ارتدى الناس الأساور لعدة قرون، قام أفضل الحرفيين من العديد من الثقافات بتطبيق مهاراتهم على تصميمات السوار التي لا تزال تُلبس حتى اليوم، الكلمة الإنجليزية (Bracelets) مشتقة من الكلمة اللاتينية (brachium) والتي تعني ببساطة سوار اليد، قديمًا صنعت الأساور من مواد مختلفة بما في ذلك: الخشب والعظام والجلود والقماش والبلاستيك والمعادن والأصداف والأعشاب.
ما هي قصة اختراع سوار اليد؟
الأساور في الحضارات المختلفة:
كان يُعد ارتداء المجوهرات للزينة قد بدأ منذ 7000 عام وقد وجد علماء الآثار أدلة على أنّ الناس كانوا يرتدون الأساور في بلاد ما بين النهرين والصين، في عام 2008م كان علماء الآثار يقومون بالتنقيب في كهف دينيسوفا في سيبيريا ووجدوا مجموعة كاملة من المجوهرات بما في ذلك سوار، بحلول 2680 قبل الميلاد، كان المصريون يرتدون الأساور المصنوعة من الذهب والفضة المزينة بالأحجار شبه الكريمة، هذا ما تؤكده الأنواع المختلفة من الأساور التي تم العثور عليها في منطقة مصر منذ حوالي 5000 قبل الميلاد، كانت الأساور المصرية تصنع أساسًا من النحاس والذهب وأحيانًا تشتمل على الأحجار الكريمة.
كان النبلاء يحبون ارتداء الأساور المزينة بالأحجار الكريمة المتقنة، بينما المواطنون العاديون لم يتمكنوا سوى الحصول وشراء السوار النحاسي البسيط، على الرغم من أنّ بعض الأساور التي كان يرتديها المصريون كانت لأسباب تزيينية بحتة، يُقال أنّ السوار كان يُلبس أيضًا لأغراض روحية ودينية، بعد العصر البرونزي (2000 إلى 1400 قبل الميلاد)، صنع الحرفيون الأساور من الذهب والفضة وقاموا بزخرفتها وزينوها بالأصداف والحجارة الصغيرة، أصبحت الأساور فيما بعد رمزًا للثروة والمكانة.
غالبًا ما كان الجنود اليونانيون يرتدون الأصفاد المعدنية والجلدية على معاصمهم وذراعهم للحماية أثناء المعركة، تمّ تبني هذا لاحقًا من قبل الرومان أيضًا، في بعض الأحيان كان يتم ارتداء السوار أيضًا للدلالة على أنّ محاربًا معينًا أظهر شجاعة كبيرة في المعركة، في النهاية اختار المزيد من الناس ارتداء السوار لأسباب الزينة وليس للحماية في الحرب وظلَّ هذا الأمر شائعًا، كانت الأساور الذهبية هي النمط السائد للسوار الذي يمكن العثور عليه في الهند.
اليوم، أصبح الزجاج اللامع والخرز الخشبي والمعادن الملونة مكونات شائعة للسوار في الهند، في بعض أجزاء الهند يشير نوع الأساور التي ترتديها المرأة إلى حالتها الاجتماعية، حوالي (1558 إلى 1085 قبل الميلاد) كانت الأساور مصنوعة من الأحجار الكريمة الأفريقية، كانت الأساور تُدفن أحيانًا في المقابر كجزء من ممتلكات المتوفى، كان الإغريق القدماء يرتدون الأصفاد على الذراع العلوي والسفلي كزخرفة، انتشرت أنماط تصميم الاساور في جميع أنحاء أوروبا، بعد ذلك وصلت إلى العصور الوسطى حوالي (476 إلى 1450 م).
كانت الأساور موجودة في الصين منذ عام 2000 قبل الميلاد، كما قام الصينيون القدماء بنحت الأساور الذهبية ونقشوا أنماطًا متقنة في الأساور من الذهب كتصميمات عصرية للأساور، كانت الأساور الذهبية هي النمط الشائع للسوار الموجود في ذلك الوقت، على الرغم من أنّ خيوط الخرز المعدنية والزجاجية الملونة أصبحت شائعة في العصر الحديث، أعادت النساء الأوروبيات إحياء الأساور كإكسسوارات أزياء شائعة في القرن السابع عشر، حيث كانوا يرتدون أساور رفيعة، كانت الأساور الإيطالية عصرية للغاية وتمّ تصنيعها بكميات كبيرة.
في القرن التاسع عشر؛ تم صنع الأساور بالعاج والمرجان، في أواخر القرن التاسع عشر أضاف المصممون الباكليت والبلاستيك في صناعة الأساور، في ثلاثينيات القرن الماضي أحبت النساء والفتيات الأساور المصنوعة من النحاس المطلية بالفضة ممّا زاد من صناعتها وبالتالي الطلب عليها، حدثت العديد من الابتكارات الدائمة في تصميم السوار في العقد الماضي.
الأساور في العصر الحديث:
خلال القرن العشرين، أصبحت الأساور بشكل عام ميسورة التكلفة بسبب تقنيات التصنيع الشامل، وأفسحت التصاميم المتقنة والمزخرفة للفترة الفيكتورية لإضافة المزيد من المواد البلاستيكية، استمرت العديد من تصميمات وأنماط واتجاهات السوار حتى القرن الحادي والعشرين، مثل إدخال الفضة باعتبارها المادة الأكثر شيوعًا للأساور، يُعتبر تفضيل الفضة كبديل للذهب أو البلاتين ناجحًا إلى حد كبير نظرًا لكونه غير مكلف نسبيًا.
مصنعو الأساور الفضية قاموا بإنتاج كميات كبيرة أكثر بكثير من أساور الذهب ولكن أساور الذهب بقيت مفضلة لدى العديد من الناس فهي تحتوي على بريق المعدن الثمين الذي أحبه المشترون، اليوم تصنع الأساور بكميات كبيرة جدًا وبمختلف التصميمات وبأسعار مختلفة حسب صناعتها والمواد المستخدمة وبإمكان المستهلكين العثور على أساور تقريبًا من أي تصميم يمكن تخيله فيها.