ما هي قصة اختراع المسطرة الحاسبة؟
تاريخ اختراع المسطرة الحاسبة وجهود المخترعين في ابتكارها:
تم ابتكار العديد من الأدوات التي تم استعمالها لإجراء الحسابات الرياضية، قام الكثير من المخترعين والعلماء ببذل جهود كبيرة في تصميم تلك الأدوات من بينها كانت المسطرة الحاسبة والتي كانت من أكثر الأدوات المستعملة لإجراء الحسابات الرياضية وذلك قبل أن يتم ابتكار الآلة الحاسبة، وهي تتكون من مقاييس علمية يتم استعمالها للضرب والقسمة، وأيضًا تستعمل في حساب اللوغاريتمات وعلم المثلثات، ولكنها لا تستخدم عادةً في الجمع أو الطرح.
في الواقع كان السبب المباشر لبدأ التفكير في اختراع المسطرة الحاسبة، هو اختراع اللوغاريتمات خلال سنة 1614، من قبل العالِم الشهير (John Napier) لكنه لم يقم بابتكارها، تم ابتكارها حوالي (1620-1630)م، وذلك عندما قام المخترع (Edmund Gunter)، من جامعة أكسفورد بعمل نموذج للمطرة الحاسبة لاستخدامها بدايةً للضرب والقسمة. نُشر أول وصف لهذا المقياس في باريس عام 1624م بواسطة عالم الرياضيات الإنجليزي إدموند وينجيت (حوالي 1593-1656)م.
وفي عام 1630م، اخترع العالِم (William Oughtred) من كامبريدج مسطرة حاسبة على شكل قاعدة شريحة دائرية، خلال سنة 1632م قام بدمج قاعدتين من قواعد العالم (Gunter) لصنع جهاز مختلف عن المسطرة الحاسبة الحديثة، قام (Oughtred) بتدريس أفكاره بشكل خاص لطلابه لكنه تأخر في نشرها، تم نشر أفكار اختراع (Oughtred) في منشورات تلميذه ويليام فورستر في عامي (1632 و1653)م، وفي عام 1677م أنشأ (Henry Coggeshall) مسطرة حاسبة قاعدة قابلة للطي بطول قدمين لقياس الأخشاب، في الواقع كان اختراعه مختلف عن باقي العلماء ولم يتعمق بحل المسائل الرياضية.
في عام 1815م، اخترع بيتر مارك روجيت أيضًا مسطرة حاسبة مخصصة لحسابات اللوغاريتمات، سمح ذلك للمستخدم بإجراء العمليات الحسابية التي تتضمن الجذور والأسس، في عام 1821م، أشار رجل يُدعى ناثانيال بوديتش يعمل في الملاحة إلى استخدام المسطرة الحاسبة التي تحتوي على الدوال المثلثية وتقوم بحساب اللوغاريتمات لاستعمالها لحل مشاكل الملاحة البحرية، وفي عام 1845م، قدم بول كاميرون من غلاسكو مسطرة حاسبة ذكية وتم استعمالها فقط للأمور الملاحية.
أهم التطورات في تاريخ اختراع المسطرة الحاسبة:
تم إنشاء الشكل الأكثر حداثة للمساطر الحسابية في عام 1859م من قبل الملازم الفرنسي أميدي مانهايم حيث تم تصميم المساطر واستعمالها في الأمور الهندسية وأصبح بعد ذلك يتم استخدامها على نطاق واسع في أوروبا، ولكنها لم تصبح شائعة في الولايات المتحدة حتى عام 1881م، حيث تم ابتكار شكل جديد منها من قبل إدوين ثاشر، وقام من بعده المخترع ويليام كوكس بتطوير استعمالاتها في عام 1891م، وأنتجتها شركة (Keuffel and Esser) في نيويورك.
تطلب العمل الفلكي أيضًا حسابات دقيقة لذلك تم ابتكار مسطرة حاسبة للأمور الفلكية في ألمانيا في القرن التاسع عشر وكان يبلغ طولها حوالي مترين، استعمال عالم الصواريخ الألماني ويرنر فون براون المسطرة الحاسبة في ثلاثينيات القرن الماضي عندما انتقل إلى الولايات المتحدة وذلك بعد الحرب العالمية الثانية للعمل في برنامج الفضاء الأمريكي.
طوال حياته لم يستخدم براون أي أجهزة حساب أخرى؛ فقد ساعدته المسطرة الحاسبة لإجراء تقديرات سريعة لمعايير تصميم الصواريخ والأرقام الأخرى، بقيت المسطرة الحاسبة أداة أساسية في العلوم والهندسة وأصبحت تستعمل في الأعمال والصناعة حتى حلت محلها الآلة الحاسبة الإلكترونية المحمولة في أواخر القرن العشرين.