ما هي الشعاب المرجانية:
هناك اتفاق كامل بأن الشعاب الحديثة تتميز بهيكل الـ framework الذي هو ناتج من كائنات حية، حيث ترسب هذا الهيكل وتم الاحتفاظ به بكربونات الكالسيوم، وهذه الكائنات الحية لها القدرة على النمو للأعلى باتجاه سطح البحر وسرعان ما يصل الشعيب النامي إلى هذا السطح فيصبح قادراً على بذل تأثير كبير في بيئته والبيئات الأخرى المجاورة لها.
وفي حال وصل الشعيب إلى منطقة انكسار الأمواج البحرية فإنه يكون عرضة للتآكل ويغطي حوافه المتكسرات والفتاتات التي قامت تلك الأمواج بتعريتها من أعالي الشعاب المرجانية، وعليه فإن الشعيب يكون سبباً في تلك البيئات المتداخلة والمعقدة والسبب في أوضاع ترسيبية مختلفة، وهذه البيئات وسطوح الترسيب بمجموعاتها تسمى المجمع الشعابي reef complex.
إن المجمعات الشعابية القديمة يمكن أن تلاحظ حيثما يكون استقرار بيئي لمدة طويلة من الزمن ليسمح ذلك بنمو الشعاب، ويسمح للبيئات المصاحبة بأن يكون لها تأثير على سماكة الرسوبيات، إن مثل هذه الحالات من الاستقرار البيئي خلال الزمن عادة تكون صفة في خط الالتقاء بين الحوض hinge والمواقع الأخرى التي يكون النمو فيها إلى الأعلى بواسطة أحياء الشعيب ويقابله حركة إلى الأسفل نتيجة تجلس حركي، حيث يوجد أغلب مجاميع الشعاب القديمة.
إن مجاميع الشعاب الحديثة تظهر تفاوت في الأشكال الجيومورفية وتفاوت في علاقتها مع المظاهر البحرية الأخرى، كما أنه يوجد مجموعة من تغيرات مهمة في العلاقات البيئية تبدو واضحة بين الشعاب القديمة، وهذه التغيرات قد عقدت بالاستجابة إلى تأثيرات حركية خلال تطور المجاميع المختلفة، وذلك خلال فترات زمنية قد تستغرق عدة ملايين إلى عشرات الملايين من السنين.
المجاميع الشعابية غير المنتظمة:
عندما تتكون الشعاب المرجانية دون أن يكون لها علاقة واضحة مع خط الالتقاء التكويني (كما تعكس ذلك خرائط السمك المتساوي للطبقات الحاوية والمصاحبة للشعاب المرجانية)، فستدل على أن هذه الشعاب تحدث بصورة غير منتظمة (أي أنها ذات توزيع ومسافات غير منتظمة) من حيث الموقع وهي غير محدودة الموقع.
إن مثل هذه الشعاب يمكن أن تصنف على أساس مجاميع شعابية غير منتظمة وقد تمثل مساحات واسعة من الرصيف البحري، حيث أنه لا يمكن تحديد أو تعريف الحركة التكوينية أو من الممكن أن تكون هذه الشعاب تنمو في مناطق أصبحت ضحلة نتيجة نمو تراكيب صخرية (مثل القباب الملحية أو نتيجة لطبوغرافية مدفونة).
إن الكثير من هذا النوع من الشعاب المرجانية قد عثر عليها خاصة في الولايات المتحدة وكندا وغيرها، وذلك إما في مناطق نمو قبب ملحية أو مناطق نمو ثنيات تحدبية، وبسبب احتواء صخور هذه الشعاب على مخزن نفطي فإن أهميتها جعلتها موضوع دراسات مفصلة ومنشرة في كل مكان، كما أن صخور هذه الشعاب المرجانية يمكن أن تقسم إلى عدة أقسام وهي:
- لب الشعيب reef core: إن أهم صفة يمكن يمكن من خلالها التعرف على الشعاب القديمة هو وجود صخور لُبية للشعاب، وهذه الصخور عادة تكون كربوناتية غير متطبقة تتواجد فيها العديد من الفراغات والفجوات ذات الحجوم المختلفة، وقد لا تكون فيها الصخور الحاوية على مستحاثات كبيرة، ومن أهم صخور اللب هو تواجد هيكل أو شكل شبكي مكون من صفائح رقيقة جداً.
كما أن هذه الصفائح تكوّن التراكيب الرابطة للرسوبيات المقاومة للأمواج وهذه التراكيب تكون جزء مهم من اللب في الشعاب الباليوزوية القديمة، وكذلك في الشعاب الأحدث منها، حيث وجد بأن هذه الصفائح الرقيقة هي نتاج الطحالب الزرقاء والخضراء، هذه الطحالب كما نراها في الشعاب الحديثة الحالية تنمو على شكل مجموعات فوق التراكيب الأقدم ومحيطة بها هياكل الأجزاء الصلبة المهشمة للمتعضيات الأخرى التي تسكن في الشعاب. - حافة الشعيب reef flank: إن حافة الشعيب أو جناحه تتمثل عادة بالصخور المتطبقة التي تنغمس بمختلف الاتجاهات (دائرياً) بعيداً عن اللب، وفي العادة تمثل التطبقات الجناحية دورات منتظمة من تبادل الكائنات الحية والرواسب، والحبيبات التي توجد في الحافات هي عبارة عن هياكل صغيرة وأجزاء مكسرة بالإضافة إلى كسرات صغيرة أو كبيرة من اللب (يبدو أن صخور الحافات تكونت بصورة رئيسية من تكسرات اللب، حيث أنها نتيجة لعمل الأمواج تدرجت واستقرت على الجناح أو الحافة).
- ما بين الشعاب inter reef: قد تتواجد صخور دقيقة البلورات تمثل حالة طاقة حركية واطئة قد تتوفر في اللاغون ما بين أجسام الشعاب غير المنتظمة، إن مثل هذه الصخور بين الشعابية هي جزء من مجمع الشعاب عندما تتداخل مع صخوره، إن المستحاثات (المتحجرات) التي تحويها هذه الصخور تكون عادة نتيجة لاستجابتها إلى ظروف بيئية مختلفة.