علم الطبقات الصخرية والخطوات الطبقية فيه

اقرأ في هذا المقال


ما هو علم الطبقات الصخرية؟

يعرف علم الطبقات الصخرية بأنه فرع من العلوم الجيولوجية يبحث ويتعامل مع حقائق دراسة وتفسير الصخور المتطبقة والصخور الرسوبية، ويعمل هذا العلم على تعريف هذه الصخور ويبيّن وضعها وتتابعها أفقياً وعمودياً ومسحها على الخرائط ومضاهاة هذه الوحدات الصخرية، يشمل علم الطبقات على الصخور المتغيرة والصخور النارية إذا تواجدت على شكل أجسام صفحية طبقية.
إن المصدر الرئيسي لهذه الدراسات والتأملات في البداية كانت عبارة عن مكاشف ومقاطع الصخور الرسوبية السطحية أينما وجدت، لكن تقدم البحث عن المصادر الطبيعية مثل النفط أضاف بعداً جديداً، فالآبار العميقة التي تحفر إلى آلاف الأمتار فوق سطح اليابسة أو في قعر البحار اخترقت سماكات طبقية معروفة في التكشفات السطحية المحلية.
إن دراسة جيولوجية تحت السطح ابتدأت بدراسة طبقات تحت السطح، وقد اضطر الباحثون في طبقية تحت السطح العمل على ايجاد الوسائل والأساليب لدراسة الصخور من الآبار، وكان ذلك إما من خلال فحص الفتات الصخري المتصاعد مع طين الحفر أو اللباب، أو من خلال معرفة خصائص وصفات هذه الصخور بطرق فيزيائية وكيمائية.
على الرغم من ذلك فإن الأسلوب العام لعلم الطبقات متشابه سواء كان سطحياً أو تحت سطحي، ويهدف إلى نفس النتائج سالكاً مختلف الخطوات ضمن الإطار العام للتعريف الطبقي الصخري.

الخطوات الطبقية في علم الطبقات الصخرية:

  • تمييز الوحدات الصخرية: يبدأ عمل اليجولوجي في تمييز الوحدات الصخرية وفصلها عن باقي الوحدات المحيطة بها، حيث أن وضعها بهذه الطريقة يمكن الباحث من تبسيط الصعوبات وتلخيص الحقائق المهمة وبذلك إيجاد وسيلة للتفاهم مع غيره من الباحثين، حيث إن المهم في الوحدات الصخرية الطبقية أن تكون ملائمة ومعقولة وذات معنى بالنسبة للدراسة الطبقية في الصخور.
  • تحديد التتابع الطبقي: يجب العمل على تحديد التتابع الطبقي للصخور الرسوبية حسب تسلسل ترسبها، إن هذا الأمر من الممكن أن يكون سهلاً في المناطق التي لا تعاني من التعقيد التركيبي، على الرغم من ذلك فإن مهمة الجيولوجي أن يقوم بتحديد تتابع الطبقات الصخرية ما أمكن حتى في المناطق المعقدة تركيبياً.
  • المسح الجيولوجي ورسم الخرائط: يتضمن المسح الجيولوجي على المسح الجيولوجي السطحي ورسم الخرائط وتتبع الوحدات الصخرية إلى مناطق التحت سطحية، من الممكن أن تتطلب هذه العملية تقرير عن الوحدات الصخرية الطبقية التي يجب أن تتجمع مع بعضها لتظهر على الخريطة، إيجاد العلاقات العمودية بين هذه الوحدات، وإيجاد العلاقات الجانبية الأفقية بين تلك الوحدات.
  • المضاهاة الطبقية: إن المعلومات المحلية عن الصخور الأرضية قد تكون غير كافية ومع ذلك فإن هذه الحقيقة لا تشكل مشكلة بقدر محاولة إيجاد علاقة بين هذه المعلومات المتواجدة وربطها مع بعضها البعض، حيث أن مشاكل المضاهاة تصبح قائمة عن محاولة الربط بين المعلومات، إن المضاهاة الطبقية يجب أن تستند على كافة المعلومات المتوفرة عن الصخور الأرضية، وهذه المعلومات عادة ما تكون معلومات حياتية أو معلومات طبيعية.
    من الممكن استعمال مبادئ علم الصخور وعلم المتحجرات لحل مشاكل المضاهاة، وعلى الرغم من ذلك فإنه لا يتطلب من الباحث الجيولوجي الطبقي أن يكون اختصاصياً في كافة فروع المعرفة ذات العلاقة بل إن مجرد اطلاعه يُعد كافياً لاستعمال وتقييم نتائج عمل الآخرين المختصين.
    فالمضاهاة الطبقية أو تحديد العلاقات الزمنية أو المساواة بين الوحدات الصخرية قد تعتمد على معلومات وأدلة تم تفسيرها تفسيرات مختلفة من قبل الآخرين كل حسب اختصاصه، ونتائج هذه التفسيرات هو رأي ومهما كان هذا الرأي فإنه قابل للصواب أو الخطأ، وبذلك يمكن الاستنتاج بأن عملية المضاهاة يمكن ألا يكون تكون صحيحة تماماً أو مطلقة الصحة، ما عدا محاولة متابعة الطبقات جانبياً لمسافات معينة.
    إن معظم أدلة المضاهاة تعتمد على معلومات مستحاثية (من المتحجرات) وأغلب علماء الطبقات قد لا يملكون المعرفة التخصصية الدقيقة للقيام بدراسة مستحاثية دقيقة من أجل المضاهاة.
  • التفسير الطبقي: إن دراسة الصخور الرسوبية من أجل التفسير الطبقي الجيد يجب أن تستند لتفسير كامل للمعلومات الطبقية ويجب أن تتجاوز دراسة المضاهاة لتشمل دراسة الجغرافيا القديمة والتاريخ الجيولوجي، إن أغلب الدراسات الحالية لا تقوم بهذه المهمة لذلك جاءت أغلب الدراسات الطبقية سطحية وغير كاملة.
    فإذا بقي عالم الطبقات مهتماً بالأمور الوصفية فقط دون أن يعد خرائط جيولوجية وخرائط كنتورية وتركيبية ودون رسم مقاطع وجداول المقارنة والمضاهاة، فإن دراسته قد تكون مفيدة لكنها لا ترقى إلى المستوى الأصيل العميق ذو الحيوية والابتكار. إن فروع العلوم الأخرى مثل علم الترسب وعلم الصخور وعلم المتحجرات والجيوكيمياء والجيوفيزياء قد تساهم بشكل إيجابي لنضوج هذه الدراسات.

شارك المقالة: