كيف نميز بين الحجر النيزكي والحجر الأرضي؟
نستطيع التمييز بين الأحجار النيزكية وبين الأحجار الأرضية من خلال قشرة الانصهار الخاصة في الأحجار النيزكية، مع العلم أن قشرة أنواع الأحجار النيزكية المختلفة لا تتطابق مع بعضها البعض، فقشرة انصهار الأحجار النيزكية الكوندريتية تكون ذات لون خافت مقارنة مع لون قشرة الأحجار النيزكية اللاكوندريتية التي تكون أكثر لمعاناً، كما أن النيازك الحديدية تحتوي على لمعان معدني خفيف.
ومع مرور الوقت فإن المعادن التي تكوّن القشرة في النيازك الحديدية تتأكسد لتأخذ لوناً بنيّاً، لكن من النادر أن تصدأ القشرة بشكل كامل بحيث يصعب التعرف عليها، كما أنه من الممكن أن يحدث اضمحلال لقشرة الانصهار بفعل عوامل التجوية.
ومن المهم ذكر الأحجار النيزكية من حيث تكونها فإنها تكون أجساماً متماسكة غالباً وهذا يخالف الفكرة السائدة بأنها لا تتصف بأي مسامية ظاهرة، ويعتبر سطحها منتظماً إلى حد ما وخالياً من التضاريس الخشنة (على شكل عرف الديك)، على غرار عقيدات الماركازيت (FeS2) وبسبب طيرانها في الغلاف الجوي فمن الممكن أن تأحذ شكل هرمي ذو أطراف مدورة الشكل أو أن تكوّن شكل هندسي غير منتظم، (وإن لم تكن هذه القاعدة هي السائدة).
في حال كان الجسم متصدع وتمكننا من النفاذ إلى داخلة فمن الممكن حينها تمييز الفلز الذي يشكلّه (على هيئة حبيبات صغيرة ذات بريق معدني) والذي يوجد في أغلب مجموعات الحجارة النيزكية باستثناء النيازك اللاكوندريتية المتمايزة، وباستثناء النيازك الكوندريتية الروموروتية بالإضافة إلى بعض المجموعات النادرة من النيازك الكوندريتية الكربونية.
كما أنه من الممكن تحديد الكريات الكوندريولية (وهي عبارة عن كريات السيليكات التي تكون ذات حجم يساوي حوالي 1 ملي متر) في النيازك الكوندريتية.
يعتبر الفلز والكريات الكوندريولية من الدلائل المهمة التي تكشف عن المادة الناشئة من خارج الأرض وهذا بسبب افتقار الصخور الأرضية لها، وقم تم العثور على حبيبات فلزية نادرة جداً في صخور ألمانيا أو بغرينلاند ذات خصوصية كبيرة، على الرغم من ذلك من السهل تمييز البنى الدائرية القائمة في الصخور الأرضية عن الكريات الكوندريولية.
كما أنه من الممكن التمييز بين الأحجار النيزكية والصخور الأرضية عن طريق عمل اختبار النيكل على المعدن معزولاً عن باقي الصخرة، وفكرة هذا الاختبار تنطلق من مبدأ امتلاك المعدن النيزكي على النيكل دائماً، وهذا لا ينطبق على الفلز الأرضي أو حتى على المعادن الأرضية التي من الممكن أن نعتقد بأنها فلز، وهذا الاختبار يحاكي النهج الذي قام هاورد باتباعه في بداية القرن التاسع عشر.
ويتمكن الخبراء في أغلب الحالات من تمييز الحجر النيزكي عن الصخر الأرضي أو المنتجات الصنعية عن طريق الفحص النظري البسيط، فلا داعي حينها اللجوء إلى الدراسات التحليلية المعقدة، ففي حال تم العثور على عينة نيزكية يجب عرضها على الخبراء في مختبر علوم المعادن والكيمياء الكونية في المتحف الوطني للتاريخ الطبيعي الفرنسي، وإذا تم رصد شهاباً في السماء يجب العمل على تسجيل مجموعة من الخصائص ومن ثم نقلها إلى المتحف الوطني للتاريخ الطبيعي، حيث أن هذه المعلومات مهمة جداً لاعادة رسم مدار هذا الجسم ومن الممكن اكتشاف الحجر النيزكي ذي الصلة.
كما أن هناك أجسام كان يعتقد بأنها أحجار نيزكية إلا أنه تبين أن هذا الاعتقاد خاطئ، فعلى سبيل المثال كان يُعتقد أن عقيدات الماركازيت أوالمنتجات الفولاذية كانت غنية بالحديد، إلا أنه تبين عكس ذلك، والدلائل التي تكون أكثر أهمية في هذا المجال هي التي نحصل عليها من خلال أجهزة المراقبة وهذا ما يبرر وجود مثل هذه الأجهزة.
كثافة الأحجار النيزكية:
إن وجود الفلز يتسبب في جعل الحجارة النيزكية أكثر كثافة (متوسط نحو 3.3 غرام لكل سانتي متر مكعب) من أغلب الصخور الأرضية (2.7 غرام لكل سنتي متر مكعب في المتوسط)، مع العلم أن كثافة عدد من أكاسيد الحديد المنتشرة مثل الهيماتيت (الشاذنجات) أو الماغنيتيت (أكاسيد الحديد الأسود) أو منتجات العدانة جميعها ذات كثافة قريبة من كثافة الحجارة النيزكية.
لا يفضل العمل على تقدير كثافة الأحجار النيزكية عن طريق غمرها في الماء أو في أي سائل آخر، وذلك بهدف تلافي إتلاف المعادن ذات الذوبان السريع، وعلى الرغم من أن أغلب الأحجار النيزكية مغناطيسية (بسبب ارتفاع نسبة المعدن فيها)، فإنه يستحسن الابتعاد بها عن المغناطيس الذي يتسبب في التأثير على خصائص هذه الأحجار النيزكية المغناطيسية.