التراكيب الصخرية الملحية

اقرأ في هذا المقال


ما هي التراكيب الصخرية الملحية؟

يوجد الكثير من الدراسات التي تناولت موضوع التراكيب الملحية في جميع جوانبها وتكويناتها وتركيبها تكتونياً وصخرياً، حيث أن هذه الدراسات قد اتفقت على أن التراكيب الملحية ما هي إلا أجسام ملحية مختلفة في الأحجام والأشكال، وتتكون بسبب اندفاع طبقات من الهالايت باتجاه الأعلى نتيجة للإنسياب اللدن.
إن صخور الهالايت هي عبارة عن اللب المركزي للتركيب الملحي وفي العادة يكون اللب مغطى بواسطة صخور تسمى صخور الغطاء التي تتشكل من الحجر الجيري والجبس والأنهايدريت، وللتراكيب الملحية قطر يتراوح من 1 إلى 10 كيلو متر وهي من الممكن أن تكون سطحية أو تحت سطحية، بالإضافة إلى ذلك من الممكن أن تخترق الطبقات الصخرية المجاورة لها أو لا تخترقها.
في العادة تعمل صخور الغطاء على إحاطة التراكيب الملحية عند جزئها العلوي حيث أنها تتشكل من الحجر الجيري في الأعلى ومن الأنهايدريت في الأسفل وبينهما فاصل يسمى نطاق انتقالي يتكون من الجبس.

نظريات تآكل صخور الغطاء:

يوجد نظريتان رئيسيتان في توضيح تكون صخور الغطاء، فالنظرية الأولى تفترض أن صخور الغطاء تتشكل بسبب ذوبان الملح في الأجزاء العليا من سطح القبة أو السدادة الملحية ثم تجمع البقايا غير القابلة للذوبان فتنتج هذه الصخور (صخور الغطاء)، أما النظرية الأخرى فتفترض أن صخور الغطاء تقوم بتمثيل الصخور الرسوبية التي تتجمع فوق طبقة الملح بشكل مباشر والتي ترتفع ثم تتقوس بسبب اندفاع الملح باتجاه الأعلى.
تتواجد التراكيب الملحية في الكثير من المناطق في أنحاء العالم مثل الكولف كوست في الولايات المتحدة وخليج المكسيك وألمانيا بالإضافة إلى إيران والخليج العربي وشبه الجزيرة العربية وتونس وكندا، فالتراكيب الملحية من المحتمل أن تكون ظاهرة إلى السطح مثلما يظهر في إيران أو من الممكن أن تكون تحت سطحية مثلما يتضح في الولايات المتحدة وخليج المكسيك.
تحتوي التراكيب الملحية على أهمية كبير؛ حيث أنها تكون مصائد للتجمعات البترولية والغاز الطبيعي، والتي من الممكن أن توجد على جانبي السدادات الملحية أو أنها قد توجد فوق الغطاء الصخري، حيث تتشكل تراكيب ملائمة لتجمع الهايدروكربونات عند يحدث التقاء بين الطبقات المقوسة المسامية مثل الحجر الرمل وبين جوانب التركيب الملحي غير المنفذ.
وفي الكثير من الأوقات يتم العثور على رواسب معدنية ضمن صخور الغطاء التي تعلو التراكيب الملحية، وهذه الرواسب مهمة حيث يمكن الاستفادة منها واستغلالها بشكال اقتصادي مثل رواسب الكبريت التي توجد في النطاق الانتقالي وفي طبقة الحجر الجيري تحديداً، كما أن صخور الغطاء تمتلك على أملاح البوتاسيوم وأكاسيد الحديد، على الرغم من ذلك إن الملح الصخري (الهاليت) ذلك الذي يكون اللب الملحي فإنه يعتبر من المصادر الاقتصادية المهمة.
يعرف الملح على أنه صخر رسوبي يتشكل بسبب ترسيب معادن الهاليت والكبريتات مثل الهالايت والجبس والأنهايدريت من الماء المالح، تتجمع رواس الملح داخل حوض ترسيبي تتكون فيه المياه المالحة مثل مياه البحر والتي يحدث لها ترسيب بشكل كافي لترسيب الملح الصلب، وهذهالأحواض الترسيبية التي يتم فيها التجمع للأملاح تم تسميتها باسم الأحواض الملحية.
وبالاستناد إلى نظرية الأطباق التكتونية فإن الملح يتشكل في أحواض الحافات القارية الخاملة، حيث تم تسميتها بهذا الاسم لأنها تتواجد على طول حافات القارات غير النشطة تكتونياً، تتشكل هذه الأحواض بسبب عملية الانهدام أو التشقق التي تتعرض لها القارات الكبيرة بالإضافة إلى عمليات التفلق، والتي تقوم بتمثيل الناتج النهائي لنحت الغلاف الصخري القاري إلى أن يتكسر وتتشكل الحدبة المحيطية.
فبالنسبة لمراحل تشكل الأحواض الملحية في الحافات الخاملة، فإنه خلال المرحلة الأولى من التشقق ينتج حوض جاف أو حوض يحتوي على بحيرات لمياه عذبة، أما خلال المرحلة الثانية فإن قاع المحيط يهبط باتجاه أسفل مستوى سطح البحر لينتج بحراً ضحلاً وطويلاً ويكون ممثلاً لبداية انفتاح محيط جديد مثلما يتضح الآن في البحر الأحمر، وخلال هذه المرحلة من الممكن أن يكون معدل التبخر عالي جداً لهذا السبب تترسب أملاح مختلفة من مياه البحر وتتجمع في قاع الحوض.
ثم تبدأ آخر مرحلة (المرحلة الأخيرة من الإنهدام) عندما يكتمل انفتاح المحيط بتكون حدبة وسط المحيط فيتحول الحوض في النهاية إلى محيط مفتوح، لكن إن الحافات القارية تكون خاملة بسبب عدم وجود نشاطات نارية وتكتونية تدعى باسم الحافات القارية الخاملة التي تتجلس بشكل تدريجي، ومع تتابع التجلس فإن طبقة المتبخرات (الملح) سوف يتم طمرها من خلال رواسب فتاتية وكاربوناتية تمثل بيئة الرف القاري، وتحت هذه الظروف تبدأ الرواسب الملحية بتشكيل التراكيب الملحية.


شارك المقالة: