تماسك الرواسب وتحولها إلى صخور رسوبية:
إن الفتات والرواسب تتراكم داخل أحواض الترسيب بشكل غير متماسك ومن بعد ذلك تتعرض إلى ظروف وعوامل طبيعية وعوامل كيميائية أيضاً مختلفة تسبب في اندماجها وتماسكها مع بعضها البعض، ويتكون بسبب ذلك ما يعرف بالصخور الرسوبية ومن أهم العوامل التي تؤدي إلى تماسك الرواسب هي التلاحم، حيث أنه يترسب بين حبيبات الرواسب جزء من المواد المعدنية والتي تعمل كمادة لاحمة تسبب في تماسك الرواسب معاً، ومن الأمثلة على المواد التي تملك خاصية التلاحم بشكل ملاحظ هي دقائق السيليكا وكربونات الكالسيوم بالإضافة إلى أكاسيد الحديد ومن ثم يتم حمل هذه الدقائق اللاحمة من خلال المياه السطحية والمياه الجوفية التي تحتوي على الأملاح المعدنية ويكون من ظمنها هذه الدقائق اللاحمة.
فهذه الدقائق اللاحمة عندما تمر على حبيبات الرواسب يحدث لها ترسيب بين هذه الرواسب ومن ثم تستقر على شكل يساعد على تماسك الرواسب ومن ثم تتحول إلى طبقة من الصخور المتماسكة (صخور رسوبية)، وبعض أنواع الصخور الرسوبية إذ تعمل على عكس ترسيب مثل هذه الدقائق اللاحمة، فعلى سبيل المثال الحجر الرملي تتماسك حبيباته من خلال دقائق أكاسيد الحديد لهذا السبب فإن الحجر الرملي يأخذ اللون الأحمر أو اللون البني، أما عند الحديث عن الصخر الرملي الأبيض نرى أنه يعكس كيفية ترسيب دقائق كربونات الكالسيوم بين حبيباته بالإضافة إلى أن الصخر الرملي الأصفر يعود السبب في لونه إلى ترسب دقائق السيليكا بين حبيباته.
والعامل الآخر الذي يسبب تماسك الرسوبيات هو الإنضغاط، حيث يلعب الضغط الذي ينتج بسبب ثقل الطبقات التي تكون مترسبة فوق حبيبات الرواسب غير المتماسكة داخل أحواض الترسيب دوراً كبيراً جداً في تقارب وتضاغط حبيبات الرواسب إلى بعضها البعض، وفي بعض الأوقات فإن هذا الضغط يسبب في طرد الماء الذي يتخلل داخل المسامات والفراغات بين هذه الحبيبات فيؤدي إلى تجفيفها وتماسكها ومن ثم يقل حجمها لتشكل صخوراً رسوبية فعلى سبيل المثال نرى أن الطين المدفون على عمق 1000 متر من سطح الأرض أنه ذو حجم يتناقص بمقدار 60% وذلك بسبب الضغط عليه بواسطة ثقل الرواسب فوقه.
وأخيراً العامل الأخير هو التأثير الحراري على حبيبات الرواسب، حيث أن درجات الحرارة تزداد كلما زاد عمق حوض الترسيب الذي يحتوي على حبيبات الرواسب وهذا يسبب في تماسكها بالإضافة إلى أن صعود الماغما يسبب في تماسك الحبيبات الرسوبية بسبب التماس بينها وفي النهاية تساعد في تحويل الحبيبات إلى طبقة من الصخور الرسوبية.