ما لا تعرفه عن العصور الجيولوجية القديمة:
يوجد بعض من الأفكار الجيولوجية الأولى عن نشأة كوكب الأرض، وقد عملت اليونان القديمة على تطوير بعض المفاهيم الجيولوجية الرئيسية التي تختص بنشأة الأرض، كما أن سجل أرسطو في القرن الرابع قبل الميلاد الكثير من الملاحظات المهمة عن بطء وتيرة التغير والتطور الجيولوجي، إذ أنه رصد تكوين الأرض ووضع نظرية تدل على أن الأرض تتغير ببطء، وأن هذه التغيرات لا يمكن للإنسان فهمها والإلمام بها على مدار حياته كلها.
قام أرسطو بوضع أول المفاهيم التي تعتمد على الإثباتات (التي ترتبط بعالم الجيولوجيا) فيما يخص معدل تغير طبيعة الأرض، ومع ذلك، فالفضل في ذلك يعود إلى خليفته في معهد الليسيوم، الفيلسوف ثيوفراستوس (Theophrastus) الذي تمكن من تحقيق تقدم كبير خلال العصور القديمة في كتابه عن الأحجار (On Stones)، فقد وصف العديد من المعادن والخامات وجميعها كانت من المناجم المحلية مثل مناجم منطقة لافريو (Laurium) قرب أثينا، وغيرها.
كما أنه ناقش أيضاً أنواع الرخام ومواد البناء مثل الحجر الجيري وحاول تشكيل تصنيف أولي للمعادن اعتماداً على خصائص معينة مثل الصلابة، وبعد ذلك بكثير في العصر الروماني، قدم بلينيوس الأكبر (Pliny the Elder) تفصيلاً لمعادن ومواد أخرى عديدة استعملت على نطاق واسع في الأغراض العملية، وكان من بين أوائل من قدموا تفسيراً صحيحاً لنشأة الكهرمان، والذي يعتبر من الراتنجات المستحثة المأخوذة من الأشجار بمراقبة الحشرات المحبوسة في أجزاء منها، كما أنه وضع أساس علم البلورات عن طريق التعرف على التركيب لثماني السطوح الخاص بالألماس.
نبذة عن العصور الجيولوجية الوسطى:
إن أبو الريحان البيروني هو من أوائل الجيولوجيين المسلمين الذين كانت أعمالهم والكتابات الأقدم تتضمن على الجيولوجيا في الهند، حيث افترض الجيولوجيين أن شبه القارة الهندية وجدت مرة واحدة في البحر قديماً، كما أن ابن سينا قدم مشاركات كبيرة في الجيولوجيا وفي العلوم الطبيعية (التي قام بتسميتها باسم العتيبيات).
كتب ابن سينا عملا موسوعياً بعنوان (كتاب الشفاء)، حيث أن هذا الكتاب يتضمن في جزء منه على شرح لعلم المعادن والأرصاد الجوية وذلك كان في ستة فصول وهي: تشكيل الجبال، مزايا الجبال في تشكيل الغيوم، مصادر المياه، أصل الزلازل، تشكيل المعادن بالإضافة إلى تنوع تضاريس الأرض.
في الصين وخاصة خلال العصور الوسطى كان شين كو هو واحدا من أكثر علماء الطبيعة المهمين وهو شخصية قوية وبحث في الكثير من مجالات الدراسة في عصره من حيث الجيولوجيا، شين كو يعد واحد من أول علماء الطبيعة اللذين ساهموا بوضع نظرية الجيومورفولوجيا، حيث أنه اعتمد في ذلك على ملاحظاته المرتبطة بالترسبات الرسوبية وتآكل التربة وترسب الطمي والحفريات البحرية التي توجد في جبال تايهانغ الواقعة على بعد مئات الأميال من المحيط الهادئ.