قصة اختراع آلة المدق الحربية

اقرأ في هذا المقال


في الواقع تُعد آلة المدق من أكثر أسلحة الحصار شيوعًا واستعمالًا في العصور الوسطى، وكانت تستخدم بشكل أساسي لكسر الجدران وتحصينات العدو، يمكن بناؤها بأحجام وأشكال وهياكل مختلفة، كان بناؤها أسهل نسبيًا مقارنة بأسلحة الحصار الأكثر تطوراً. كانت أيضًا من أحد أهم أسلحة الحصار التقليدية لكن انخفض استخدامها بعد إدخال المدافع واستخدام البارود، واليوم لا يتم استخدامها مع ابتكار الأسلحة العصرية.

ما هي قصة اختراع آلة المدق الحربية

يمكن إرجاع تاريخ ابتكار آلة المدق إلى الآشوريين القدماء، حيث تم العثور على أدلة قديمة تبين استعمال تلك الآلة منذ حوالي القرن التاسع ق.م. بعد ذلك تم استخدام الآلة من قبل الإغريق والرومان، ومن ثم انتشر استعمالها إلى مختلف  الحضارات القديمة في جميع أنحاء العالم. في أبسط أشكالها، كان يتم تصنيع آلة المدق من قطع من الخشب كبيرة وثقيلة ويتم دفعها من قبل مجموعة من الأشخاص. على مدى القرون اللاحقة، ظهرت ابتكارات مختلفة في تصميم آلة المدق.

أصبحت آلة المدق أكثر فاعلية وأصبح يتم بناؤها بشكل مُتقن أكثر من السابق، كما تم تركيب عجلات ليسهل على الأشخاص دفعها لتحطيم الجدران، مع أنّها لا تعد من ضمن أسلحة الحصار المتطورة، إلّا أنّه من خلالها تم تحطيم العديد من جدران القلاع الحصينة، وعلى عكس العديد من أسلحة الحصار الأخرى في العصور الوسطى، كان لا يتم استعمال آلة المدق إلّا للأغراض الهجومية.

عام 427 ق.م، عندما حاصر الأسبرطيون بلاتيا. حدث أول استخدام لآلة المدق داخل حوض البحر الأبيض المتوسط، خلال العصر الحديدي، في الشرق الأوسط القديم والبحر الأبيض المتوسط​​، تم تطوير آلة المدق الحربية وتمت إضافة السلاسل الثقيلة لسحب الآلة ودفعها لتحطيم البوابات وقلاع الجدران.

في أواخر العصور الوسطى. أصبح يتم استعمال ألواح ثقيلة من المعدن ليتم وضعها فوق آلة المدق؛ وذلك من أجل حماية الجنود من السهام الموجهة نحوهم، فيما بعد تم استخدام أسلحة حصار مثل: المنجنيق والمقاليع. في الواقع كان من بين الحصارات التاريخية الشهيرة التي استخدمت خلالها آلة المدق كان حصار القسطنطينية، اليوم مع التقدم العلمي والتكنولوجي واستعمال الأسلحة الحديثة والدبابات لم يعد هناك أي استعمال لآلة المدق، لكنها بقيت أحد أهم أدوات الحصار القديمة.


شارك المقالة: