عباس بن فرناس

اقرأ في هذا المقال


من هو عباس بن فرناس؟

هو عباس بن فرناس بن ورداس التاكرني، يُكنّى بأبو القاسم، يُعدّ واحداً من أهم وأشهر العلماء العرب المسلمين، حيث كان عالماً مخترعاً موسوعياً، إلى جانب أنّه كان فلكيّاً ورياضياً وكيميائياً، قدّم العديد من الإسهامات والإنجازات التي كانت لها دور واضح في تقدّم وازدهار الدولة العربية الإسلامية، إلى جانب دورها الواضح في تقدّمه واشتهاره، توفي في أواخر عهد الأمير عبد الرحمن الحكم في حوالي عام” 887″ للميلاد على عُمرٍ يُناهز السابعة والسبعون.

ولد عباس بن فرناس في إحدى مُدن إسبانيا والتي كانت تُعرف في ذلك الزمان باسم رندة، ثم انتقل بعد ذلك إلى مدينة قرطبة التي نشأ وترعرع فيها، كما أنّ دراساته الأولية كانت في مسقط رأسه، حيث ولد في حوالي عام”810″ للميلاد، إلى جانب أنّه كان ابناً لواحدة من الأسر العريقة والمعروفة في ذلك الزمان، والتي كانت تحث على العلم، حيث نشأ في جوٍ أسري علمي كان السبب وراء استمراره في دراساته وأبحاثه.

إلى جانب ذلك فقد كان لعباس بن فرناس العديد من الدراسات والأبحاث والاكتشافات التي بدورها ساهمت في تقدّمه وزيادة مكانته وقيمته في العالم العربي والغربي، حيث يُقال أنّ شهرته وصلت إلى العديد من الدول الأوروبية خاصةً أنّ أبحاثه واكتشافاته كانت مُستمرة دون انقطاع، كما أنّه كان يُعرف عند الغرب باسم”Armen Firman”.

يُعدّ عباس بن فرناس واحداً من أهم العلماء الذين برعوا في العديد من العلوم، فإلى جانب اختراعاته واكتشافاته المُختلفة والتي حققت نقلةً نوعية في تاريخ العلوم، كان له العديد من الإسهامات في شتى العلوم والمعارف كالفلسفة والرياضيات والفلك والكيمياء إضافةً إلى اهتماماته في الشعر والنحو والبلاغة.

كان عباس بن فرناس من العلماء المعروفين والمشهورين في مدينة إسبانيا بشكلٍ خاص، بذل جهوداً وتضحيات كبيرة في سبيل إيصال علمه ومعرفته، هذا وقد عُرف عنه أنّه جاب مُعظم مناطق ودول العالم؛ وذلك بحثاً للعلم، ورغبةً منه في تقدّم نفسه وزيادة أفكاره ومعلوماته، إلى جانب أنّه كان يعتمد على مبدأ التجربة والتطبيق قبل أن يُقدّم أي اكتشاف أو إسهام توصّل إليه.

تولّى عباس بن فرناس العديد من المهام والمناصب التي كان لها دوراً كبيراً وواضحاً في ازدهاره وزيادة مكانته في نفوس من عاصره من علماء وأدباء وشيوخ وحتى من تبعوه، كما أنّه حاول جاهداً تحقيق كل ما وُكّل إليه من مهام ومناصب؛ الأمر الي جعل العديد من الحكام والسلاطين يرغبون في وجوده بشكلٍ دائم، بما فيهم الأمير الحكم بن هاشم وابنه عبد الرحمن الحكم الذي اتخذه أستاذاً له ليأخذ عنه كل علومه في الفلك.

حظي عباس بن فرناس بالعديد من التكريمات والجوائز؛ تقديراً له على جهوده التي بذلها، فقد نُسبت إليه إحدى الفوهات القمرية في اسمها، إضافةً إلى أنّه تم وضع تمثالاً خاصاً له في إحدى المطارات في بغداد، هذا وقد أصدرت ليبيا طابعاً خاصاً ورسمياً يحمل اسمه، كما أنّه تم تسمية إحدى الفنادق في طرابلس باسمه.

أشهر إسهامات عباس بن فرناس:

قدّم ابن فرناس العديد من الإسهامات العلمية والمعرفية التي كان لها درواً كبيراً وواضحاً في شهرته وازدهاره، حيث عُرف عنه أنّه كان دائم البحث والتجارب، لم ينقطع يوماً عن دراساته حتى تمكّن من الوصول إلى ما هو عليه، ومن أشهر تلك الإسهامات:

  • تمكّن عباس بن فرناس من فك وتحليل كتاب العروض الذي كتبه الفراهيدي؛ الأمر الذي جعل العديد ممن عاصره يطلقون عليه اسم” حكيم الأندلس “؛ وذلك لبراعته في أعماله وأبحاثه.
  • نجح ابن فرناس من اختراع ساعة مائية تقوم بقياس الوقت باستخدام أداةٍ مُعينة وذلك من خلال قيامها بتنظيم تدفق نوع معين من السوائل الداخلة أو الخارجة إليها، هذا وقد سُميّت تلك الساعة بالميقاتة أو البنكام.
  • يُعدّ عباس بن فرناس من أوائل العلماء والمُبتكرين الذين توصلوا إلى طريقة لصناعة الزجاج من الحجارة، كما أنّه من أوائل من صنعوا النظارات الطبية.
  • تمكّن ابن فرناس من صناعة آلة فلكية تعمل على توضيح وفهم حركة الكواكب والنجوم وجميع الأجرام السماوية، كما أنّها تُساعد في تمثيل شكل السماء بشكلٍ واضح.
  • ابتكر عباس بن فرناس طريقة جديدة تعمل على تقطيع أحجار المرو في مدينة الأندلس بدلاً من نقلها إلى مصر حتى يتم تقطيعها.
  • يُعدّ عباس بن فرناس أول من صمم أقلام الحبر في التاريخ.
  • قام عباس بن فرناس ببناء غرفةً تحاكي السماء، حيث يستطيع الزائر من خلالها رؤية كل الأجرام والكواكب الموجودة في السماء، حتى أنّه من الممكن أن يُشاهد أهم العمليات التي تحدّث فيها كالرعد والبرق.
  • ابتكر عباس فرناس أداة جديدة عُرفت برقاص الإيقاع، يكون عددها ثابت لا يتغير في الدقيقة الواحدة، كما أنّها تحتوي على نبضات قد تكون صوتية أو بصرية.
  • كان عباس بن فرناس أول من استخدم جناحين للطيران.

المصدر: ABBAS IBN FIRNASكتاب المُغرب في حلى المغرب لأبو الحسن علي بن موسى الأندلسي "1955"كتاب الأعلام لخير الدين الزركلي "1926"


شارك المقالة: