اقرأ في هذا المقال
ماهو الكرسي الكهربائي؟
الكرسي الكهربائي: هو طريقة تنفيذ إعدام يتم فيها ربط الشخص على كرسي ويتم صعقه بالكهرباء، تُستخدم طريقة الإعدام هذه في الغالب في الولايات المتحدة وقد أصبحت رمزًا لعقوبة الإعدام هناك.
على الرغم من أنّه تم تقديمه في محاولة لتوفير طريقة أكثر إنسانية لقتل المجرمين المدانين من طريقة الشنق الشائعة سابقًا، فقد تم انتقاد الكرسي الكهربائي نفسه باعتباره غير إنساني وأصبح هذا مصدر قلق خاص ومعاناة السجناء لفترات طويلة، كان إدخال الحقن المميتة التي تم استخدامها كخيار أو استبدال الكرسي الكهربائي بالكامل، خطوة في حل هذه المشكلة.
ما هي قصة اختراع الكرسي الكهربائي؟
خلال ثمانينيات القرن التاسع عشر، مهد تطوران الطريق لاختراع الكرسي الكهربائي، ابتداء من عام 1886م، أنشأت حكومة ولاية نيويورك لجنة تشريعية لدراسة الأشكال البديلة لعقوبة الإعدام، كان الشنق في ذلك الوقت الطريقة الأولى لتنفيذ عقوبة الإعدام، حتى مع اعتباره طريقة إعدام بطيئة للغاية ومؤلمة، ولكن كيف بدأت القصة؟
أول شخص يموت باستخدام الكرسي الكهربائي:
في 6 أغسطس 1890م، بعد 10 سنوات من الجدل التشريعي والقانوني، أصبح ويليام فرانسيس كيملر أول شخص يموت بسبب اختراع جديد يشار إليه باسم الكرسي الكهربائي في الولايات المتحدة، أثبت الإعدام أنّ الرجل يمكن أن يُقتل عمدًا باستخدام الكهرباء كوسيلة للقتل، قتل كيملر والدته في 29 مارس 1889م بفأس وحُكم عليه بالإعدام في 13 مايو 1889م، أُرسل ويليام إلى سجن أوبورن في بوفالو بنيويورك.
قبل ثماني سنوات، كان طبيب أسنان بوفالو ألفريد ساوثويك قد تصور فكرة استخدام الكهرباء لإعدام الناس، استأنف محامو كيملر حكم الإعدام بالصعق الكهربائي لأنّهم زعموا أنّ الصعق بالكهرباء كان عقوبة قاسية وغير عادية، استمرت عملية الاستئناف لمدة 18 شهرًا وصف مقال في صحيفة نيويورك تايمز الإعدام بالتفصيل، كان هناك سبعة عشر شخصًا في الحشد عند الإعدام، تم ربط كيملر في الكرسي ووضع جهاز معدني على رأسه.
المنافسة بين شركة أديسون وشركة جورج وستنجهاوس:
تطور الكرسي الإلكتروني من خلال التنافس المتزايد بين شركتين مهمتين في الخدمة الكهربائية (Edison General Electric) وشركة (Westinghouse Corporation)، تأسست شركة (Edison General Electric) التي أسسها (Thomas Edison)، حيثُ كان يعتقد توماس إديسون أنّ التيار المباشر (DC) هو الشكل الأكثر أمانًا للكهرباء، بينما يعتقد جورج وستنجهاوس أنّ التيار المتناوب (AC) هو الأكثر أمانًا للكهرباء، طور جورج وستنجهاوس خدمة التيار المتردد وبدأ شركة (Westinghouse Corporation).
كان رد فعل (Thomas Edison) على المنافسة واحتمال الخسارة لخدمة (AC) من خلال بدء حملة تشويه ضد شركة (Westinghouse)، مدعيًا أنّ تقنية (AC) كانت غير آمنة للاستخدام، في 4 يونيو 1888م، أقرّت الهيئة التشريعية في نيويورك قانونًا يؤسس الصعق الكهربائي كطريقة رسمية جديدة للتنفيذ في الولاية ومع ذلك نظرًا لوجود تصميمين محتملين (AC و DC) للكرسي الكهربائي، تُرك الأمر للجنة لتقرير أيّهما الشكل الأفضل للاختيار.
قام (Edison) بحملة ضد اختيار كرسي (Westinghouse) على أمل ألا يرغب المستهلكون في نفس النوع من الخدمة الكهربائية في منازلهم التي تم استخدامها للتنفيذ، في وقت لاحق من عام 1888م، استأجرت منشأة أبحاث إديسون المخترع هارولد براون، كتب براون مؤخرًا خطابًا إلى صحيفة نيويورك، يصف فيه حادثًا مميتًا توفي فيه صبي صغير بعد لمس سلك تلغراف مكشوف يعمل على تيار متردد.
قام كل من براون والدكتور فريد بيترسون بالبدء بعمل كرسي كهربائي لشركة (Edison) وقاموا بتجربة جهد التيار المستمر بشكل علني، ثم اختبار جهد التيار المتردد، كان الدكتور بيترسون رئيسًا للجنة الحكومية لاختيار أفضل تصميم لكرسي كهربائي، لم يكن مفاجئًا عندما أعلنت اللجنة أنّ الكرسي الكهربائي بجهد التيار المتردد قد تم اختياره لنظام السجون على مستوى الولاية.
في الأول من يناير عام 1889م، دخل أول قانون إعدام كهربائي في العالم حيز التنفيذ الكامل، واحتجت شركة وستنجهاوس على القرار ورفضت بيع أي مولدات كهربائية مباشرة إلى سلطات السجن، قدم توماس إديسون وهارولد براون مولدات التيار المتردد اللازمة لأول كراسي كهربائية عاملة، قام جورج وستنجهاوس بتمويل الاستئنافات الخاصة بالسجناء الأوائل المحكوم عليهم بالإعدام بالصعق الكهربائي، على أساس أنّ الصعق بالكهرباء كان عقوبة قاسية وغير عادية.
بالنسبة لكل من إديسون وبراون فقد قالا بأنّ الإعدام كان شكلاً سريعًا وغير مؤلم وفازت ولاية نيويورك بالاستئنافات ومن المفارقات أنّ الناس لسنوات عديدة أشاروا إلى عملية الصعق بالكهرباء في الكرسي على أنّها لشركة (Westinghoused)، فشلت خطة إديسون لإحداث زوال وستنجهاوس وسرعان ما أصبح واضحًا أنّ تقنية التيار المتردد كانت متفوقة بشكل كبير على تقنية التيار المستمر، في النهاية فاز وستنجهاوس وتياره المباشر بالسباق وأثبتوا أنهما الأكثر كفاءة من حيث وسائل التنفيذ.
بعد سلسلة من عمليات الشنق العلنية، تم تشكيل لجنة (BS1) في عام 1886م، لإيجاد شكل أكثر إنسانية لعقوبة الإعدام، تألفت لجنة عقوبة الإعدام من ثلاثة أشخاص مختلفين، ألفريد بساوثويك وإلبريدج توماس جيري وماثيو هيل، تم إرسال استبيانات إلى المسؤولين والمحامين والخبراء الطبيين للاستفسار عن رأيهم، كانت الأسئلة تتجه نحو الصعق بالكهرباء ولم تشمل إلغاء عقوبة الإعدام.
أوصى إديسون بتوصيل التيار المتردد بالرأس والعمود الفقري، تم استخدام الكلاب والحيوانات الأخرى مثل الخيول كموضوعات اختبار، كما أوصي بأن تتعامل الدول مع إعدام الكرسي الكهربائي بدلاً من المقاطعات الفردية، تم إنشاء لجنة (Medico) القانونية لمعرفة أفضل طريقة وتحديد كمية الكهرباء لاستخدامها في التنفيذ، كانت اللجنة مكونة من لجنة من الأطباء، نظرًا لاستخدام الحيوانات كمواضيع للاختبار، لا يمكن توقع تأثيرات الجهاز على البشر على وجه اليقين، تمت التوصية بثلاثة آلاف واط من الكهرباء للتسبب في وفاة سريعة.
أحداث مهمة في الكرسي الكهربائي:
في أواخر القرن العشرين، تمت إزالة الكرسي الكهربائي كشكل من أشكال الإعدام في العديد من الولايات الأمريكية، استمر عدد من الدول في السماح للشخص المدان بالاختيار بين الصعق بالكهرباء والحقن المميتة، جيمس نيل تاكر، بعد رفضه اختيار طريقة إعدامه، تعرض للصعق بالكهرباء في ساوث كارولينا في مايو 2004م، براندون هيدريك، الذي اختار استخدام الكرسي، تعرض للصعق بالكهرباء في فرجينيا في 20 يوليو 2006م.
في ولايتي كنتاكي وتينيسي، تم إيقاف تشغيل الكرسي الكهربائي باستثناء أولئك الذين ارتُكبت جرائم الإعدام قبل التواريخ المقررة في عام 1998م، في كل من كنتاكي وتينيسي، طريقة التنفيذ المسموح بها للجرائم المرتكبة بعد هذه التواريخ هي الحقن المميتة، الكرسي الكهربائي هو شكل بديل للتنفيذ تمت الموافقة عليه للاستخدام المحتمل في إلينوي وأوكلاهوما إذا تم العثور على أشكال أخرى من الإعدام غير دستورية في الولاية وقت التنفيذ، في فلوريدا قد يختار المدان الموت بالصعق الكهربائي، لكنّ الخيار الافتراضي هو الحقنة القاتلة.