اقرأ في هذا المقال
بشكل عام يؤثر التلوث الناتج من خلال عملية حرق الوقود الأحفوري على العديد من البيئات المحلية، ويُعتقد أيضاً أنه السبب الرئيسي لمشكلة مناخ الأرض، حيث يهدد تغير المناخ جميع أنواع النباتات والحيوانات التي تتأقلم مع درجات حرارة معينة، كما إنه يتسبب في ارتفاع مستويات سطح البحر وارتفاع درجات الحرارة وتغيرات كبيرة في الكائنات الحية المتنوعة التي تواجه الآن الانقراض، وكل هذه الأسباب تجعلنا نقوم بالحفاظ على الوقود الأحفوري من خلال بعض التقنيات لاستخدامه بشكل فعال ومناسب.
ما هو الوقود الأحفوري؟
هو عبارة عن مصدر طبيعي للطاقةتكوّن من بعض بقايا النباتات والحيوانات العضوية المتحللة التي عاشت منذ حوالي مئات الملايين من السنين، حيث يتم دفن الوقود هذا في أعماق الأرض ومن ثم يحصده البشر من أجل القوة، كما يتم توليد أكثر من حوالي 70 في المائة من الكهرباء في بعض دول العالم مثل: الولايات المتحدة من الوقود الأحفوري مثل: الفحم الحجري والنفط، وتجني عملية الحفاظ على الوقود الأحفوري واستخدامه بأشكال أخرى وعديدة من الطاقة العديد من الفوائد سواءً كانت للبيئة أو للبشر.
من أين يأتي الوقود الأحفوري؟
بشكل عام تحتوي جميع أنواع الوقود الأحفوري على الكربون، ولقد تشكلت جميعها نتيجة للعمليات الجيولوجية التي تعمل على بقايا المواد العضوية الناتجة عن عملية التمثيل الضوئي، وتعد هذه العملية هي التي يتم من خلالها تحول النباتات الخضراء وبعض الكائنات الحية الأخرى الطاقة الضوئية إلى طاقة كيميائية، وأيضاً تأتي معظم مواد الوقود الأحفوري التي نستخدمها اليوم من الطحالب والبكتيريا، ويعود بعضها حتى قبل العصر الديفوني منذ حوالي 358 مليون إلى 419 مليون سنة.
ومن ثم يخزن الوقود الأحفوري الطاقة في الروابط بين الذرات التي تشكل جزيئاتها، وإن حرق هذا الوقود يكسر تلك الروابط، وهذا بدوره قد يطلق الطاقة التي جاءت في الأصل من الشمس، وعلى سبيل المثال إن المصدر الأساسي للفحم الحجري هو المواد النباتية المتحللة، كما يأتي النفط الخام من بعض العوالق الفاسدة (مخلوق بحري مجهري)، والغاز الطبيعي هو أيضاً منتج ثانوي للنباتات المتحللة والكائنات الدقيقة.
لماذا يجب علينا الحفاظ على الوقود الأحفوري؟
على الرغم من تزايد استخدام الوقود الأحفوري في العديد من البلدان، فإنه لا يزال كل من الفحم الحجري والنفط الخام والغاز الطبيعي وفير في القشرة الأرضية، ومع ذلك يوجد هناك حقاً وعي متزايد بأهمية الحفاظ على مصادر الوقود هذه بين خبراء البيئة وصناع السياسات الاقتصادية، وإن هذا صحيح لسببين وهما: أولاً إمدادات الوقود الأحفوري محدودة، ثانياً التلوث الناجم عن حرقها ضار بالبيئة.
فعلى سبيل المثال يؤدي الحفاظ على الوقود الأحفوري فعلاً إلى إبطاء عملية معدل الاحترار الجوي وتحمض المحيطات، وهنا فنحن نأمل أن نمنح كوكب الأرض وقتاً مهماً لتعافي نفسه، وبدون هذه المهلة يمكن أن يصل كوكب الأرض إلى نقطة تحول يكون الشفاء بعدها مستحيلاً، كما قد تصبح هذه الأرض غير صالحة للسكن، وربما يكون هذا هو السبب الأكثر إلحاحاً للحفاظ على الوقود الأحفوري.
وأيضاً يملأ حرق البترول والفحم والغاز الطبيعي الهواء بالملوثات الضارة بما في ذلك: أكاسيد النيتروجين وثاني أكسيد الكبريت وثاني أكسيد الكربون والأوزون ومجموعة من الهيدروكربونات، حيث قد تتجمع هذه الملوثات وخاصة ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي وتمنع حرارة الأرض من الهروب إلى الفضاء، ونتيجة لذلك فإنه يتوقع العلماء أن ترتفع درجة حرارة الأرض بما يصل إلى 4 درجات مئوية بحلول نهاية هذا القرن، وإلى جانب هذه النتيجة الكارثية أيضاً، فقد يؤدي ثاني أكسيد الكربون إلى حموضة المحيطات، مما يؤدي بدوره إلى قتل الكائنات البحرية وتقليل قدرة مياه المحيطات على امتصاص هذا الغاز الضار.
ومن أكثر الفوائد أهمية للحفاظ على الوقود الأحفوري أيضاً أنه سيوفر الطاقة للأجيال القادمة، وكما نعلم أن الوقود الأحفوري هو موارد غير متجددة، ولكن من خلال عملية الحفاظ على الوقود الأحفوري هذا فإنه سوف يبقى موجوداً للأجيال القادمة، فعلى سبيل المثال تم ترك حوالي 1 تريليون برميل من النفط الخام في الأرض اعتباراً من عام 2002، وإذا استمر الناس في استخدام النفط بمعدلاتهم الحالية فسوف ينفد النفط بحلول عام 2043، والفحم أيضاً هو وقود أحفوري آخر يجب استخدامه بشكل متحفظ، حيث تشير تقديرات حديثة أجراها بعض المهندسين والعلماء إلى أنه لا يمكن استخراج سوى حوالي 662 مليار طن من الفحم، وهذا قدر غير كافي.