اقرأ في هذا المقال
نحن نأخذ الكثير من التكنولوجيا التي نستخدمها كأمر مسلّم به، لدينا أجهزة الكمبيوتر المحمولة فائقة الخفة وهواتفنا الذكية التي تُمكننا من القيام بعملنا في المكان الذي يناسبنا، يمكننا أن نختار لأنفسنا ما إذا كنا نريد العمل في المكتب أو من المنزل، نادرًا ما نفكر في كل التقنيات مثل (Wi-Fi) وأجهزة الشحن، التي تساعد في بيئة العمل المرنة هذه، وخذ شيئًا واضحًا مثل فأرة الكمبيوتر، كيف تطورت على مدى عقود من الصناديق الخشبية الصلبة إلى إحداث ثورة في كيفية استخدامنا لأجهزة الكمبيوتر اليوم؟
الماوس (الفأرة): هو عبارة عن جهاز كهروميكانيكي يتم التحكم فيه يدويًا للتفاعل مع جهاز كمبيوتر رقمي يحتوي على واجهة مستخدم رسومية، يمكن تحريك الماوس على سطح مستو للتحكم في حركة المؤشر على شاشة عرض الكمبيوتر، مزودًا بزر أو أكثر، يمكن استخدامه لتحديد نص أو تنشيط البرامج أو تحريك العناصر حول الشاشة عن طريق الضغط بسرعة وتحرير أحد الأزرار (النقر) أو عن طريق الاستمرار في الضغط على الزر أثناء تحريك الجهاز (النقر والسحب).
ما هي قصة اختراع فأرة الكمبيوتر؟
فأرة الكمبيوتر بالمعنى الذي نفكر فيه اليوم، لم يتم إطلاقها حتى منتصف الثمانينيات، لكن الحقيقة هي أنّ التكنولوجيا التي كانت وراء فأرة الكمبيوتر قد تم اختراعها قبل ذلك بكثير، خلال فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية أنتجت البحرية البريطانية ما يسمّى عادةً كرة التتبع، اخترع رالف بنيامين كرة التتبع واستخدمت لتتبع الطائرات على الرادار، واستخدمت كندا كرات البولينج، لم تتأخر البحرية الكندية في تبني التكنولوجيا لمعدات التتبع الخاصة بها لقد استخدموا كرة بولينج صغيرة، من أجل كرة المضمار لأنّهم حسب الشائعات لم يتلقوا نفس القدر من التمويل للمشروع.
كانت هذه الإصدارات المبكرة من كرات التتبع غير ملائمة للاستخدام، كانت الكرة عبارةً عن صفائح معدنية دوارة ملامسة للكابلات، ولكن نظرًا لأنّ الجيش البريطاني اعتبر الاختراع سرًا عسكريًا، فإنّ تقنية كرة المسار لم تتواصل مع الجمهور حتى وقت لاحق، تمّ اختراع أول فأرة حقيقية في عام 1964م في جامعة ستانفورد عندما تم إنشاء فأرة الكمبيوتر كان دوجلاس إنجلبارت يعمل في معهد ستانفورد للأبحاث في مينلو بارك، كاليفورنيا، تمّ اختراع هذه الآلة المعجزة في نظام الكمبيوتر (Xerox) كان دوجلاس إنجلبارت شخصًا ناجحًا.
تمّ صُنع هذا الماوس من الخشب بحجم مستطيل، وزر واحد في أعلى الفأرة، يمكن تحريك فأرة الكمبيوتر اليوم في أي اتجاه، كان للماوس عجلتان ممّا يسمح للمستخدم بتحريك الماوس من جانب إلى آخر أو للأمام والخلف، في البداية كان الماوس يسمّى “مؤشر موضع (X – Y) لنظام العرض”، لم يكن هذا الاسم مثيرًا للغاية لأغراض التسويق وكان على المطورين ابتكار اسم جديد.
طوّرت زيروكس فأرة الكمبيوتر، وتتبعت (Xerox) التكنولوجيا في عام 1973م، عندما طوّرت جهاز كمبيوتر شخصي يسمّى (Alto)، كان من المقرر استخدام فأرة الكمبيوتر هذه مع واجهة مستخدم رسومية (GUI) والتي خلقت طريقة جديدة تمامًا لاستخدام الكمبيوتر لقد انتهى الاستخدام لأسهم التحكم وجاءت طريقة أسرع وأسهل للتنقل حول الشاشة.
أثناء عملهم على تطوير (Alto)، بدأت (Xerox) أيضًا في تطوير نسختها الخاصة من الماوس مع كرة المسار، تمامًا كما فعلت البحرية البريطانية منذ الحرب العالمية الثانية، عملت كرة الجنزير (وهي تصميم مطور من الفأرة) على اتصال مع المحاور التي تكون على عجلات بها ثقوب، أثناء تحرك الفأرة، تسببت المحاور في دوران العجلة، ممّا ينتج عنه أشعة ضوئية تنبض عبر الثقوب الموجودة على العجلة، يمكن لأجهزة الاستشعار بعد ذلك قراءة نبضات الضوء وبهذه الطريقة تعرف في أي اتجاه كان الماوس يتحرك.
نظرًا لأنّ (Xerox) عملت بشكل أساسي مع الشركات، فإنّ هذا الاختراع لم يكن معروفًا بشكل خاص بين القطاع الخاص في البداية، أبرمت (Apple) اتفاقية مع (Xerox) حيث حصلوا على ملكية شركة (Apple) مقابل استخدام الماوس المطّور من (Xerox) وبهذه الطريقة انتشر الماوس مع (Macintosh) للجمهور في عام 1984م.
قدّم ديفيد ليدل ودونالد ماسارو أول ماوس لاسلكي في عام 1984م باستخدام الكمبيوتر، في هذا الماوس تم استخدام إشارات حمراء (IR) لنقل البيانات بأكملها إلى الكمبيوتر، ولكن في هذه التقنية، كان هناك مشكلة واحدة وهو يجب أن تكون الإشارات الحمراء مسارها واضحًا بين الماوس اللاسلكي والكمبيوتر، وللتغلب على هذه المشكلة تمّ تغيير إشارات الأشعة تحت الحمراء عن طريق التردد اللاسلكي.
أحدث التصميم الذي باعته (Xerox وApple) ثورة في الطريقة التي يمكننا بها التفاعل مع أجهزة الكمبيوتر الخاصة بنا، لكن تلك الثورة تعثرت بسرعة كبيرة بعد الموجة الأولى، إلى جانب أنّ الماوس أصبح أسهل استخدامًا وملائمًا لليد بشكل أفضل من الماوس المربع الأول، لم تتغير التكنولوجيا كثيرًا في السنوات العشر القادمة.
لم يكن حتى عام 1996م، ظهور أول ماوس مع وظيفة التمرير في السوق، في وقت لاحق من التسعينيات ظهر الماوس البصري، في الماوس البصري ليس عليك تنظيف فأرة الكمبيوتر من الوبر والأوساخ المختلفة المتجمعة حول كرة التتبع، بعد ذلك تمّ اختراع الفأرة الضوئية، وقبل وقت طويل من استخدامها، كانت تكاليف الإنتاج هي التي يجب تخفيضها بشكل أساسي من أجل التمكن من توصيل هذه التكنولوجيا إلى الجماهير.
في عام 2004م ظهرت أول فأرة ليزر، كان (Logitech) هو أول من استخدم هذه الفأرة الأكثر دقة، شيء كان جيدًا حقًا للأشخاص الذين لعبوا الكثير من ألعاب الكمبيوتر، وأصبح لدى فأرة الكمبيوتر اليوم معالجات أفضل داخل الماوس، لقد مرّ وقت طويل منذ بدايات فأرة الكمبيوتر الأولى بصندوقها الخشبي وحركتها البطيئة، لكنّ الاستخدام البديهي للاختراع وبساطته يعنيان أنّ فأرة الكمبيوتر استمرت في كونها جزءًا مهمًا من استخدامنا للكمبيوتر، على الرغم من الاختراعات الجديدة مثل التحكم الصوتي وشاشات اللمس.
أنواع فأرة الكمبيوتر:
أولاً- الماوس الميكانيكي:
اسم آخر للفأر الميكانيكي هو الفأر الكروي، الماوس الميكانيكي هو عبارة عن طرف إدخال للكمبيوتر يحتوي على الكرة المعدنية أو المطاطية في جانب السطح الخلفي، عندما نقوم بتحريك الماوس، فإنّ دحرجة كرة الماوس وأجهزة الاستشعار المدمجة بالداخل تحدد الحركة وتتحرك على جزء سطح الشاشة في نفس الاتجاهات، اليوم تم استبدال الماوس الميكانيكي بالماوس البصري، يجب أن تحتاج هذه الأنواع من الماوس إلى كابل (سلك) لإجراء اتصال في الكمبيوتر.
ثانياً- الماوس الضوئي:
في الماوس الضوئي، تستخدم تقنية متقدمة مثل (LED) (الصمام الثنائي الباعث للضوء) والمستشعر البصري و(DSP معالجة الإشارات الرقمية) الأخرى بدلاً من الماوس الميكانيكي ذي الكرة المطاطية، في الفأرة البصرية تكتشف الحركة بواسطة المستشعرات عند انعكاس الضوء، لا حاجة لتنظيف الماوس الضوئي لأنّه لا يحتوي على أي مكونات متحركة.
ثالثاً- ماوس لاسلكي بتردد الأشعة تحت الحمراء:
يُعرف الماوس اللاسلكي أيضًا باسم الماوس اللاسلكي، ويتم توصيل هذه الأنواع من الماوس بأجهزة الكمبيوتر بمساعدة تقنيات فريدة مختلفة مثل (Bluetooth أو RF) أو موجات الراديو بالأشعة تحت الحمراء، في الكمبيوتر يجب أن يحتوي على جهاز (USB) يستقبل الإشارات المنتشرة من أجهزة الماوس اللاسلكية.
رابعاً- ماوس كرة التتبع:
يحتوي على كرة رأسية للمقبس، وتكتشف حركة الكرة بمساعدة المستشعرات أثناء دحرجة الكرة بأصابع اليد أو راحة اليد أو إبهام اليد البشرية لتحريك المؤشر على شاشة الكمبيوتر.
خامساً- ماوس ثلاثي الأبعاد:
يُعد الماوس ثلاثي الأبعاد جهاز توجيه إدخال خاص لإنشاء حركة في بيئة افتراضية ثلاثية الأبعاد وثنائية الأبعاد لا يُستخدم هذا الماوس ثلاثي الأبعاد في المهام العادية، وهو مصمم بشكل أساسي لوحدة التحكم في الألعاب لإنشاء وحدة التحكم في الألعاب، مجالات التطبيق الأخرى هي مكان استخدام الماوس ثلاثي الأبعاد مثل (CAD) والتصميم المعماري والنمذجة ثلاثية الأبعاد وهي (3DConnexion SpaceNavigator).
سادساً- فأرة القدم:
يتم استخدام فأرة القدم من قبل الأشخاص غير القادرين على استخدام الماوس بأيديهم أو أذرعهم، لاستخدام الماوس القدم، قم بتثبيت البرامج في النظام ثمّ قم بتشغيلها بشكل صحيح لتحديد أي بقعة من الشاشة، في هذا الماوس هناك حاجة إلى جزأين، أحدهما للتحكم في المؤشر، والآخر للنقر بالماوس.
سابعاً- Intelli Mouse:
يُعرف (Intelli Mouse) أيضًا باسم الماوس العجلة أو الماوس التمرير، وقد تمّ تصميم هذا الماوس بواسطة (Microsoft) في عام 1996م تمّ ضبط عجلة الماوس في الوسط بين الزر الأيسر والأيمن، يستخدم المستخدمون عجلة الماوس للتمرير لأعلى ولأسفل أي صفحة مستند، إذا أراد المستخدم فتح أي رابط في علامة التبويب الجديدة، فقم بتمرير مؤشر الماوس فوق الارتباط واضغط لأسفل إلى عجلة الماوس.
إيجابيات وسلبيات فأرة الكمبيوتر:
إيجابيات فأرة الكمبيوتر:
- لا حاجة للكثير من الوقت للتدريب على استخدامه فاستخدامه سهل وبسيط.
- يقوم بحل العديد من المشكلات عند استخدام الماوس أثناء استخدام مفاتيح لوحة المفاتيح.
- يتميز بمرونة الحركة في استخدامه.
- إنّ حرية اختيار الماوس تكون وفقًا لراحة المستخدم لأنّ الماوس بها أنواع ضخمة متوفرة في السوق.
- فأرة الكمبيوتر تتميز بسهولة حملها من مكان إلى مكان آخر، كما أنّ تكلفتها منخفضة ولا حاجة لمزيد من المساحة لاستخدامه.
- هو الجهاز الأكثر تفضيلاً لمناطق تطبيقات الرسوم، وهو سهل التشغيل في المناطق الداخلية والخارجية.
سلبيات فأرة الكمبيوتر:
- تحتاج سطح مستوي.
- أكثر حساسية للغبار.
- بعض الوقت تكون عمليات السحب صعبة من قبل المستخدم.
- يمكن أن يتلف الماوس بسهولة.
- يمكن أن تشعر راحة اليد بالألم بسبب استخدام الماوس لفترة طويلة.