مفهوم التطور لتكتونية القشرة الأرضية

اقرأ في هذا المقال


ما هو مفهوم التطور التكتوني في القشرة الأرضية؟

إن الدراسات والملاحظات التكتونية تشير إلى أن أطوار التباعد يمكن أن تحدث خلال فترة طويلة، في حين أن أطوار الانضغاط لا تظهر إلا بشكل سريع، ويستدل من ذلك أن التواء السلاسل يحدث خلال فترات قصيرة يطلق عليها اسم أطوار تكتونية وهي المرادف لأطوار الانضغاط.
والبعض يعتبر أن أطوار التكتونيك تعبر عن فترات آنية على مقياس الجيولوجيا ومتواقتة على سطح الكرة الأرضية، وهذه الفرضية تتميز بأنها تقدم لنا مقياساً زمنياً يمكن استخدامه عندما تكون الخصائص الستراتغرافية غير قابلة للاستعمال.
ونظراً للتباين الكبير في وجهات النظر حول مفهوم الأطوار التكتونية فقط حاول بعض الجيولوجيين تبني تسميات مفصلة وتقسيمات تكتونية على شاكلة التقسيمات الستراتغرافية، وكل منها يكون مميز لحقبة زمنية قصيرة، ولكننا لا ننصح باستعمال مثل هذه التسميات التي من شأنها تعقيد الدراسة، وإنما نكتفي بتحديد الفترات الزمنية التي تحدد كل أطوار انضغاط أو تكتوني.
يتم منح اسم طور انضغاط أو طور تكتوني لتلك الحركات التي تشكل طيات وفوالق عكسية على مستوى منطقة، ولذلك فإن عمليات الانضغاط المحلية لا تدخل تحت نطاق هذا المفهوم (ولا تدخل الحركات العمودية وتكتونيك التباعد في هذا المفهوم أيضاً)، ولقد تبين نتيجة الدراسات المكثفة والدقيقة أن أطوار الانضغاط قليلة الحدوث ومتمايزة مع بعضها البعض.

الأطوار التكتونية في المستويات البنيوية العليا والوسطى:

في المستويات البنيوية العليا والوسطى تتوضح الأطوار التكتونية بواسطة عدم التوافق في الطي، والذي يسمح بتحديد عمر الطور التكتوني أو الفاصل من الوقت الذي تمت خلاله، ويتوقف تحديد ذلك على امكانية تحديد عمر آخر مستوى ملتوي وأقدم مستوى في عدم التوافق.
تُعطي الدراسات التي أجريت حتى الآن فواصل زمنية من مرتبة 10 ملايين سنة، وفي حالات نادرة من 1 إلى 5 ملايين سنة، وفي مثل هذه الحالات فإن مفهوم الطور التكتوني يمكن تطبيقه؛ وذلك لأنه بعد مرحلة الترسيب التي تستمر عشرات الملايين من السنين يمكن أن يتم في هذه الفترة التواء أو حت واستقرار ثم عودةً إلى الترسيب من جديد، بحيث يكون قد تم خلال هذه الحقبة من الزمن الجيولوجي طور التواء سريع.
إن عملية تحديد العمر السابقة يجب ألا تقتصر على نقطة واحدة، وإنما يجب أن تتم في نقاط متعددة ومختلفة ومتباعدة عن بعضها البعض؛ وذلك للتأكد من أن هذا الطور قد حدث في الوقت نفسه على امتداد المنطقة أو أن عمره يتباين من منطقة لأخرى.
ولكن هذا العمل لا يعتبر سهلاً؛ والسبب في ذلك أن بعض المجموعات لا يمكن تقدير عمرها بشكل دقيق، أو لأن المجموعات عديمة التوافق قد تعرضت لعمليات تعرية شديدة، ومع ذلك فمن الممكن تلخيص بعض النتائج المهمة وفيما يلي البعض منها:

  1. إن الأطوار التكتونية ذات الوقت القصير أو الآنية لا يمكن أن تمتد إلى مسافات كبيرة، وهي تغير عمرها من منطقة إلى أخرى في السلاسل الجبلية الشاسعة، فهي تكون آنية في جزء من هذه السلسلة مثلاً ولكنها مختلفة على مقياس السلسلة بكاملها، هذا يعني أن مفهوم الطور التكتوني لا يمكن تطبيقه على مقياس الكرة الأرضية.
  2. يمكن تفسير تغير عمر طور تكتوني في سلسلة بواسطة عملية هجرة لهذا الطور في الزمن وفي الفراغ.
  3. يمكن للأطوار التكتونية أن تحدث خلال فترات زمنية طويلة، ولكن لتحديد مثل هذه الأطوار يجب أن تكون التشوهات قد تمت في الوقت نفسه الذي تمت فيه عمليات الترسيب، ويجب أن تكون الرسوبيات حاوية على مستحاثات نستطيع بواسطتها تحديد عمرها، وغالباً ما يرتبط التكهن بوجود أطوار تكتونية طويلة عندما يكون هناك عدم توافق، ولكن مثل هذه الشروط نادراً ما يمكن تحقيقها.

الأطوار التكتونية في المستوى البنيوي السفلي:

في المستويات البنيوية السفلى تعتبر الدراسات التكتونية أكثر تعقيداً وصعوبة؛ وذلك لأنه بدءاً من شدة معينة للتشوهات فإن الصخور تتبلور مجدداً وتتحول وتصبح المستحاثات نادرة ثم تختفي نهائياً.
ولهذا فإنه اعتباراً من بعض الأعماق لا يمكن تحديد أعمار المواد، وبالتالي لا يمكن القيام بدراسات مشابهة لتلك التي قمنا بها بالنسبة للمستويات الوسطى والعليا، فالتورق الذي يزداد مع الأعماق يمحو التطبق وعدم التوافق ويرافق عمليات التسطح، وبالتالي تصغر زاوية عدم التوافق.
وهكذا ففي مثل هذه النطاقات العميقة عندما لا يمكن استخدام الخصائص الباليونتولوجية والهندسية، فإنه من المستحيل امكانية دراسة الأطوار التكتونية، ولكنه يمكن أحياناً تحديد أعمار هذه الأطوار التكتونية بشكل غير مباشر عن طريق تحديد عمر الفلزات الاستحالية المرافقة أو اللاحقة لها، لكن من المهم معرفة أن تحديد عمر بعض الفلزات بالطرق النظائرية لا يزال يعاني من بعض المشاكل.


شارك المقالة: