ما هو تاريخ قمر كوكب الأرض؟
تمكن جيولوجيو الفضاء من معرفة بعض تفاصيل تاريخ القمر مستعملين في ذلك الاختلافات في كتلة الفوهة (الكمية لكل وحدة مساحة)، وببساطة كلما كانت قراءة الفوهة أعلى كلما دل ذلك على طول عمر هذه التضاريس، وبالرغم من امكانية افتراض التاريخ المبكر للقمر إلا أنه في الغالب كان مواكباً لتاريخ الأرض والكواكب الأخرى في المجموعة الشمسية، وفي الأصل كان القمر أصغر حجماً إلا أنه عند حركته خلال السديم استقطب الكثير من الحبيبات وازداد حجمه بالإلتحام بهذه الحبيبات وقد دل القذف المستمر وربما التحلل الإشعاعي على الحرارة الكافية لصهر القشرة الخارجية للقمر وربما باقي مكوناته كذلك.
وعند تجمع كميات كبيرة من الحطام فإن الطبقة العليا للقمر بدأت في البرودة مكونة قشرة متبلورة، ومن خلال دراسة العينات المجمعة يُعتقد بأن القشرة البدائية للقمر مكونة من صخور تحتوي على نسبة عالية من الفلسبار الغني بالكالسيوم (انورثوسايت)، وحيث أن معدن الفلسبار هذا يتبلور مبكراً ولأنه أقل كثافة من باقي الصهير فقط طفى إلى أعلى وكون الغشاء السطحي، وربما غاص الحديد والمعادن الثقيلة الأخرى عندما كانت هذه المرحلة في طور التكوين لتكوين لباً مركزياً صغيراً، وحتى بعد تصلب القشرة فإن سطحها بقي يُرطم باستمرار، كما تحتل بقايا القشرة الأصلية المرتفعات المرصعة بالفوهات والتي يقدر عمرها بحوالي 4.5 بليون سنة.
وآخر فترة ارتطام كثيفة سجلت على مرتفعات القمر قد حدثت حوالي 500 مليون سنة بعد تكون القشرة القمرية ولم يكن معروفاً بالتحديد إذا كانت مرحلة الارتطام النهائية كانت تنظيفاً لبقايا الأجسام الكبيرة في مدارات الأرض والقمر، أم أنها كانت نتيجة لتدفق الأجسام القادمة من أمكنة بعيدة عن المجموعة الشمسية، والحدث الرئيسي التالي في تطور القمر يتمثل في تكوين أحواض البحار ولقد تمكنت النيازك من قذف وتكويم كميات ضخمة في حجم الجبال من الصخور القمرية مكونة أكواماً ترتفع إلى 5 كيلو مترات أو يزيد.
كما أن سلسلة جبال الأبيناين والتي تماثل هذا التجمع الصخري تكونت بالارتباط مع تكون حوض لامبيريام وهو الموقع الذي تم استكشافه من قبل رواد ابولو 15، وعدد المقذوفات بهذا الحوض أكبر بكثير منها في مناطق البحر وهذا يؤكد فارق الوقت بين تكوين وملء هذه الأحواض، والتاريخ الاشعاعي لبازلت المنخفضات القمرية، حيث تم وضع عمرها بين 3.0_3.8 بليون سنة، إلى حد ما أقل من عمر القشرة الأصلية.