نبذة مُختصرة عن ابن بطوطة:
هو مُستكشف ومُخترع وباحث مغربي، يُعتبر واحداً من أهم وأشهر علماء التاريخ، تمكّن من وصف البلاد التي زارها بشكلٍ رائع وواضح في كتابه الخاص برحلاته، كما أنّه كان ذو شخصيةٍ تاريخية عظيمة، لها أثراً كبيراً وواضحاً على الدولة الإسلامية.
درس ابن بطوطة العلوم الشرعية في المدينة التي ولد فيها، اعتمد في دراسته بشكلٍ خاص على مذهب الإمام المالكي، كما أنّه كان واحداً من hكثر المسلمين المُتشددين، اعتمد بشكلٍ كبيرعلى تحقيق الموازنة ما بين الشكلية التشريعية وبين المسار الصوفي حيث نجح في تحقيق تلك الموازة.
رحلات ابن بطوطة:
اشتهر ابن بطوطة بكثرة رحلاته وتنقّله، حيث أنّه وكما ورد عنه جاب البلاد العربية والإسلامية بأكملها، إلى جانب أنّه زار العديد من دول ومناطق العالم، وعلى الرغم من أنّه لم تكن هناك وسائل نقل تسمح له بالسفر بشكلٍ آمن ومريح، إلّا أنّه كان في أغلب الأحيان يركب الجِمال أو الحمير، أو أنّه كان يسير على قدميّه.
كان الهدف الرئيسي من رحلات ابن بطوطة هي زيادة معرفته وعلمه إلى جانب بحثه عن لقمة العيش، حيث أنّه كان يحصل على دخله من كتاباته وأبحاثه التي كان يُطبقها ويعمل بها إلى جانب حصوله على العديد من الهدايا التي تُمنح إليه من عدد من حُكّام وأمراء الدول التي يزورها.
أمّا أولى الرحلات التي قام بها ابن بطوطة فقد كانت لأداء فريضة الحج، إلى جانب رغبته الشديدة في رؤية ومعرفة أخبار الناس والتعرُّف على طبيعة حياتهم، كما أنّه وحسب ماورد عنه فقد كان شديد الحنين إلى معرفة كل ما يدور حوله من أخبار وأحداث سواء كانت سياسية أو اقتصادية.
تعرّض ابن بطوطة للعديد من المخاطر والصعاب التي واجهته في أثناء رحلاته ولكنه لم ييأس، حيث تحدى كل العقبات التي تعترض طريقه، كما أنّه خاض العديد من المغامرات والأحداث في أثناء رحلاته، هذا ومن المعروف أنّ ابن بطوطة قضى مُعظم حياته مُتنقلاً من مكان إلى آخر، حيث قُدّرت عدد السنين التي قضاها في السفر بحوالي ثلاثين عاماً.
تسلسل رحلات ابن بطوطة:
- كانت أولى رحلات ابن بطوطة في عام”1325″ للميلادي، توجه في هذه الرحلة إلى مكة المكرمة والمدينة المنورة لأداء فريضة الحج، والتوسّع في علمه ومعرفته، إلى جانب رغبته الشديدة في الحصول على أفضل المعلمين والمكتبات بهدف تطوير أبحاثه ونشرها في كل من مصر والحجاز وسوريا، حيث عمل جاهداً إلى أن تمكّن من تحقيق كل أهدافه وأبحاثه العلمية.
- في عام”1326″ للميلاد سلك ابن بطوطة الطريق البري الواصل بين كل من تونس وطرابلس ليصل إلى مصر، وهناك بدأ يتنقّل بين مُدنها وقُراها حتى تمكّن من الحصول على أكبر قدر ممكن من المعلومات التي يريدها، إلى جانب أنّه استطاع أن يتعرّف على العديد من عادات وتقاليد الشعب المصري، وبعد أن حقق ذلك النجاح قرر التوجه إلى سوريا لإكمال مابدأ فيه.
- في الفترة ما بين”1326″ و”1330″ للميلاد كان ابن بطوطة يتنقّل ما بين العراق وإيران وأذربيجان وصولاً إلى بغداد والصحراء العربية.
- بعد أن أنهى ابن بطوطة مناسك الحج، وبعد أن جاب مُعظم الدول العربية، وفي عام “1332” للميلاد قرر الانتقال إلى اليمن التي انتقل إليها عن طريق إبحاره على متن قارب يحمل عدداً من أتباعه من جدة حتى وصل إلى البحر الأحمر ومن ثم انتقل إلى اليمن.
- وفي نفس العام الذي انتقل فيه ابن بطوطة إلى اليمن، زار العديد من المدن التجارية في شرق أفريقيا وصولاً إلى تنزانيا، وفي نهاية العام قرر العودة إلى مكة من خلال عبوره الخليج العربي، وفي تلك الأثناء مرّ بكل من عُمان وهرموز وجنوب فارس إلى جانب مُروره من الجزيرة العربية.
- اتجه ابن بطوطة إلى مدينة الأناضول في اللاذقية وذلك بعد أن عبر من الطريق الشمالي الموجود في كل من مصر وسوريا، وبعد أن تم تقسيم مدينة الأناضول إلى سلاطين مُتعددة توجّه ابن بطوطة إلى الأراضي التركيّة، وفي تلك الأثناء كتب ابن بطوطة عن تلك الأراضي مصدراً تاريخياً مرموقاً بيّن فيه بداية حكم العثماني.
- واصل ابن بطوطة رحلاته، حيث انتقل من البحر الأسود إلى شبه جزية القرم، حتى انتقل بعد ذلك إلى شمال مدينة القوقاز ومن ثم إلى الساري، حتى قرر زيارة القسطنطينية المعروفة حاليا باسطنبول.
- بعد عودة ابن بطوطة من القسطنطينية اتجه إلى الهند، حيث انتقل من مدن سمرقند وبخارى متجها إلى آسيا الوسطى وذلك في عام”1333″ ميلادي.
- بعد أن مكث ابن بطوطة فترة وجيزة في الهند قرر مغادرة مدينة دلهي والتوجّه إلى جزر الماندليف التي قضى فيها ما يقارب عامين باعتباره قاضي وناشط سياسي معروف في ذلك الزمان.
- بعد ذلك انتقل ابن بطوطة من سيريلانكا، ثم انتقل إلى الصين حيث أنّه انتقل هناك عن طريق الممرات المائية من مدينة سومطرة إلى بكين، ومن ثم قرر العودة من الصين من خلاله مروره بكل من الخليج العربي ومالابار حتى وصل إلى بغداد وسوريا.