الرواسب الجيولوجية البحرية والانتقالية وأقسامها

اقرأ في هذا المقال


ما هي الرواسب الجيولوجية البحرية وأقسامها؟

إن الرواسب الجيولوجية البحرية كبيرة وتحتوي على أقسام كثيرة ومنتشرة في القشرة الأرضية، فتشمل هذه الرواسب على الصخور التي تتكون في المناطق الضحلة، أو الرفوف القارية والمنحدرات القارية بالإضافة إلى رسوبيات البحر العميقة، وفيما يلي توضيح هذه الأقسام من الرواسب البحرية:

  • رواسب المناطق الضحلة: وتشمل هذه المناطق الأجزاء الضحلة من البحار والمحيطات وهي تمتد من حد الجزر إلى عمق 100 قامة بحرية أو 600 قدم وتنحدر في اتجاه البحر بمعدل 12 قدماً في الميل، وتضم هذه المناطق الجزء الأكبر من الرف القاري.
    ويتوقف توزيع وامتداد وعمق المنطقة الضحلة على طبيعة وامتداد الحركات الأرضية، ففي الأماكن التي فيها يرتفع مستوى البحر فقد تدخل الأجزاء العميقة نسبياً من المنطقة الضحلة في نطاق المنطقة متوسطة العمق، بينما تدخل المنطقة الشاطئية ضمن المنطقة الضحلة.
    فمن خلال الأزمنة الجيولوجية القديمة عندما غطى البحر على السهول الواسعة وبذلك ازدادت مساحة المناطق الضحلة بنسبة كبيرة مما أدى إلى ازدياد الرسوبيات التي تميز هذه المناطق ومعظم الرسوبيات البحرية التي تكون جزءاً كبيراً من القارات اليوم قد تراكمت في هذه المناطق.
    والأجزاء الشاطئية من هذه المناطق تقع في نطاق شاطئ الأمواج والتيارت البحرية، فعندما تأتي التيارت البحرية فإنها تعمل على تنظيم الرسوبات فالمواد الكبيرة تترسب قرب الشاطئ وتتدج في الصغر حتى تكون رسوبيات دقيقة في اتجاه البحر، وتوجد حالات كثير تختلف عن ذلك، ففي الأماكن التي تصب فيها الأنهار تتكون رسوبيات دقيقة على امتداد المنطقة الشاطئية.
    وبدراسة الرسوبيات على الرف القاري على طول الشاطئ الشرقي من الولايات المتحدة الأمريكية، نرى أن توزيع الرواسب غير منظم، وفي الأماكن التي تقل فيها الرواسب القارية نجد أن قاع البحر يتكون أساساً من بقايا الحيوانات والكائنات البحرية والرواسب الكيميائية، وبعض الرواسب الكيميائية تكونت في البحار بواسطة التفاعل بين مواد مختلفة الأصل لتنتج مركبات غير قابلة للذوبان.
    فليس من المعروف إلى أي مدى يمكن أن تكون كربونات الكالسيوم بعمليات غير عضوية، والمعروف أن معظم الرواسب الجيرية في البحار من أصل عضوي، وهذه الرواسب العضوية توجد في مناطق المياه الضحلة، حيث تعيش الحيوانات (الكائنات) التي تفرز كربونات الجير في هيئة أصداف صلبة بكميات كبيرة، وهذه الأمواج تتعرض لفعل الأمواج والتيارات.
  • رسوبيات الرفوف القارية: وهي المنطقة التي يزيد العمق فيها على 600 قدم أو 100 قامة بحرية ويبلغ العمق المتوسط 2.5 ميل تحت سطح البحر، وفي أغلب الأحيان تبعد هذه المنطقة 10 أميال عن الشاطئ زهي مغطاة بالرسوبيات القارية الدقيقة التي تبقى معلقة بالماء لفترات طويلة، وهذه الرسوبيات تسمى بالطين الأزرق ويرجع هذا اللون إلى وجود مواد عضوية وأكسدة حديد.
    وفي اتجاه الشاطئ تتدرج هذه الرواسب الدقيقة إلى الرواسب الشاطئية التي سبق ذكرها، وفي اتجاه البحر أو الأعماق البعيدة تتدرج إلى الرواسب البحرية ورواسب عضوية تحتوي على الفورامنيفرا والراديولاريات والدياتومات ورمال ومواد جيرية ومواد سيليسية ويغطي الطين الأزرق حوالي 15 مليون ميل مربع من قاع المحيط.
  • رسوبات البحر العميق: وفي هذه المناطق العميقة كثير من الرسوبيات يرجع تكوينها إلى أصلٍ بركانياً وكائنات دقيقة طافية، أو رسوبيات ناتجة من الجليد أو الرماد من الشهب (ساقطة على مياه المحيطات من الفضاء) وتشمل هذه المنطقة كل الأعماق التي تزيد على 600 قدم وبسبب طبيعة الظروف في هذه المنطقة، مثل الضغط الكبير الواقع على الرسوبيات في القاع.
    والكائنات البحرية في هذه المناطق أقل بكثير من تلك التي تزدهر في المناطق الشاطئية أو الضحلة، وأهم الرسوبيات العضوية تتكون من الأصداف الصلبة لبعض الكائنات التي تعيش طافية قرب السطح في هذه المناطق، وهذه الكائنات الطافية عبارة عن نباتات بسيطة وحيوانات بسيطة أيضاً تسمى بلانكتون، وهي تتكون من رسوبيات صغيرة وفورامنيفرا والطحالب التي تفرز كربونات الكالسيوم وهياكل سيليسية.
    وعند موت هذه الكائنات تغوص البقايا إلى القاع حيث تتجمع مع الرماد البركاني أو الوافد من الفضاء وبعض التجمعات من بقايا الكائنات الدقيقة.

ما هي الرواسب الانتقالية؟

هي الرواسب التي تتكون عند التقاء البحار بالقارات وهي مخلوط من المواد الأرضية والبحرية، كما أنها تتراكم على الشواطئ وفي المستنقعات والبحيرات، وعوامل الترسيب في المناطق الشاطئية ليست واحدة في جميع الأماكن، فهناك أنواع مختلفة من الشواطئ فقد تكون رملية أو صخرية أو غير ذلك.
وقد تكون مكونة من الجلاميد والحصى والرمال وأصداف بعض الحيوانات أو أجزائها، وتتدرج الرسوبيات مع بعضها على طول الشواطئ وتتدرج كذلك نحو البحر، حيث تزداد الرواسب البحرية، والتراسيب مصدرها غالباً الشواطئ بفعل الأمواج غالباً والأمواج يتعاون معها السقيع والرياح وعملية المد والجزر.


شارك المقالة: