كيف تكيفت الكائنات الحية على كوكب الأرض البدائي؟
إن علماء العرب والمسلمين بحثوا في دور البيئة وتأثيرها على الكائنات الحية وكيفية تأقلم الكائنات الحية مع الواقع الذي تعيش فيه، فعلى سبيل المثال قد نرى ألوان بعض الحيوانات تتناسب مع ألوان المناطق التي تعيش فيها، ويوجد بعض من النباتات تقوم بتطوير طبيعتها وتحوير بعض أجزائها بهدف أن تناسب البيئة التي تحيا فيها.
مثال على ذلك النباتات الصحراوية التي تعاني من نقص شديد في الماء فتعمل على تحوير بعض أوراقها إلى أشواط وتحول سيقانها إلى أعضاء منتفخة تختزن الماء، كما أن جذورها تكون قادرة على اختراق الأرض والامتداد إلى أعماق كبيرة في باطن الأرض من أجل الوصول إلى مصادر المياه الجوفية.
والذي اكتشف هذه الحقائق هم العلماء العرب والمسلمون حيث أنهم سبقوا علماء الغرب بقرون في هذا العلم حتى أنهم اكتشفوا الحقائق ودرسوها من قبل ولادة تشارلز داروين وهو من وضع نظرية النشوء والتطور، والعلامة ابن خلدون وضح هذه الحقائق في كتابه (المقدمة) حيث يذكر: (عالم الحيوان واسع وتعددت أنواعه ووصل في تدريج التكوين إلى أن الانسان صاحب الفكر والروية ترتفع إليه من عالم القردة الذي اجتمع فيه الحس والإدراك).
تطور كوكب الأرض:
من الواضح أن الأرض عند نشأتها لم تكن تحتوي إلا على المعادن، وكان غاز ثاني أكسيد الكربون هو الغاز المنتشر وأول ما ظهر على الأرض هي الكائنات الحية النباتية، حيث أنها تكيفت مع البيئة عن طريق استعمال غاز ثاني أكسيد الكربون من أجل تشكيل غذائها وهو ما يعرف اسم التمثيل الغذائي الذي يحدث من خلال امتصاص الأوراق النباتية لغاز ثاني أكسيد الكربون.
ووجود الشمس يعتبر مصدر للطاقة التي تكون المواد الكربوهيدراتية من مادة المنشأ، ومن ثم تعمل النباتات على إطلاق غاز الأكسجين في الجو، وهو الغاز الذي أصبح فيما بعد مصدر من مصادر الحياة التي استندت إليها الكائنات الحيوانية تلك التي ظهرت بعد الكائنات النباتية فهي تستفيد من النباتات من جهة وتستعمل غاز الأكسجين كمصدر للحياة من جهة أخرى.
ويتحدث ابن خلدون عن التطور الطبيعي للكائنات الحية موضحاً أن الكائنات الحية تطورت إلى الأفضل عبر مسيرة الأرض منذ نشأتها، كما أن العلماء في القرن العشرين قالوا أن الحياة بدأت في الأرض على هيئة كائنات وحيدة الخلية ثم تطورت بشكل تدريجي لتظهر كائنات حية أخرى أرقى قادرة على التكيف مع الأرض وتطورها.