحظ حينها ظهور سلاسل جبلية مرتفعة في القارات، ووجود أعراف في منتصفات البحار والمحيطات، بالإضافة إلى خنادق طولية منخفضة المناسيب تقع على تخوم بعض البحار والمحيطات العملاقة.

مثل هذه المعالم الأرضية التي تبدو للرائي من بعيد يطلق عليها التراكيب العالمية أو الإقليمية، وإن كان ثمة فرق بين الاصطلاحين فالتراكيب الإقليمية تغطي منطقة شاسعة من الأرض أو تمتد في منطقة كبيرة من الأرض، بينما التراكيب العالمية تمتد بطول العالم وعرضه فيما بين القارات والبحار والمحيطات.

بعض التراكيب الجيولوجية العملاقة:

1. القارات والمحيطات: من البديهي القول بأن القارات هي عبارة عن مناطق مرتفعة المناسيب، وبأن البحار والمحيطات هي عبارة عن مناطق منخفضة المناسيب، ويبلغ متوسط ارتفاع القارات عن سطح البحر نحو واحد كيلو متر تقريباً، بينما يبلغ متوسط أعماق المحيطات نحو أربعة كيلو مترات.

والمناطق التي يزيد ارتفاعاها عن ثلاث كيلو مترات تمثل فقط 1.6% من المساحة الكلية لسطح الأرض، كما أن المنخفضات التي يزيد عمقها عن خمسة كيلو مترات لا تمثل إلا 1% من مساحة الأرض الكلية، كما أن القارات أو اليابسة تغطي نحو 29% من سطح الأرض ومعظمها (أي حوالي 65% منها) يتركز في نصف الكرة الشمالي، ولقد أثبتت الدراسات أن العلاقة المكانية أو العلاقة التوزيعية بين اليابسة والبحار أو المحيطات علاقة متغيرة بين الأزمنة الجيولوجية، فالأماكن النسبية للقارات تتغير وخطوط الشواطئ أيضاً تتغير من زمن إلى آخر.

ولو أضفنا المساحة التي تشغلها الرفوف القارية والمنحدرات الأرضية للقارات، فإن القارات بالتالي سوف تمثل 40% من المساحة الكلية لسطح الأرض مقارنة بمساحة قدرها حوالي 60% مغطاة بالأحواض المحيطية.

ويمكن النظر إلى اختلاف المناسيب بين القارات من جهة والبحار والمحيطات من جهة أخرى في ضوء فرضية توازن القشرة الأرضية، والتي تعني أن المناطق الطبوغرافية المرتفعة لا بد أن تحتوي على نسبة عالية من المواد منخفضة الكثافة حتى يظل الوزن الكلي ثابتاً أو حتى يحدث هناك توازن في الكرة الأرضية.

ومن المهم معرفة أن متوسط كثافة صخور القشرة الأرضية يتراوح فيما بين 2.8 و2.9 جراماً لكل سانتي متر مكعب، كما أن متوسط سمك قشرة الأرض القارية التي تتكون من صخور حامضية جرانيتية التركيب حوالي 33 كيلو متر، بينما يبلغ سمك قشرة الأرض المحيطية والتي تتكون من صخور قاعدية بازلتية التركيب حوالي 7 كيلو متر.

2. السلاسل الجبلية والأعراف والخنادق المحيطية: لو تتبعنا الظواهر المرتفعة والمنخفضة الموجودة فوق سطح الأرض، فإننا سوف نلاحظ أولاً أنها شبه متصلة ببعضها البعض ونلاحظ أيضاً أنها مرتبة في شكل خطوط.

ومن أهم أنواع هذه السلاسل والأعراف ما يعرف بالسلاسل الجبلية الكبرى التي توجد فوق سطح الأرض وتشكل بصفة رئيسية حزامين كبيرين أحدهما يمر في غرب الأمريكيتين واتجاهه التقريبي شمال جنوب، حيث يبدأ من شمال البحر المتوسط مروراً بوسط آسيا ثم ينحني باتجاه الجنوب خلال بورما وأندونيسيا ويطلق على الحزام الثاني اسم حزام جبال الألب والهيمالايا.

وثمة أحزمة جبلية أخرى توجد في صورة أقواس جزر تحيط بحواف المحيط الهادي الشمالية والغربية، كما تمتد أيضاً في شمال شرق المحيط الهندي، ومع أن الأشكال التضاريسية التي تشكلها أقواس الجزر يمكن مقارنتها بتلك التي تشكلها السلاسل الجبلية الموجودة فوق القارات إلا أنه نظراً لاختفاء معظمها تحت صفحة المياه، فإنها بالتالي ليست ذات أهمية كبيرة من الناحية الطبوغرافية.

  • الأعراف المحيطية: هي عبارة عن ظواهر فيزيوجرافية توجد في منتصفات بعض البحار والمحيطات، ومثل هذه الظواهر لها أهمية كبيرة من الناحية التكتونية إذا ما قورنت ببعض السلاسل الجبلية التي توجد فوق اليابسة أو القارات.
  • الخنادق المحيطية: وهي عبارة عن ظواهر تشكل أنظمة مقوسة الشكل غير متصلة، وهي إما أن توجد بالقرب من حواف القارات أو أنها توجد على تخوم أقواس الجزر، وتختلف الخنادق المحيطية عن كل من السلاسل الجبلية والأعراف المحيطية في الأبعاد، حيث يتراوح عرضها فيما بين 100 إلى 150 كيلو متر، وأعمق خندق محيطي هو خندق مارينا والذي يصل عمقه نحو 11 كيلو متر تحت مستوى سطح البحر، ويمكن النظر إلى الأعراف المحطية على أنها ظواهر عميقة وضيقة للغاية.

شارك المقالة: