دور الغازات الطيارة في تبلور السيليكات والمهل البازلتي والبنيات الجيولوجية

اقرأ في هذا المقال


ما هو دور الغازات الطيارة في تبلور السيليكات؟

توجد الغازات والمكونات الطيارة بنسبة قليلة (بعض الوحدات بالمئة) في المهل، ويزداد تركيزها في المهل المتبقي من خلال تبلور السيليكات أثناء التبريد، ويمكن التمييز بين فلزات نارية المنشأ مثل الأوليفين والبيروكسين والبلاجيوكليز الكلسية وهي تتبلور بحرارة عالية في أوسا غنية بالسائل وفقيرة نسبياً بالغاز.

ويمكن المقارنة بين فلزات غازية المنشأ مثل الامفيبول والبيوتيت والفلسبار القلوي والكوارتز والتورمالين والمسكوفايت والتوباز والأبتايت، وفيما يلي يتم ذكر بعض مراحل التبلور في الصخور المختلفة:

1. مراحل التبلور في الصخور الاندساسية: من الممكن أن نميز أربعة مراحل في تبلور الصخور الاندساسية إذا أخذنا بالدور الذي تلعبة المكونات الطيارة أثناء تبريد المهل، وفيما يلي توضيح هذه المراحل الاربعة:

مرحلة التحولات المهلية الأولية: وهي ذات أهمية خاصة للبترولوجيين، حيث تتبلور فيها السيليكات التي ستشكل الجسم الصخري الرئيسي اعتباراً من الأوليفين وحتى معدن الكوارتز وفي نهاية هذه المرحلة لا يبقى بين البلورات إلا جزئاً رقيقاً من المادة المصهورة الغنية بالسيليس والألومين والقلويات والتي تتجمع فيها المكونات الطيارة تحت ضغوط عالية.

مرحلة التبلور البغماتيتي: حيث يتجمع هذا السائل المتبقي أثناء انخفاض الحرارة وذلك في الشقوق الصخرية موضعاً بلورات ضخمة من الأورتوكلاز والألبيت والكوارتز وفلزات أخرى غنية بالتراكيز الغازية (المسكوفايت والتورمالين) مشكلة صخوراً عرقيى بغماتيتية.

المرحلة الغازية: عندما تتابع الحرارة انخفاضها تصبح المادة الحركية بين البلورات مؤلفة من الغازات فحسب، والتي تنتقل خلال فراغات الصخر الأخيرة وتتصرف كعوامل هدامة، فيتبدل تبلور الصفاح بوجود التورمالين ويتشكل في الهالة المحيطة بالكتلة الاندساسية عروق الكوارتز التي تحتوي على الكاسيتريت وخامات النحاس.

مرحلة المحاليل المائية الحارة: هي المرحلة الأخيرة التي تحمل معادن مختلفة فيتأثر الصخر ويلحق به فساد هيدروترمالي، فالفلدسبار يتحول إلى كاولان والبيوتيت إلى كلوريت والبيروكسين إلى أمفيبول.

2. مراحل التبلور في الصخور البركانية: يجب التمييز بين تأثيرات الغازات والمكونات الطيارة على تبلور المهل في هذه الحالة وبين المرحلة الباطنية التي يكون خلالها المهل ما زال منحصراً في الغرف المهلية تحت الأرضية وبين المرحلة الاندفاعية إلى سطح الأرض، وفيها ينسكب ويتصلب في تماس الغلاف الجوي.

ويتألف المهل أثناء انسكابه وقذفه إلى سطح الأرض عن طريق البراكين من نسب متغيرة من المادة المهلية المصهورة ومن بلورات كانت قد تبلورت مسبقاً في الأعماق الأرضية، ويكون المصهور في بعض الأحيان بنسب قليلة لدرجة لا يلعب فيها دور مادة لزجة بين البلورات، وعلى العكس فإن المهل في حالات أخرى يكون مصهوراً بشكل كامل وقادراً على إعطاء صخور زجاجية.

وفي كلتا الحالتين سيتعرض لتغييرات هامة خلال مسيرة تصلبة وتبلوره، حيث تنطلق الغازات بكثرة في غضون غليان حقيقي نتيجة هبوط الضغط فتحصل احتراقات وتآكل مهلي، وترتفع الحرارة فجأة مما يؤدي إلى تهديم الفلزات غازية المنشأ (بيوتيت وأمفيبول).

غير أن هذه النقطة العظمى للتسخين تكون قصيرة المدى، حيث أن اللابات تستعيد تبردها والمهل المتبقي يتصلب إلى زجاج ويتطور أيضاً ليعطي تجمعاً بلورياً مجهرياً أو خفي التبلور نتيجة عملية إزالة التزجج، بعد ذلك يمكن أن تشكل بعض المظاهر الهيدروترمالية.

فالغازات التي ما زالت حارة تضع بلورات عديدة في حويصلات الصخور وشقوق اللابات مثل: الكوارتز والبيوتيت والهيبرستن والأوليجيست، وعند الوصول إلى المرحلة الهيدروترمالية يتكثف المحلول وتتغلف الشقوق والفراغات ببلورات تكون في هذه المرة ذات حرارة منخفضة مثل الكالسيت والكلوريت.

المهل البازلتي والبنيات الجيولوجية:

هناك اتفاق عام بين البترولوجيين على أن معظم المهل البازلتي المتوزع في العالم قد تتشكل في الجزء العلوي للمعطف العلوي، ولقد كان استنتاج ذلك من مواقع الهزات الأرضية قبل وأثناء النشاط البركاني الذي تمت دراسته عبر الاندفاعات البركانية لجزر هاواي والهزات الارضية التي حدثت في اليمن ومناطق أخرى من العالم.

وتمثل الفيضانات البركانية غبر انهدام الغاب وفي براكين جبل العرب مثلاً نموذجياً عن إنصهار المهل من المعطف العلوي، كما يتمثل ذلك في المادة البركانية المنصهرة لبراكين آيسلندا في المحيط الأطلسي وبراكين هاواي في المحيط الهادي، حيث أكدت الدراسات الحديثة على أن المهل قد تشكل من الانصهار الجزئي للمعطف العلوي واندفع على قاع المحيط من خلال فيضانات ومراكز بركانية كبيرة.

لقد تدفقت اللابات البازلتية على أطراف وعبر الانهدام السوري الكبير في جبل العرب من أعماق تحت قارية على مراحل مختلفة وعلى مدى أكر من 20 مليون سنة من بداية الميوسين وحتى العصر الحديث على شكل فعاليات بركانية مختلفة، ولقد لوحظت الشقوق البركانية المتعددة وعلى مدى عدة كيلو مترات كما في جبل العرب.

كما تدفقت اللابة البازلتية من الأعماق تحت البحرية في جزر هاواي على مراحل مختلفة أيضاً، ومن الشمال الغربي نحو الجنوب الشرقي للمحيط الهادي خلال النيوجين والرباعي وحتى الحديث.


شارك المقالة: